*غزة - رام الله - بلال أبو دقة - الوكالات:
أعلنت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي قتل أربعة فلسطينيين وأصاب ثلاثة آخرين بجراح ليل الأربعاء الخميس بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين شرق قطاع غزة وإسرائيل.. وتزامن ذلك مع عدوان جوي إسرائيلي جديد نفذته طائرات مقاتلة من طراز ف 61، حيث أطلقت مقاتلة إسرائيلية صاروخاً واحداً على منطقة غير مأهولة شمال قطاع غزة مسبباً دماراً في الطرقات والبنى التحتية في المنطقة.. وقالت المصادر الطبية إن خضر قاسم وهو من عناصر الأمن الوطني وإياد أبو سلعة وأنور أبو سلعة وهاني الحافي وهم مدنيون استشهدوا وأن ثلاثة آخرين أصيبوا وصفت جراحهم بين الطفيفة والمتوسطة.
وقال الطبيب جمعة السقا من قسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى الشفاء لوكالة الأنباء الألمانية إن المستشفى تسلَّم جثث ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى.. وقال مسعفون إن سيارات الإسعاف تحاول الدخول إلى المنطقة لانتشال جثة فلسطيني رابع في المكان يُدعى هاني الحافي.. وقالت مصادر أمنية إن ثلاثة فلسطينيين مدنيين غير مسلحين اقتربوا من منطقة السياج الحدودي وحاولوا اجتيازها، وعندما لاحظهم الجيش لاذوا بالفرار باتجاه موقع للأمن الوطني الفلسطيني، ثم قام الجنود بإطلاق القذائف والأعيرة النارية باتجاه المكان.. وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي اتصل بالجانب الفلسطيني وطلب منه التنسيق من أجل إرسال سيارات إسعاف إلى المنطقة، حيث إن هناك شخصاً ملقى على الأرض في المكان حيث تمكنت سيارات الإسعاف من الوصول بصعوبة إلى المكان ونقلت جثث الشهداء والمصابين إلى المستشفى.. ووقع الحادث حسبما ذكرت المصادر الإسرائيلية والفلسطينية بالقرب من معبر ناحال عوز الزراعي في حي الشجاعية شرق قطاع غزة.
وفيما يتصل بالعدوان الجوي الإسرائيلي فقد أوضحت المصادر الإسرائيلية أن هذه الغارات جرت لمنع الناشطين الفلسطينيين من الاقتراب من القطاعات القريبة من الاراضي الاسرائيلية ومن اطلاق صواريخ يدوية الصنع يبلغ مداها حوالي عشرة كيلومترات.. كما ألقت المروحيات منشورات موجهة الى السكان الفلسطينيين.
وكتب في المنشورات (رداً على إطلاق الصواريخ، يتابع الجيش الاسرائيلي عملياته ضد الناشطين والذين يرسلونهم... نحذركم من الاقتراب من قطاعات اطلاق الصواريخ من أجل أمنكم ومن أجل أفراد أُسركم).
وفي غضون ذلك تستمر الأزمة السياسية الفلسطينية ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بين لحظة واخرى موعد الاستفتاء الذي سينظمه حول وثيقة الاسرى التي يفترض ان تنهي الازمة السياسية والمالية في الاراضي الفلسطينية. وحرصاً منه على التهدئة، استبعد رئيس الوزراء الفلسطيني القيادي في حماس إسماعيل هنية أمس احتمال اندلاع (حرب أهلية) في الأراضي الفلسطينية، وأعطى تعليماته لوزير الداخلية سعيد صيام لإعادة تموضع القوة الامنية الخاصة بعيدا عن الشوارع العامة.. وجددت حركتا المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي يوم الاربعاء معارضتهما لاجراء استفتاء، لكنهما امتنعتا عن الدعوة الى مقاطعته.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري خلال مؤتمر صحافي مشترك في غزة مع القيادي في الجهاد الاسلامي خالد البطش: (الاستفتاء مرفوض لدينا في حماس والقوى المشاركة (الجهاد وحماس والجبهة الشعبية - القيادة العامة والصاعقة).. وأضاف: (لن نقبل بالاستفتاء مهما كلف الثمن) موضحاً (لن نسمح لأحد أن يلتف علينا أو يضحك علينا). واعتبر ان الاستفتاء (مشروع يستهدف تمرير التنازلات بما فيها الاعتراف بالاحتلال... نشعر أن الرئاسة والقوى القريبة منها غير معنية بالحوار).
ورداً على سؤال عما إذا كانت حماس ستدعو الى مقاطعة الاستفتاء، أجاب أبو زهري (إذا اعلن الاستفتاء سنعبر عن رفضنا بالطرق التي نراها مناسبة ونحذر من مخاطر اتخاذ هذه الخطوة ونحمِّل المسؤولية لمن يتخذ هذا القرار عن النتائج المترتبة).. وسيتناول الاستفتاء (وثيقة الوفاق الوطني) التي وقعها قادة من مختلف المجموعات الفلسطينية معتقلين لدى اسرائيل وتنص على وقف العمليات في اسرائيل والاعتراف الضمني بالدولة العبرية وهو ما ترفضه حركة حماس.
وقال عباس للصحافيين في ختام لقاء مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش: (بدأنا ندرس المرسوم بعد انتهاء حوار العشرة أيام).. وأضاف (نحتاج بعض الوقت حتى ننجزه وسنعلن في الوقت المناسب خلال يوم أو يومين، لكن في أقرب وقت ممكن) موعد الاستفتاء.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن (قرار الرئيس في شأن الاستفتاء سيصدر على الأرجح يوم السبت).
وقرر عباس تنظيم هذا الاستفتاء الذي لا سابق له بعد فشل عشرة أيام من (الحوار الوطني) بين مختلف الفصائل الفلسطينية لا سيما حركة فتح وحماس، في الاتفاق على برنامج سياسي مشترك.
|