* غزة - رفح - جباليا - خان يونس - بلال أبودقة - رندة أحمد:
خلال ال 24 ساعة الماضية غرق قطاع غزة من شماله إلى جنوبه بدماء الفلسطينيين قادة ميدانيين وأطفالا ونساء، حيث استشهد ما يزيد على ستة عشر شهيدا فلسطينيا، وأصيب أكثر من 35 آخرين في ثلاث مجازر مروعة راح ضحيتها أطفال ونساء.. ووصف الفلسطينيون الغزيون يوم الجمعة ب (اليوم الأسود) .. فبعد ظهر يوم أمس الجمعة ارتكب الاحتلال الصهيوني مجزرتين منفصلتين ارتقى خلالهما أكثر من اثني عشر شهيدا غالبيتهم من الأطفال الرضع والنساء .
وفي تصعيد إسرائيلي خطير ارتقى أكثر من تسعة شهداء وأصيب العشرات بينهم أطفال ونساء جراء إطلاق البوارج الحربية الإسرائيلية عدة قذائف نحو آلاف المصطفين من الفلسطينيين على شاطئ البحر في منطقة السودانية إلى الشمال الغربي من قطاع غزة.
ووفقا لمصادر الجزيرة الطبية في مستشفيات غزة الثلاثة (كمال عدوان، والشفاء العودة): وصل تلك المستشفيات تسعة شهداء، و 35 جريحا بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء فيما رجحت مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء نتيجة خطورة الإصابات، وقد تعرض المصابون إلى بتر في الأطراف.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
وقال د.جمعة السقا مدير العلاقات العامة في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة ل (مراسل الجزيرة): وصلنا إلى قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء سبعة شهداء ثلاثة منهم أطفال وسيدتان وجميعهم من عائلة غالية، والأطفال الشهداء هم طفلة لم تتعد الثامنة من العمر، وطفلان توأمين لم يبلغ عمرهما عام واحد، وأضاف د.السقا: وصلنا أيضا ثماني إصابات بينهم حالتان في الخطر الشديد.. وقد تعرض بعض المصابين إلى بتر في الأطراف..
وفي تعقيب للجيش الإسرائيلي على هذه المجزرة قال ناطق باسم جيش الاحتلال: إنه لربما(!) سقطت قذيفة مدفعية كانت تطلقها دبابات الاحتلال على شمال قطاع غزة، موضحا إلى أن البوارج البحرية الإسرائيلية لم تطلق أية قذيفة..!!
وبعد دقائق من المجزرة على شاطئ البحر في منطقة السودانية: قصفت طائرة استطلاع حربية سيارة كانت تسير على شارع صلاح الدين وسط مدينة غزة ما أدى إلى إصابة ناشط في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وإصابة عدد آخر من المواطنين نقلوا على أثرها إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج.
وتأتي هذه المجزرة الصهيونية على شاطئ البحر في منطقة السودانية بعد ساعة واحدة على استشهاد ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، وإصابة أربعة آخرين من قادة سرايا القدس الميدانيين في غارة إسرائيلية استهدفتهم داخل سيارة من نوع متسوبيشي كانت تقلهم على مدخل مخيم جباليا شمال قطاع غزة.ووفقا لمصادر الجزيرة الطبية: فإن الشهداء هم : الشقيقان (باسل وأحمد عطا الزعانين)، وابن عمهم (خالد يوسف الزعانين).
وأوضح بعض أفراد عائلة الزعانين إلى أن الشبان الثلاثة كانوا في طريقهم لتفقد قريب لهم أصيب قبل قليل من الغارة في قصف إسرائيلي شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وزعمت المصادر الإسرائيلية أن الشهداء كانوا ضمن مجموعة من النشطاء يحاولون إطلاق صاروخ على البلدات الإسرائيلية.
