Friday 9th June,200612307العددالجمعة 13 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حين يُقتل الحب الدافئ حين يُقتل الحب الدافئ
منى محمد / الرياض

كم هو جميل أن تحب إنساناً .. تمنحه شيئاً من الثقة تحمله في سويداء قلبك .. يكون هواءك الذي تتنفّسه .. وزادك الذي تقتات به .. والأجمل أن تضحي بنفسك وبوقتك وجهدك من أجل إسعاده .. ولكن ما أصعب أن تشعري بعد كلِّ ذلك بأسى غريب يقتحم أسوار حياتك ويهدم ما بنيته، حينها تكون الكلمات قاصرة والعبارات ركيكة لا تفي بالغرض، لذلك فأنت تفضلين الرحيل وتبدئين تلملمين أوراقك المتناثرة على صفحة الزمن لترحلي سوياً أنت وأوراقك إلى عالم مجهول تمضين بصمتك الجارح وتحملين أشلاءك المتناثرة وآهاتك المحرقة لترحلي بعيداً عمّن تحبين .. تتركين لقلبه المجال يصول ويجول كيفما يشاء .. وتقولين بكلِّ ألم وحسرة: مزِّق كلّ الذكريات .. اعبثي بها كما يعبث الهوى بألباب العشاق .. أحرقيها كما أحرقت قلباً نبض بحبك واكتوى بنار فراقك .. لقد قتلت هذا الحب الدافئ واغتلت هذا العشق الجميل بيْد أنّه في مهده للتو .. عذراً - اطويني من صفحة ذاكرتك .. وازيليني من قاموس لغتك .. واجعليني رهن النسيان ..
ذكرياتنا الجميلة التي جمعتنا .. أطلب منك أن تسكبي عليها ما يحرقها لتبقى رماداً تذروه الرياح بعد أن رسمت لك في خيالي ألف صورة وصورة وجعلتك أميرة على قلبي وسلطانة في ملكي وآمرة وناهية في حياتي وتاجاً فوق رأسي.
ولكن بعد هجرك وتراجعك إلى الوراء عرفت أنّ حياتنا ما هي إلاّ معادلة غير مكتافئة وأنّنا خطان متوازيان لا يمكن أن نلتقي .. وأنّ الصداقة التي جمعتنا ما هي إلاّ سراب ظننته ماء!!
لقد أصبتيني في مقتل وأنا التي دفعت ثمن الرصاصة التي اخترقت قلبي .. سقط القناع واكتشفت الحقيقة المُرّة فعرفت أنّ كلّ ما قلتيه من عبارات وما صغتيه من كلمات ضاعت في زحمة اللامبالاة وتاهت في وادٍ غير ذي زرع فسال حبر قلمي ليعانق السطور الحزينة.
شيء مؤلم أن ينام الإنسان يحتضن حلماً جميلاً وبعدها يصحو على سراب مخادع وحقيقة مُرّة!!! ما أصعب أن تفقد الثقة بين روحين في جسد .. والأصعب أن تتحوّل المواعيد الى أعذار واهية فمن كثر اختلاف مواعيدك معي اضطررت أن أضبط ساعتي على عقارب أعذارك لأنّني أعرف العذر مسبقاً!!
لا تعتقد بأنّني غضبت عندما عرفت الحقيقة، بل ابتسمت ابتسامة الألم وقلت ما قاله الحق سبحانه:
{... ... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(216) البقرة .. فالخيرة دائماً فيما اختاره الله وثقي بأنّني أتمنى لك كلّ خير لأنّ القلب الذي حمل حبك فترة من الزمن لا يعرف الحقد أو الضغينة بل هو ناصع البياض كما عهدته ولن يتغير بإذن الله مطلقاً .. فهلا عذرتيني على رحيلي المفاجئ وخروجي من حياتك ببطاقة حمراء تدعى بطاقة الانهزام؟؟ أم أنّك ستطوِّقين عنقي بالخطأ بعد أن تبرِّري موقفك وكأنّ شيئاً لم يكن؟؟
أتمنى أن تحكِّمي عقلك وأن تعرفي بأنّني إنسانة لديها من المشاعر والأحاسيس مثل ما لديك وأن لا تقسي عليّ مع قسوة هذا الزمن الذي كبل تحرُّكاتنا ووأد كلَّ شيء جميل. وقبل أن نفترق أقول: للقلوب رسائل لا يقرأها إلاّ إحساس المحبين .. وللنفوس حديث لا تسمعه إلاّ في دعاء الصادقين .. فأسأل الله العظيم أن يكون التوفيق حليفك والسعادة أنيسك والخير طريقك لتكون هذه الدعوات الصادقة ذكرى لا تُنسى على مدى الأيام.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved