تابعت من خلال شاشة التلفاز الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران لليمن الشقيق، وقد كانت زيارة تاريخية حيث أنهت خلافات استمرت سنوات وأعادت الصفاء والسلام وترسيخ التعاون الاقتصادي والأمني. فهي بحق زيارة تاريخية وجزء مهم من تاريخ العلاقات بين البلدين وصياغة للحاضر والمستقبل. وكانت المكلا بكل أطيافها وتاريخها وشعبها وأهلها يمتزج فيها الفرح والسرور والابتهاج والحفاوة بسمو ولي العهد وصحبه الكرام ولقد أثمرت هذه الزيارة بالتعاون بين رجال الأعمال في البلدين في مختلف مجالات العمل والاستثمار. فهي بحق زيارة تاريخية لبلد التاريخ والآثار ومن خلال مشاهدتي لبرامج الزيارة تذكرت زيارتي لليمن منذ سنوات مع مجموعة من المؤخرين من جامعات دول مجلس التعاون وقد تتبعت كتابات مؤرخ اليمن المعروف الهمداني صاحب الإكليل وصفة جزيرة العرب الذي تبعه واعتمده الكثير من المؤرخين والمحققين من قدامى ومعاصرين وكذا صاحب كتاب معجم البلدان فقد أحاطوا بأوصاف تلك البلاد وتاريخها ومعالمها وآثارها وما يتعلق بأوصافها وآدابها وشعرائها ولقد سميت بالخضراء كما يقول الهمداني لكثرة أشجارها وزروعها وثمارها. ولقد كنت خلال زيارتي لليمن أتلفتُ يمنةً ويسرةً في ربوع هذه البلاد فأرى فيها تاريخ الحياة لأمم عديدة تذكرت خلالها عرش بلقيس وسد مأرب وسبأ وحمير ومعين والتتابعة وسيف بن ذي يزن وتذكرت الرحالة أمين الريحاني وهو يدخل صنعاء مبهوراً بزحمة التاريخ، حقاً أن الحديث عن اليمن وما فيها من نكهة تاريخية تستهوي القارئ والمؤرخ والأثري والأديب. حقاً أن زيارة سمو ولي العهد زيارة تاريخية ومعبرة عن روابط الأخوة بين البلدين وشهدت رسوخ العلاقات السعودية اليمنية والاتفاقيات المهمة في بعض المجالات الحيوية وهي امتداد لتعميق التاريخ الحيوي المشترك بالمحبة والوفاء والتعاون البناء المثمر واستمرار لمسيرة الخير والنماء لما فيه خير البلدين. حقق الله الآمال ووفق الجميع.
|