Saturday 10th June,200612308العددالسبت 14 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

أضواء أضواء
حساب الخسائر والأرباح بعد مقتل الزرقاوي
جاسر عبدالعزيز الجاسر

... أخيراً انتهت أسطورة أبومصعب الزرقاوي رائد الإرهاب المذهبي في العراق. وإذ يذهب إلى لقاء ربه ستظل سيرته وأفعاله خاصة في العراق محل اختلاف ونقاش بين من يرون فيما قام به في العراق، أعمالاً تندرج في سياق مقاومة الاحتلال الأمريكي، وخوض الجهاد وفق معتقدات نفر من المتشددين الذين يرون في قتل من يختلفون معهم أولاً، ثم الالتفاف إلى المحتلين، ولذلك فقد كان أبو مصعب الزرقاوي يكفر كل من لا يتفق مع آرائه المتطرفة، فليس الشيعة وحدهم الذين استهدفهم بتفجيراته وقتلهم بل أيضاً نال قتله وتفجيراته الكثير من السنة، فحسب مفهوم الزرقاوي كل من لا يؤمن بأفكار جماعته المتطرفة خارج عن الملة يحل قتله. ولهذا فإن العديد من المحلليين يرون في أبو مصعب الزرقاوي (أداة سلبية) للجهاد، إذ إن (جهاد) هذا الرجل إن كان يصح إطلاق هذا الوصف الكبير على أفعاله لم يكن موجهاً لقوات الاحتلال، حيث لم يسجل له أو لأنصاره أن استهدف رتلاً أمريكياً أو أي من قوات الاحتلال بينما كانت أهدافه والتي توجه لها التفجيرات والانتحاريين دائماً أهدافاً عراقية سواء كانت لتجمعات الشيعة، أو المعارضين السنة من شيوخ العشائر أو من سياسيي السنة الذين لا يوافقون على أعماله. ولهذا فإن مقتل الزرقاوي سيكون له نتائج إيجابية في عدة اتجاهات.
فعلى صعيد وقف الإرهاب الطائفي، سيساهم مقتل الزرقاوي وإلى حد كبير في وقف الإرهاب الطائفي، فهو بالإضافة إلى إسهامه في وقف العمليات الموجهة ضد الشيعة، سيحد من عمليات الانتقام والرد التي تقوم بها الجماعات الإرهابية الشيعية من فرق مغاوير شرطة الموت أو منظمة بدر وحتى جيش المهدي التي تستجيب لاستفزازت عناصر الزرقاوي.
2- على صعيد المقاومة الوطنية العراقية سيؤدي التخلص من أبو مصعب الزرقاوي إلى رفع الإحراج عن المقاومة الوطنية العراقية التي كانت تلصق بها أوزار أفعال الزرقاوي وتنسب إليه أعمالاً تنجزها المقاومة العراقية في مقاومتها لقوات الاحتلال فيما توجه الاتهامات لهذه المقاومة عندما تطال أعمال الإرهاب الطائفي الموجه من جماعة الزرقاوي، طائفه عراقية مهمة كثير من أبنائها منخرطون في أعمال المقاومة. ولذلك فإن المقاومة العراقية تعد أكثر الجهات استفادة من التخلص من أبو مصعب الزرقاوي.
3- على صعيد أمريكا وقوات الاحتلال، يعد التخلص من أبو مصعب الزرقاوي متوافقاً تماماً مع طبيعة المرحلة الحالية التي يعيشها العراق، فبعد تشكيل الحكومة العراقية واتجاه العنف نحو المناطق الشيعية لتنازع الأحزاب الشيعية فيما بينها، ولهذا فإن الدور الذي كان يؤديه أبو مصعب الزرقاوي سواء بوعي أو بدون وعي من جماعته في إشاعة موجة من (إرهاب السنة) وجعل الشيعة يعملون متحالفين مع قوات الاحتلال، مرحلة انتهت وبالتالي انتفت الحاجة إلى أبو مصعب الزرقاوي وأفعاله التي شقت أهل العراق وفرقتهم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved