ملك الإنسانية
محمد بن عثمان المداح /مدير مؤسسة النقد العربي السعودي بالمنطقة الشرقية - الدمام

ستُكتب سطور من ذهب لسيرة إنسان بمعنى الإنسانية سيرة كلها حب وعطاء وتفانٍ، سيرة ناصعة بيضاء بياض قلبه ونقاء ضميره وإنسانيته.
إنه عبد الله بن عبد العزيز الملك الإنسان الذي ملك قلوب شعبه بحبه لهم بحرصه عليهم بعطائه اللامحدود.
ولد ملكاً ابن ملك فكانت طفولته رجولة ورجولته شهامة وأمانة وإخلاصاً. نشأ تحت مظلة القيادة الحكيمة الواعية، فتعلم الكرم والشهامة وسماحة العقيدة وقوة الإرادة ونقاء الضمير والشجاعة، فمعلمه الأول هو صقر الجزيرة عبد العزيز بن عبد الرحمن (رحمه الله) مؤسس هذا الوطن الكبير وقدوته محمد بن عبد الله رسول الله إلى العالمين وسيد البشر أجمعين، فكان يستقي من ينبوعين كريمين: المبادئ السمحة والقيم الراسخة الأصيلة.
بويع من شعبه بيعة الحب وبكل الحب فوعد ووفى، وتكلم فأنصت الجميع وهتفت باسمه القلوب بلا زيف في المشاعر بل هي صادقة ونابعة من القلب من جميع أفراد شعبه، تسمعها عند الحديث مع أي مواطن طفلاً أو شيخاً شاباً أو شابة رجلاً أو امرأة، بل تلمحها في عيونهم جميعاً. فكيف لا؟ فكلام المليك لشعبه كلام من ذهب، وشعوره المترجم إلى أفعال لامس الأحلام التي يحلم بها هذا الشعب لتحقيق رفاهيته والخروج من محنته, فإن تصميم خادم الحرمين الشريفين على حل مشكلات الإسكان والقضاء على البطالة والفقر هو حديث كل بيت وأحلام كل مواطن مخلص، وآخر ما جاء في هذا الأمر صدور الأمر الملكي بإسكان 16 ألف أسرة وذلك ببناء 64 ألف وحدة سكنية.
إن زيادة الراتب 15% هذه الزيادة التي كان يحلم بها الموظفون في جميع أنحاء هذا الوطن خففت من أعبائهم لمواجهة غلاء المعيشة ومتطلبات أسرهم.
وتتوالى المكرمات فيأمر، حفظه الله، بتخفيض أسعار الوقود، وهذا دليل آخر على الحرص على السير قدماً في تحقيق رفاهية هذا الشعب حيث لم يرض الملك المفدى ما يشعر به معظم أفراد الشعب من المعاناة النفسية والنكسات المادية المتتالية التي سببتها سوق المال، فلقد وجه، حفظه الله، بالإسراع في اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين أداء السوق حباً منه على مصلحة شعبه وتقديراً منه، حفظه الله، لما يعانيه بعض أفراده، إن فكرة صندوق وطني للاستثمار لمحاربة الفقر واقتلاعه من جذوره لدليل واضح على مدى حب هذا الملك الكريم لأفراد شعبه وحرصه على مصلحتهم واستقرار وأمن هذا الوطن الغالي، إن التسارع في الإنجازات والإصلاحات التي تصب جميعاً في مصلحة المواطن بوتيرة الحب أُلحقت بالموافقة على إنشاء مركز الملك عبد الله المالي بالرياض، هذا المركز سوف يعطي فرصة للقطاعات الاقتصادية المختلفة للمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي باستقطاب الاستثمارات المختلفة وزيادة الفرص الوظيفية للقوى العاملة السعودية. هذه سطور ذهبية أخرى من إنجازات الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله.
إن اهتماماته، حفظه الله، لم تقف عند النواحي الاقتصادية فقط، بل جميع مجالات حياة المواطن السعودي الصحية والعلمية، فوجه، حفظه الله، بإنشاء عشرات المراكز الصحية والمستشفيات ورفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وتحسين الخدمات الصحية، وآخر توجيه له، حفظه الله، كان الموافقة على إنشاء مستشفى متخصص في المدينة المنورة ومدينة سكنية.
إن من أهم العوامل لتحقيق رفاهية الشعوب القضاء على الفقر والجهل والمرض، هذه الثوابت التي وضعها، حفظه الله، نصب أعين المسؤولين لتحقيقها بتوجيهاته الكريمة وإنجازاته المتتالية، فوافق مؤخراً، حفظه الله، على قرارات مجلس التعليم العالي بإنشاء كلية العلوم بجامعة الإمام وأخرى للطب بجامعة الجوف، كما صدرت الموافقة الكريمة على إنشاء كليات جديدة في مكة المكرمة والدوادمي ووادي الدواسر وأبها، إن الأعداد الكبيرة من منح الابتعاث التي احتوتها قرارات مجلس التعليم العالي والتي وافق عليها خادم الحرمين الشريفين لبشرى خير لتخفيف الضغط على الجامعات المحلية، وهو طريق لأبنائنا من طرق العلم للتزود منه والاختلاط والاستفادة من إيجابيات الشعوب الأخرى، إنجازات كثيرة وفي فترة قصيرة.
إن أفراد شعبك يا مولاي فخورون بقيادتك فخورون بحبك، فمرحباً بك شاغلاً عقولنا بإنجازاتك، مرحباً بك ساكناً قلوبنا حباً وطاعةً ووفاء.