وأكدت مصادر الجزيرة أن الشهداء الثلاثة من عائلة الزعانين ليس لهم علاقة بالمقاومة الفلسطينية حيث إن أحدهم وهو باسل عطا الزعانين) يعمل ضابط إسعاف في الخدمات الطبية العسكرية.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد اغتالت عند منتصف ليلة الخميس (8-6-2006) القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين الفارس المقاتل المطلوب الثاني لدولة الاحتلال في قطاع غزة (جمال أبو سمهدانة (أبو عطايا) -43 عاما) مراقب عام وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني، وثلاثة من مرافقيه هم (نضال نبيل موسى) من رفح، و(أحمد أبو ستة ومحمد عسلية) من جباليا.. وهم من كوادر الألوية؛ في قصف من مروحيات إسرائيلية استهدفت موقعا للتدريب التابع للجان المقاومة الشعبية في محررة مستوطنة (رفيح يام) سابقا غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.. وبعد أربع وعشرين عاما من المطاردة للاحتلال الصهيوني اغتال الجيش الإسرائيلي أبو سمهدانة الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف عشرات العمليات التي استهدفت إسرائيليين في قطاع غزة.
وقالت مصادر الجزيرة الطبية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح: إن جثث الشهداء الأربعة وصلت إلى المشفى أشلاء مقطعة، بحيث صعب التعرف على هوية باقي الشهداء بخلاف الشهيد أبو سمهدانة المعروف باسم (أبو عطايا).وأكد شهود عيان ل الجزيرة أن طائرات استطلاع ومروحيات حربية إسرائيلية أطلقت أربعة صواريخ باتجاه موقع للتدريب تابع لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في رفح .. ونقل أشلاء الشهداء الأربعة إلى مستشفى الشهيد ( أبو يوسف النجار بمدينة رفح.وأفاد (أبو مجاهد)، الناطق باسم للجان المقاومة أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية استهدفت الموقع بأربعة صواريخ، ما أدى لإصابة عدد من عناصر الألوية المرابطين بجوار الموقع.
وأكد الناطق باسم اللجان أن الموقع كان خالياً لحظة استهدافه.
وبين(أبو مجاهد) أن الشهيد أبو سمهدانة كان يمر بالقرب من موقع لجان المقاومة في ذلك الوقت ولم يكن يتواجد داخل الموقع.
يذكر أن أبو سمهدانة قد تعرض إلى أكثر من ثماني محاولات اغتيال باءت جميعها بالفشل حيث عرف عنه حذره وحرصه الشديد.
وقد سادت أجواء من الغضب مدينة رفح بعد الإعلان عن استشهاد (أبو سمهدانة)وفي ردة فعل جماهيرية عفوية أخرج مئات من الفلسطينيين الغاضبين جثمان أبو سمهدانة من المشفى وطافوا به شوارع مخيم رفح بعد أن احتشد آلاف منهم في وقت سابق في ساحات مشفى رفح لإلقاء نظرة على جثمان أبي سمهدانة.واحتشد الآلاف من سكان قطاع غزة في ساعة مبكرة من فجر يوم أمس الجمعة أمام ثلاجة حفظ الموتى في مشفى رفح الحكومي جنوب قطاع غزة، لإلقاء نظرة وداع على جثمان جمال أبو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية والمطلوب لإسرائيل من أربع وعشرين عاما.
واصطف المئات لطبع قبلة على جبينه، ومنهم من يراه لأول مرة، بعد أن عاش قرابة نصف عمره متخفيا بسبب ملاحقة إسرائيل له، متهمة إياه بالوقوف خلف عشرات العمليات التي استهدفت إسرائيليين في قطاع غزة.وتشير هنا الجزيرة إلى أن الشهيد (أبو سمهدانة) كان قد عُين في شهر أبريل-نيسان الماضي مراقبا عاما لوزارة الداخلية الفلسطينية في الحكومة الجديدة التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث اعتبر في حينه أول قائد لفصيل عسكري فلسطيني يتولى منصبا هاما.ولقي تعيينه معارضة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).. وقد تصدر اسم جمال أبو سمهدانة دوما الترتيب الثاني في قوائم الاغتيال الإسرائيلية بعد (محمد الضيف) القائد العام ل كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس.. وحاولت قوات الاحتلال اغتيال أبي سمهدانة في ثلاث عمليات فاشلة.
|