* الأمم المتحدة - الوكالات:
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن تأييده لتصريحات أدلى بها أحد مساعديه وانتقد فيها الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أنها مسؤولة عن عرقلة عمليات الإصلاح في المنظمة الدولية..
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفاني ديوريتش الليلة قبل الماضية إن عنان يؤيِّد التصريحات التي أدلى بها نائبه مارك مالوتش براون وانتقد فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي انتقادات أثارت غضب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة جون بولتون الذي طالب عنان بالرفض الفوري لتصريحات نائبه.
وكان مالوتش براون (بريطاني الجنسية) قد انتقد في مؤتمر في نيويورك يوم الثلاثاء تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الأمم المتحدة.. وانتقد الطريقة الأمريكية لاستخدام الأمم المتحدة بصورة خفية كأداة دبلوماسية..
وفي كلمة ألقاها افي نيويورك، انتقد مارك مالوتش (سعي الولايات المتحدة لاستخدام الأمم المتحدة كأداة دبلوماسية والفشل في الوقت ذاته بالدفاع عنها أمام المنتقدين في داخل الولايات المتحدة). وأضاف أن الأميركيين (لا ينظرون إلى اعتماد الولايات المتحدة على المؤسسات الدولية على أنه سياسة جيدة).
وقال إن العديدين ومن بينهم حلفاء للولايات المتحدة يعتقدون أن (الولايات المتحدة تميل إلى اتخاذ المواقف المتطرفة في الوقت الذي تستطيع فيه أن تتخذ مواقف وسطية).
وقد أثار ذلك غضب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة الذي وصف هذه التصريحات بأنها (خطأ خطير جداً جداً) ودعا عنان إلى الرفض الفوري لها. ولكن المتحدث باسم الأمم المتحدة قال إن عنان فسر تصريحات نائبه على أنها (نقد بناء، ولا يجب تفسيرها بأنها خطاب معاد للولايات المتحدة الأمريكية). ووصف ديوريتش تصريحات مالوتش بأنها (دعوة تحذير... لإعادة تنشيط عملية الإصلاح في الأمم المتحدة التي تؤيّدها الولايات المتحدة الأمريكية).. مشيراً إلى أن عملية إصلاح الأمم المتحدة متوقفة حالياً وتمر بأزمة). وأضاف (إنها إشارة تحذيرية بشأن الأزمة القائمة التي نواجهها والتي ستؤدي إلى مخاطر على المدى البعيد). واستطرد قائلاً (المشكلة مع عملية الإصلاح ليس في الإصلاح الإداري ولكن فيمن يملك السلطة في الأمم المتحدة. وما نحتاج إليه هو المشاركة المستمرة والدائمة مع الولايات المتحدة الأمريكية). وفي رد فعله الغاضب وصف المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة جون بولتون الخطاب بأنه (خطأ جسيم جداً). وقال (نحن في خضم عملية كبيرة لتحقيق إصلاحات كبيرة في الأمم المتحدة)، مضيفاً (أن انتقاد نائب الأمين العام للولايات المتحدة بهذه الطريقة لا يمكن إلا أن يضر بالأمم المتحدة). وطلب بولتون من عنان أن (يتنصل شخصياً وعلناً) من خطاب نائبه (في أسرع وقت ممكن).
وقال مالوتش للصحافيين إن خطابه الذي ألقاه يوم الثلاثاء في مؤتمر بنيويورك (لم يكن منحازاً وليس تحريضياً) لكنه أراد أن يثبت أن (أميركا تحتاج إلى سياسة خارجية دولية وأن الأمم المتحدة طرف حاسم فيها).
وأضاف مالوك الذي غالباً ما يعتبر (أقرب كبار مسؤولي الأمم المتحدة إلى الأميركيين)، أن خطابه كان (دعوة من صديق إلى التفكير العميق بالطريقة التي يمكن الولايات المتحدة من خلالها أن تتفهم بشكل أفضل الأمم المتحدة).
وتواجه المنظمة الدولية مأزقاً دولياً في نهاية الشهر إذا لم تتوصل الدول الغنية والنامية إلى اتفاق حول مجموعة إصلاحات إدارية اقترحها عنان.
وكانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة صادقت على ميزانية لعامين بقيمة 3.798 مليار دولار، إلا أنها حددت سقف إنفاق المنظمة عند 950 مليون دولار وهو مبلغ لا يكفي لأكثر من الأشهر الستة الأولى من 2006 يتعيّن بعدها على الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان طلب تمويل إضافي من الجمعية العامة.
وهدَّدت واشنطن بسحب تمويلها إذا لم يتم اعتماد الإصلاحات بحلول ذلك الموعد، وقالت دول الاتحاد الأوروبي إنها ستعيد النظر في مساهماتها للمنظمة الدولية.
|