* الرياض - واس:
أوضح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن رجال الأمن قاموا بواجبهم في مكافحة الإرهاب، وأن الأجهزة الأمنية استطاعت أن تفشل أكثر النشاطات الإرهابية بفضل الله.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سموه مساء أمس الأول عقب رعايته حفل تخريج طلبة من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض.
فحول سؤال عن إنجازات وزارة الداخلية خلال السنوات الثلاث الماضية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب قال سموه (الداخلية قامت بواجبها ورجال الأمن قاموا بواجبهم وهذا أمر مطلوب منهم .. والحمد لله أنهم حققوا ما حققوا وفي كل دول العالم نفس الأجهزة وحققوا الكثير لبلدانهم وهذا شيء يعرفه الجميع لا ندّعي التميُّز ولكن الحمد الله استطعنا أن نفشل أكثر النشاطات الإرهابية وكذلك استطعنا أن نكسب رضا الله قبل كل شيء ثم رضا شعبنا ورضا قيادتنا).
وسئل سموه عن التصنيفات التي تصدر من البعض للمجتمع السعودي ومحاولة تمزيق الوحدة الوطنية التي أسس دعائمها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فأجاب سموه قائلا (أحب أن أقول بوضوح إن الشعب السعودي يرفض هذا رفضاً كاملاً ونحن مسلمون متمسكون بالإسلام متّبعون ما أمر الله به وما علّمنا به رسول الله عليه الصلاة والسلام متمسكون بالكتاب والسنّة وهذه هي القاعدة الأساسية لهذه الدولة ويتبعها بعد ذلك مصلحة الإنسان السعودي، فالتصنيفات هذه لا تصدر من عاقل بأي حال من الأحوال ولا من إنسان متأصلة فيه العقيدة والوطنية الصادقة).
وحول القبض على اثنين في الخارج من قائمة الـ36 والمساعي لاستعادتهما للتحقيق حول شبهتهما كونهما مطلوبين والمساعي المبذولة لاستعادة المعتقلين في السجون العراقية .. قال سموه (نعم نحن بلغنا عن طريق وزارة الخارجية السعودية أن هناك استعدادا لتسليمهما ونحن بانتظار أن نستلمهما .. وبالنسبة لتسليم السعوديين نتمنى ذلك وسنبذل الجهود الممكنة ليسلموا لنا .. لكن هذا يرجع للسلطات العراقية وللسلطات الموجودة هناك).
وأجاب سمو وزير الداخلية على سؤال حول عدم اهتمام بعض وسائل الإعلام العربية وخاصة الفضائيات ببرامج جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مثل البرامج الأمنية والتوعوية الموجهه للمواطن العربي ومدى قدرة الإعلام العربي على مواجهة التحديات ودوره في تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب قائلا: (للأسف إنّ أكثر وسائل الإعلام ومنها القنوات التلفزيونية تهتم بالوهج وتأخذ بعض السلبيات وتعطيها الأولوية وتضخمها وهذا مردوده سلبي ويعطي الإيجابيات جانباً محدوداً ولا أحد ينكر أهمية الإعلام .. الإعلام خدم مجتمعات كثيرة ونحن نقول إن شاء الله أن الإعلام العربي يحس بهذا الإحساس وبهذه المسؤولية سواء كان إعلاماً مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً أو منشوراً مثل الإنترنت أو غيره .. ويحس أن عليه مسؤولية تجاه هذه الأمة العربية).
وأردف سموه قائلا: (ليس المطلوب من الإعلام أن يخفي السلبيات ولكن يطرحها في طرح موضوعي ونقد موضوعي يؤدي إلى التصحيح ويؤدي إلى أن يفهم الإنسان الموجهة له الأمور على حقيقتها لأنه ليس هناك أفضل من الصدق .. الصدق لا بد أن تتصف به وسائل الإعلام العربية ونرجو ذلك .. أما بالنسبة لدور الإعلام نحو التوعية الأمنية للأسف أنه لازال محدوداً والتقينا نحن كوزراء داخلية مع إخواننا وزراء الإعلام العرب واتخذنا توصيات جيدة ولكن للأسف إلى الآن لم تفعّل ونرجو إن شاء الله أن تفعّل ونرجو أن يكون للجامعة العربية دور في هذا المجال .. وعقد لقاء قبل فترة هنا ووعدنا بأن الجامعة العربية ستفعّل هذا وتهتم به كذلك المنظمات العربية الأخرى مثل مجلس التعاون الخليجي).
واستطرد سمو وزير الداخلية قائلاً: (اتفاقية مكافحة الإرهاب تمت في عام 98م ولكن للأسف الإعلام العربي والعرب سواء مسؤولين سياسيين أو غير سياسيين لم يقولوا للآخرين إننا كافحنا الإرهاب وعرفنا الإرهاب قبلكم واتفقنا على مكافحة الإرهاب .. وطلبنا من المنظمات حتى منظمة هيئة الأمم المتحدة أخذ هذه الاتفاقية بعين الاعتبار والاهتمام، وكذلك وجهت لمنظمة العالم الإسلامي وأقرّتها وأيّدتها لكن التأييد لم يتعد أماكن العمل .. لكننا لنا عمل ونناشد الإعلاميين العرب أياً كان موقعهم في القنوات العربية والصحافة العربية والإذاعات العربية أنهم يواجهوا الواقع وينقلوا الحقيقة للإنسان العربي ويناقشوا نقاشا موضوعياً ويردوا على الآخرين بالحقائق .. ويجب أن يكون لنا صوت مسموع في غير أوطاننا وبكل اللغات .. نحن لا نريد ولا نطالب إلا بقول الحقيقة ولا نريد إلا إيمان الجميع أنه لا بد أن نكون مجتمعا آمناً في كل المجالات ولا بد أن نكرس ونعمل جمعيا على أن المواطن هو رجل الأمن الأول وأصل رجل الأمن إنه مواطن قبل أن يكون رجل أمن .. فمتى ما شعرنا كلنا بالحس الأمني ومتى ما احترمنا الأمن لأمكننا تحقيق الأمن للجميع. ونحن لا نعارض ولا نشجب النقد الموضوعي الذي يستند إلى حقائق حتى في الأخبار فيقول الحقيقة .. وفي بعض الأحيان تكون هناك مبالغة في بعض الأشياء والمبالغة هي المقدمة للكذب وهذا لا يجوز).
وحول الاتهامات الموجهة للمملكة بالاتجار بالبشر قال سمو وزير الداخلية (الموضوع مضحك جدا .. هل هناك أحد يتاجر بالأطفال وهم أيضا يعلمون من هو هذا المجتمع .. مجتمعنا في القمة في الأخلاق .. في القمة في احترام الإنسان، وإذا كان هناك بقايا رق سابقاً فقد أنهاها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمة الله - وهذا أمر معلوم فهذه الحقيقة .. أثناء ترديده لا نقابله إلا بالضحك والاستهزاء لأنه لا يعقل ولا هو موجود .. مستحيل يكون موجود، ثم لدينا من العقوبات في شريعتنا الإسلامية وقضائنا وأنظمة دولتنا الشيء الكثير الذي يعاقب عقوبات رادعة بحول الله وقوته).
وعن تجدُّد الاتهامات الموجهة للمناهج السعودية أجاب سموه قائلاً: (الحقيقة كله كلام نحن سمعنا وواجهنا رجال الإعلام قلنا لهم هذا ما تقولونه فهل الذين تقابلونهم الآن وتعيشون معهم ونحن منهم هل وجدتم بالأكثرية والأغلبية ما في تفكيرهم سيئ والمناهج بالعكس ما هي إلا مناهج تربية وما هي إلا مناهج تربية إسلامية وأما الشذوذ فيأتي من كل أحد .. ولم يأتهم الشذوذ من مناهجهم ولكن أتاهم الشذوذ ما بعد المناهج وتسلم بعض السيئين وأصحاب الفكر المريض لهم يوجهون توجيها .. أما المناهج فهي الحمد لله مناهج سليمة ودائما متطورة دائما الجهات التعليمية تطور مناهجها حسب احتياجات الحياة ولكن تركز على أمور لا يمكن أن تتغير هذا يجب أن يكون مفهوم أننا شعب مسلم وأمة مسلمة وعقيدتنا الإسلام وأخلاقنا هي أخلاق المسلم وهذا أمر متمسكون به بأي حال من الأحوال ونرفض الذي يقرن التقدم بأنه معاكس للإسلام فهذا ليس صحيحا أبدا ولهذا نحن تقدمنا والحمد لله وسنتقدم أكثر وسنكون سعداء ومتشرفين أننا تقدمنا بفضل الشريعة الإسلامية).
وفي ردٍّ لسمو وزير الداخلية بشأن دور مؤسسات التربية والإعلام في مواجهة الإرهاب وتحديداً الإرهاب الفكري أجاب قائلاً: (نحن في الأمن مؤمنون بهذا إيماناً كاملاً وأنا باسم الأمن سبق أن قلت في مناسبات متعددة إن الأمن الفكري هو الأمن المطلوب ويجب أن تنظف الأفكار من المفهوم الخاطئ .. كنا نعلق على مؤسساتنا الشرعية والاجتماعية والعلمية بأنها تعطي هذا الجانب الاهتمام الكبير ولكن أحب أقول إنه للأسف إلى الآن هذا الجانب لم يواكب الجهود التي يبذلها رجال الأمن).
وسئل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز عن رأيه في التقرير الذي صدر مؤخراً عن بيت الحرية الأمريكي حول مناهج المملكة وهل يُعد تدخُّلاً في شؤون المملكة الداخلية قال سموه: (نحن لا نتلقّى توجيهات ولا تعليمات من الخارج وليس الذي يحكم علينا هو الخارج ولكن أي قول صائب ويتفق مع الحقيقة نحن نتقبّله .. وإنما هذه جهات قد يكون لها أهواء. المهم من نحن وكيف نحن .. ونحن والحمد لله واثقون بأنفسنا كل الثقة ونسير إن شاء الله في الطريق الصحيح، وعلى الآخرين أن يفهمونا على حقيقتنا وأن يتعاملوا معنا على أساس واقعنا حتى نكون إن شاء الله متفقين على ما فيه خير الإنسانية).
وحول هوية الشخص الملثم الذي ظهر في أحد الأشرطة المعروضة في بعض القنوات الفضائية ويدعي فيها أنه هرب من أحد السجون في الرياض قال سموه: (بالنسبة للملثم نحن لو نتعامل مع وسائل الإعلام بهذه الطريقة أعتقد أننا نؤذي المشاهدين وحتى السامعين).
وأجاب سمو وزير الدخلية على سؤال حول انتهاء ترسيم الحدود السعودية - اليمنية ونهاية الهاجس الأمني مثل التهريب قائلاً: (أولاً أحب أن أوضح أن الحدود بالنسبة كحدود جغرافية وسياسية هذه انتهت تماما وما أصبح بيننا وبين الأشقاء في اليمن ولا متر واحد غير معروف بحرياً وبرياً وهذا إنجاز بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وأنجزه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده، فهو إنجاز كبير وعظيم وهذا أمر مفيد لنا ولأشقائنا في اليمن. أما مسألة التهريب فهو موضوع ثانٍ وآخر. نحن موعودون من إخواننا وأشقائنا في اليمن بالتعاون الكبير في وضع حد للتهريب بأي شكل كان والتسلل. وسنعمل إن شاء الله سوياً ونرجو أن نحقق هذا لأن فيه خيراً للبلدين إن شاء الله تعالى).
ونوّه سمو وزير الداخلية بما حققته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومن ذلك تخرُّج عدد من حاملي شهادة الدكتوراه هذا العام، وقال (الحمد لله .. هذا يدل على جهد علمي مكثف ونشكر الله قبل كل شيء ثم نشكر رجال هذه الجامعة على هذا الإنجاز).
وعن هروب أربعة سجناء من سجن الحائر، وهو ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية قال سموه: (الذي تحدث به الأمير أحمد كافٍ ومغطٍّ لهذا الموضوع).
وجواباً على سؤال حول البيان الذي أصدره بعض الأشخاص واتهموا بعض الشخصيات بأنّها تحاول تغريب المجتمع، وكذلك اتهام البعض للدولة بأنّها تخضع للمؤسسة الدينية، قال سموه: (نحن ليس عندنا مؤسسة دينية ومؤسسة مدنية نحن كلُّنا نرفض كلمة رجال الدين لأننا كلنا رجال دين. أما هؤلاء فهم أشخاص اجتهدوا اجتهاداً خاطئاً ولا بد أن يعودوا إلى صوابهم. والعمل وخدمة الوطن وخدمة العقيدة لا يأتي عبر الإنترنت، يأتي عبر عمل الرجال والنصيحة الصادقة والكلام الصادق الذي يقدم لولي الأمر. والحمد لله أبواب ولي الأمر مفتوحة في كل وقت وفي كل زمان. وإنما هؤلاء قد يريدون بريقاً إعلامياً لا أكثر ولا أقل. فليس له قيمة حتى ولو كان بعض كلامهم فيه شيء من الصدق. الإنسان لا يمكن أن يكون كل كلامه خطأ حتى الكذاب لا يكون كل كلامه كذباً قد يكون فيه صدق).
ورداً على سؤال حول إمكانية تمكين الإعلاميين من الدخول إلى سجن الحائر حتى ينقلوا التعامل الراقي الذي يلقاه الموقوفون فيه قال سموه: (نحن نترك هؤلاء يتكلمون هم بأنفسهم ما عندنا أي شيء يمنع في هذا الأمر. لكن الأمر يتعلق بما تقتضيه الظروف في أي قضية والتحقيق فيها).
وحول تفعيل قرار مجلس الوزراء الذي صدر قبل سنتين بخصوص البيانات وتوقيع البيانات قال سمو وزير الداخلية: (لا تقرر الدولة شيئا إلاّ وينفذ).
|