ليس ملكاً فحسب وإنما زعيم ورجل دولة من طراز فريد يتميز بالحكمة والاعتدال والبصيرة الثاقبة التي كفلت له تجاوز التحديات الآنية ليحلق بعيداً إلى آفاق المستقبل.
ومن باب الوفاء والاحترام فإنه يستحق كل الثناء والمديح ومهما عددنا فإنه قليل في حق هذا الرجل الكبير في كل شيء، الرجل الذي يتعب ويسهر كثيراً من أجل أن يعيش شعبه معززاً مكرماً.
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين عبدالله في أول بيان له عقب توليه مقاليد الحكم في البلاد ثوابت السياسة السعودية الداخلية والخارجية، وأكد تمسك هذه البلاد المباركة بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبدا على يديه عهد جديد من التطور والنماء والرخاء لهذه البلاد المباركة بعد انتقال الحكم إليه وتسلمه قيادة أمر الأمة في بيعة أجمع عليها الشعب السعودي كافة.
وارتبطت أعمال المليك وأوامره وتوجيهاته وبشائره بهموم شعبه ووطنه وترجمت محبة هذا القائد العظيم بعروبته وأصل معدنه حبه العميق وعطفه وحنانه لشعبه ووطنه، فهو بحق دخل قلوب الناس وعايش مشاعرهم من خلال تواجده عن قرب وتلمس احتياجات الوطن والمواطن وهمومه أياً كان وفي أي مكان، وفتح لذلك سمعه وقلبه وقصر حكمه مما خلق له مكانة عالية صلبة لن يمحوها الزمان من ذاكرة شعبه الوفي.
لقد دفعت القرارات الملكية باقتصاد المملكة إلى آفاق أوسع وجاءت انطلاقاً من إيمانه بأن التنمية الحقيقية هي تنمية المواطن بدءاً بالزيادة رواتب موظفي الدولة المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي وقرار تخصيص مبالغ لتحسين وتطوير العديد من القطاعات الخدمية والصحية والتربوية والتعليمية ثم قرارات الإصلاح والتحديث الشامل لكل مؤسسات الدولة وقطاعاتها التزاماً بثوابت ديننا الحنيف وعاداتنا الأصيلة ومواكبة العصر ومتطلباته، ووظف زيادة أسعار البترول من أجل رفاهية شعبه وأمر بتخصيص أكثر من أربعين ألف مليون ريال لتحديث البنية التحتية في مجال التعليم والصحة والإسكان وإقراض المواطنين لفتح مشروعات صغيرة ومساعدتهم على الزواج، ومشروعات المياه والصرف الصحي، وكذلك مشروع الملك عبدالله للإسكان الشعبي لإسكان الفقراء، والتخفيضات الملموسة التي تمت في مجال الوقود والتي أزالت الشيء الكثير من كاهل المواطنين والمقيمين على حد سواء، وأخيراً وليس آخراً توجيهه بإذاعة مباريات كأس العالم بالمجان.. وهذا هو النهج الذي تسير عليه قيادته الحكيمة في تلمس هموم المواطنين واحتياجاتهم.. مما يجعلنا نطمئن إلى أن اقتصاديات هذا البلد المتعددة تسير من ازدهار إلى ما هو أكثر وأفضل.
وتفوق الملك عبدالله عربياً بحكمته السياسية وحنكته الإدارية على الكثير من الأزمات وتعامل معها بعقلية تؤكد بعد نظره وحرصه على لم الشمل ورأب الصدع. وكان لحضوره المتميز ومواقفه المشرفة عربياً وإسلامياً الأثر البالغ في حصوله على تقدير الجميع ومحبتهم له، كما أن أعماله الإنسانية وتحركاته السياسية وإصلاحاته الاقتصادية المخلصة أثمرت اختياره في يناير 2006م الشخصية الخليجية الأولى.
إن وطناً قوامه التلاحم والتراحم والعطاء والالتزام بالشريعة الإسلامية الخالدة، والغيرة على العقيدة والمقدسات والوطن، والتفاني والتضحية من أجل خدمة الدين والوطن والسعي الدؤوب لدعم مواقف الأمتين العربية والإسلامية، ونصرة الحق والاستقرار والسلام والعدل في كل مكان، إن وطناً بهذه الخصائص والمميزات ليستحق أن يكون الكيان المثالي القوي في عالم ينوء بالصراعات والأحقاد، وبالعديد من المتغيرات.
وجدير بأن نقف جميعاً يداً واحدة لبناء مستقبل هذا الوطن الكبير والعمل على تحقيق نهضته ورخائه والوقوف سداً منيعاً وحاجزاً لا يلين أمام أوهام المفسدين وأفكار العابثين.
وكلما زاد الحب ونما الود زاد العطاء وعم الرخاء، وهذا يلحظه القاصي والداني في بلد الخير والأمن والأمان، فالمشروعات التنموية تتواصل والبناء والتشييد مستمر وجسور الحوار والوحدة الوطنية قائمة ومنابع المعرفة تتدفق، وألسنة الكرام تلهج بالشكر والدعاء لوجه الخير الذي يعطي قبل أن يسأل ويجود قبل أن يُطلب. فله منا كل الشكر والتقدير وله منا كل الحب والطاعة والولاء.
فيا مليكنا وحبيبنا ووالدنا تقبل منا أصدق ما تحمله قلوبنا من حبٍّ لك ومشاعرنا من وفاء، ودعاؤنا لله أن يطيل في عمرك ويمتعك بالصحة والعافية والسعادة وعشت لنا وللأمة الإسلامية ذخراً وقوة.
|