اجتمع بالأمين العام وبعض المشاركين في اللقاءات الوطنية
وفد البرلمان الألمانيّ المختص بقضايا الدول العربية يزور مركز الملك عبد العزيز

* الرياض - صالح العيد:
استقبل أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر مساء أمس الأول رئيس المجموعة البرلمانية الألمانية المختصة بالدول العربية في الشرق الأوسط السيد يواخيم هورستور والوفد المرافق له المكون من أعضاء الأحزاب المختلفة في البرلمان الألماني، إضافة إلى سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة جيرهارد شرومنجيز ومستشار السفارة للشؤون السياسية والثقافية توماس شنايدر، وذلك في مقر المركز في الرياض.
وقدم الأمين العام خلال اللقاء نبذة تعريفية عن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وعن اللقاءات الوطنية التي عقدها المركز ومواضيعها وأهم نتائجها. وقال إن للمركز دوراً كبيراً في خدمة ثقافتنا الإسلامية ووحدتنا الوطنية، مشيراً إلى أن المركز يسعى من خلال مشاركة أفراد المجتمع من جميع مناطق المملكة ومن مختلف التوجهات الفكرية والاجتماعية إلى نشر ثقافة الحوار التي تعزز من قبول التنوع الفكري، كما اطلع الضيوف على وصف شامل لنتائج اللقاءات الماضية، وخاصة اللقاء الخامس حول نحن والآخر، وناقش الضيوف الألمان مع مجموعة من المشاركين والمشاركات الرؤية الوطنية للتعامل مع الثقافات العالمية.
وأضاف ابن معمر أن المركز يهدف إلى تعزيز قنوات الاتصال مع الجهات الخارجية والعالمية ذات العلاقة المشتركة في الحوار، والتواصل والتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية داخل المملكة في تنفيذ برامج الحوار وتعزيز دور هذه المؤسسات في المجتمع.
وقد حضر عدد من أعضاء اللجان العلمية ومن الأكاديميين المشاركين في اللقاءات الوطنية السابقة، حيث دار النقاش حول أهمية مشاركة المملكة في الحوار القائم بين الثقافات العالمية؛ لأن المملكة عضو فعال في المجتمع الدولي، ولا بد من أن تكون طرفاً مهماً في مثل هذه اللقاءات والحوارات العالمية.
وأكد أعضاء اللجان في المركز أن المملكة زادت من اهتمامها بالحوار في فتح قنوات خاصة مع المجتمع الغربي والشرقي على حد سواء؛ لتعزيز مفهوم الحوار العالمي، وقد أصبحت المملكة تشارك بفاعلية وباستمرار في مؤتمرات الحوار العالمية. وأشار أعضاء اللجان رداً على أسئلة الضيوف إلى الدور الكبير للمركز في الانفتاح الثقافي على العالم من خلال تخصيص موضوع اللقاء الوطني الخامس للحوار الفكري لعنوان (نحن والآخر.. رؤية وطنية للتعامل مع الثقافات العالمية)، حيث عقدت حوارات تحت هذا العنوان في جميع مناطق المملكة، إضافة إلى أهم نتيجة من اللقاء، وهي الخروج برؤية وطنية توثق علاقة المواطن السعودي بثقافات العالم. وقد اقترح المشاركون والمشاركات خلال ذلك اللقاء مشروع رؤية وطنية للتعامل مع الثقافات العالمية على أمل نشرها والتوعية بمضامينها في أوساط المجتمع السعودي من خلال برامج عمل تقوم عليها المؤسسات الحكومية والأهلية، مثل: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإعلام، والجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، مثل: الغرف التجارية والجمعيات العلمية ومراكز البحث والمؤسسات الإعلامية.
من جانبه أكد رئيس وفد البرلمان الألماني على أهمية دور مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في المجتمع السعودي ولقاءاته الوطنية التي تدعو إلى تكريس مفهوم الحوار وأساليبه، وأشار الوفد إلى أهمية اللقاء الوطني الذي عقده المركز لمناقشة قضايا الشباب وواقعهم وتطلعاتهم وضرورة الاهتمام بمثل هذه المواضيع التي تساعد في بناء وتطوير المجتمع.
وأشاد الوفد الألماني بالدورات التدريبية التي يعقدها المركز في مختلف المناطق وتهتم بنشر ثقافة الحوار وقبول الآخر بين الطلاب والطالبات بالمملكة، وأشاد أيضاً بعمل المركز المتمثل في قياس اتجاهات الرأي العام بالمملكة لتحديد أهم القضايا التي يرى المجتمع ضرورة مناقشتها، وأكد الوفد على أهمية مثل هذه البرامج في بناء المجتمع المدني ومعرفة رأي المجتمع حول القضايا المختلفة، وأشاد بدور إدارة الدراسات والبحوث والنشر بالمركز في قيامها بقياس اتجاهات الرأي العام من خلال استبانة خاصة توزع في جميع مناطق المملكة.
وفي ختام اللقاء أكد الجميع أن الحوار بين الثقافات سيعزز من فرص الالتقاء ثم التطوير وتنمية المجتمعات من جميع النواحي المدنية (الثقافية والاقتصادية والسياسية).