مما يتميز به فصل الصيف في بلادنا الحبيبة عموماً، إلى جانب شدة الحرارة في معظم المناطق، عدا المصايف، أنه موسم (الزيجات)، ولذا فلا عجب أن تدعى لأكثر من زواج في اليوم الواحد، قد تصل إلى أربع دعوات أو أكثر في المدينة الواحدة، أو مدن أخرى، بل ربما وصل الأمر إلى وجود دعوتين للزواج من عائلة واحدة، وهذا ليس مهماً، إنما هو مدخل لموضوع آخر يتعلق بالزواج.
من المعلوم أن نسبة الشباب في تعداد سكان المملكة من الذكور والإناث عالية جداً، وهؤلاء الشباب والشابات لوحظ في الآونة الأخيرة تأخرهم عن الزواج نسبياً، قياساً بالمتوسط العمري لسن الزواج قبل عشر سنوات، ويعد أبرز أسباب تأخر الزواج هو عدم القدرة على توفير مصاريف الزواج، التي تزداد من عام إلى آخر، وأمام هذه المشكلة سوف تزيد نسبة تأخر الزواج لدى الشباب، مما قد ينتج عنه مشاكل سلبية دينية واجتماعية، وسلوكية وأمنية.
والحل ليس صعباً، وإنما هو في أيدينا جميعاً، ولا بد من إيجاد حلول تكاملية يشارك فيها كل عناصر المجتمع، ومؤسساته الحكومية والأهلية، ولا بد من العمل على تيسير الزواج، ودعم المقبلين على هذا المشروع المبارك، من خلال قنوات عديدة، أولها الجهات الحكومية، ممثلة في وزارتي المالية، والشؤون الاجتماعية، بالعمل على تقديم منح للمتزوجين، وإن كان مبلغاً يسيراً لمن هم في سن الزواج من (20-25)، خاصة ممن لم يجدوا عملاً، أو هم في أول السلم الوظيفي، والأمر الآخر دعم بنوك التسليف، وضخها بمبالع تسهم في احتواء المشكلة، وتلبية جميع الطلبات المقدمة لها لقروض الزواج، ثم يبقى دور الجمعيات الخيرية، وخاصة جمعيات البر، وجمعيات تيسير الزواج، بالتواصل مع رجال الأعمال، والمحسنين، وحثهم على الدعم، والتبرع لهذه المشاريع الخيرية.
وقد سرني الخبر المنشور في إحدى الصحف، المتضمن وجود دراسة لمشروع وطني لمساعدة الشباب الراغبين في الزواج من سعوديات، تقوم عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتنسيق مع وزارات المالية، والعمل، والخدمة المدنية، سيتكفل بتقديم مساعدات عينية تتراوح بين 30 - 50 ألف ريال للموظفين السعوديين، ممن يشغلون وظائف متدنية، ورواتب ضعيفة في القطاعين العام والخاص، ويرغبون في الزواج بفتيات سعوديات، وذلك وفق ضوابط وشروط، ولكن ثمة سؤال آخر، ألا وهو ماذا عن الشباب الذين مازالوا يبحثون عن وظائف، ولم يجدوا، أليس لهم الحق في الدعم في مشروع الزواج؟
لقد قلت في مقال سابق، وأكرر الآن، وهي هي الحقيقة، وسنة الله في الحياة، بأن الزواج هو السنّة التي عن طريقها، وبواسطتها يمتد النوع الإنساني بالتكاثر، ويؤدي رسالته في إعمار الأرض، واستقرار النفوس، والزواج هو الرابطة الشرعية لقيام أسرة، ثم تكوين جزء من المجتمع، وهو المنفذ الشرعي لتلبية الحاجة الطبيعية والغريزية التي يحتاجها الإنسان، وإشباعها بشكل صحيح.
ولكن إن لم نسع لعفاف هؤلاء، وتحصينهم بالطرق المشروعة، والحلال، ونساعدهم ونعينهم في ذلك، فلربما تضاعف أعداد المرضى بالإيدز، وزاد عدد السجناء والسجينات في القضايا الأخلاقية، وزادت المشاكل الاجتماعية، والأخلاقية والدينية.
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.
|