* الرياض - صدى العلوم:
دعا رئيس مركز القياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود إلى إيجاد بديل كامل وكافٍ للطفل السعودي، يغنيه عن استخدام المادة الثقافية الغازية وغير المقبولة التي رأى أن الأسرة بأعمارها كلها تواجهها في خضم الانفتاح العالمي على الثقافات المختلفة.
وكانت واحة الأمير سلمان للعلوم ناقشت مع مركز القياس والتقويم آلية عمل جديدة يقوم عبرها مركز القياس بمراجعة محتوى البرامج العلمية التي تقدمه الواحة بهدف تحفيز قدرات الطلاب في النوادي العلمية والبرامج المختلفة لدى الواحة. ومع أن المشاري عدّ التعليم بالترفيه مدخلاً مهماً إلى تنمية المعارف لدى الناشئة، إلا أنه حذّر من أن ينافس تنمية حب القراءة والاطلاع.
فالتخوف وارد من أن يتعود الجيل على أساليب التعليم بالترفيه حتى يصبح عاجزاً عن تلقي المعلومة وفهمها عن طريق القراءة. وأكّد المشاري أنه لا بد أن يكون هناك تعاون كامل وكافٍ بين الجهات ذات العلاقة في خدمة هدف تنمية الإبداع والابتكار، لكنه أكد أنه من الصعب أن يتحقق ذلك إلا إذا فُتح المجال للأطراف كلها في تقديم ما يخدم أهدافها ويحقق لها الربح. فالقطاع الخاص يمكن أن يستثمر في هذا الأمر إذا رأى أن هناك تشجيعاً وجدوى مما يقدم. وهناك جهة ثالثة يمكن أن تسهم في ذلك هي المؤسسات غير الربحية وهي في رأيي أفضل من يخدم هذا الجانب، إذ إنها مرشحة للدعم والقبول من المجتمع ولا تنظر إلى تقديم هذه الخدمة نظرة للربح والخسارة. ويعد المركز الوطني للقياس والتقويم أول مركز للتقييم في المملكة، يمثل رخصة عبور نحو الجامعات الحكومية والأهلية في أنحاء البلاد كلها، وينطلق الاهتمام بمراكز القياس والتقويم، في كثير من بلدان العالم اليوم، من حاجتها إلى معلومات موضوعية عن مؤسساتها التربوية العليا من كليات ومعاهد وجامعات، لتكون في متناولها عند الحاجة لرسم صورة التعليم في الخطط الدورية، وتحديد أهداف المرحلة، وأساليب التعليم فيها. وغالباً ما تنكب تلك المراكز على تزويد المؤسسات والأفراد الراغبين في القياسات التربوية بطرق علمية موضوعية، لمزيد من الإنصاف في قبول الطلبة للدراسة فوق الثانوية، وتصنيفهم في البرامج المختلفة حسب أهليتهم، ومتابعة البحث العلمي لتحسين وسائل القياس وأدواته، ولدراسة صدق هذه الاختبارات ومعاييرها. ويتركز عمل هذه المراكز أساساً في تصميم الاختبارات، وتطويرها، وتطبيقها على نطاق واسع وفي طليعتها:
أ- اختبارات القبول الجامعي التي تستحوذ على اهتمام معظم مراكز القياس في العالم.
ب- قياسات مستوى المعارف على نطاق واسع في البلاد.
ج- قياسات تستخدم للترخيص بممارسة المهن المختلفة عامة، وبشكل خاص لممارسة التعليم الجامعي والتقني الفني.
ومن أعمال هذه المراكز كذلك، الاهتمام بتوفير الخبرة لتصميم الاختبارات للمؤسسات أو الهيئات التعليمية العليا الراغبة في ذلك.
والتوجه العالمي اليوم سائر نحو إنشاء مراكز وطنية متفرغة لهذه المهمة، يضطلع بمسؤولياتها خبراء وأساتذة في العلوم المختلفة، يساندهم فريق من علماء القياس والتقويم الذين يجمعون بين العلوم الإنسانية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والرياضيات، وعلوم الإحصاء التحليلي. ومن هذا المنطلق صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر عام 1421هـ على إنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي.
|