Saturday 10th June,200612308العددالسبت 14 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

المملكة ومصر قمة إنقاذية!! المملكة ومصر قمة إنقاذية!!
محمد بن أحمد الشدي

دون ضجة إعلامية أو إعلان مسبق عقدت في شرم الشيخ في مصر أبسط قمة ثنائية ضمت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك.. ولعل سرعتها واختصارها على الزعيمين يمنحها الحيوية والحركة المطلوبة للوصول إلى أهدافها المرجوة منها.
أما دواعي انعقادها بهذه السرعة والبساطة فهي ما يعانيه جسم هذه الأمة العربية من جراح لا تخفى على أحد، وقد تألفت أجندة هذه القمة من ثلاث نقاط هي:
قضية فلسطين في تطوراتها الجديدة وكارثة العراق ومشكلة لبنان وسوريا الأخيرة. وتلك نار تحت الرماد تنفخ فيها أفاعي وشياطين الأرض، وهذه في الحقيقة هي أهم البؤر والجروح الغائرة في روحنا وجسدنا وواقعنا المر الذي يتطلب العلاج العاجل.
وما أسهل هذا العلاج والحل لقضايانا وما أصعبه إذا لم ننطلق في معالجة ذلك من خلال علاقاتنا مع تلك الدول التي في يدها معظم مفاتيح تلك المشكلات القائمة واجتماعنا وقممنا المصغرة كلها خيرة، ولكن لابد من طرق جميع الأبواب واستخدام المصالح في إنجاح ما نريد من حلول.
ولو اخذنا الباب الأول وهي هذه الربكة والاشتباك بين السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية لوجدنا إسرائيل هي التي تطالب الدول بفعل شيء ضد حكومة حماس والوقوف ضدها سياسياً ومالياً وعلى الأرض.
لكن ولماذا هذه المواقف من الدول النافذة وما هو ذنب الشعب الفلسطيني الذي اختار طريقه بديمقراطية أخذ يحدث عليها الغرب في فلسطين بالذات منذ عهد ياسر عرفات - رحمه الله - وعندما أثمرت ونضجت أنكرها هذا الغرب.. أمر غريب، وخير فعلت القمة في هذا الصدد.
ثانياً: العراق بكل إخلاص إن قممنا المصغرة جداً تسعى إلى معالجة كارثته، ولكن الأمر والتركيبة السياسية على أرض الواقع عمق غورة مما نعتقد فقد خرج العراق من حكم الاستبداد والفردية إلى الفوضى والطائفية المسلحة ولن يعود إلا بتوحيد الجيش والمرجع الديني وارتباطهما بحكم قوي. لا طائفية تملي عليه مصالحها، وإنما ينطلق من مصلحة العراق الموحد كما كان على مر العصور.
أما البند الثالث في أجندة قمة إطفاء الحرائق العربية المفاجئة فكان عن لبنان.. وهذا في الإمكان معالجة مشكلته بأن تفرض الدول العربية ذات الثقل على كل من سوريا ولبنان عدم التدخل في شؤون بعضها البعض. خاصة وقد انسحب الجيش السوري طواعية من الأرض اللبنانية بناء على قرار من الأمم المتحدة ثم العمل على إغلاق ملف هذه المطارحات والحوارات والتسويفات المرتبة من خارج لبنان وإيقاف ألاعيب الطوائف المختلفة في لبنان ومناغاتها لمن هم خارج حدود لبنان.
خلاصة القول: إن مثل هذه القمم نبيلة الغايات والأهداف مهمة بين وقت وآخر لحفظ كيان الأمة العربية متماسكاً قوياً في وجه الأعداء.
والله من وراء القصد.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved