Friday 9th June,200612307العددالجمعة 13 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

العناية بالدين الإسلامي في تونس العناية بالدين الإسلامي في تونس
ثابت أساسي وخيار جوهري

* الرياض - الجزيرة:
تعد العناية بالدين الإسلامي الحنيف ورعاية القائمين على شؤونه ثابتاً أساسياً وخياراً جوهرياً في تونس عنواناً للحرص على توطيد انتماء البلاد لهويتها الحضارية والثقافية وإثراء رصيد إسهاماتها في الحضارة الإنسانية.
وقد أقامت تونس مقاربتها في المجال الديني على مقومي الأصالة والحداثة من منطلق إيمان الرئيس زين العابدين بن علي بأن الدين الإسلامي قوام حضارة وركن أساس في المجتمع وحرصه على أن تظل منارة الدين الحنيف مرفوعة في تونس وقيمة السامية مصانة وشعائره الزكية ميسرة.وتؤكد المبادرات المتعاقبة التي شمل بها رئيس الجمهورية الإسلام الحنيف في تونس استناد العناية بشؤون الدين إلى رؤية حكيمة ونظرة ثاقبة تستهدف ترسيخ الصورة السمحة للإسلام في العالم.وقد انصرف العمل ضمن هذا المنظور إلى مزيد ترشيد الخطاب الديني بما يجعله مزكياً للحياة الروحية ودافعاً لمسيرة التنمية الشاملة وبما يعزز تمسك التونسيين الدائم بقيم الاعتدال والوسطية والتسامح والتضامن والتفتح والاجتهاد ويدعم سعيهم الدؤوب إلى إثراء الفكر الديني المستنير وجعله مواكباً لمتغيرات الواقع ومسايراً لمقتضيات التطور والحداثة والرقي.
وتولي تونس اهتماماً متزايداً لبيوت الله ترميماً وصيانة وتجهيزاً ويحظى القائمون عليها بإحاطة شخصية خاصة من لدن الرئيس زين العابدين بن علي يعد الاذن بتطوير الرعاية الاجتماعية لفائدتهم من أحدث دلالاتها.فقد ازداد عدد المساجد في تونس من 913 سنة 1987م إلى 1214 سنة 2005م كما ارتفع عدد الجوامع من 1477 إلى 3066 خلال نفس الفترة مع ملاحظة أن ما بُني من جوامع ومساجد في عهد التغيير يفوق ما شيد منذ الفتح الإسلامي كما أن العناية بالمعالم الدينية شملت القديم والجديد على حد سواء باعتبار هذه المعالم تراثاً وطنياً ومن مقومات الشخصية الحضارية لتونس.كما تطور عدد الاطارات المسجدية من 6070 سنة 1987م إلى 15275 سنة 2005م مع الحرص على اعتماد الكفاءات العلمية والتعهد بالتكوين والرسكلة وفق مناهج عصرية وأساليب تبايغ حديثة فضلاً عن تعزيز سلك الوعاظ والمرشدين الدينيين المكلفين بتأطير ورسكلة القائمين بشؤون الجوامع والمساجد.وتركز الجهد أيضاً على النهوض بقطاع الكتاتيب وفق برنامج إصلاحي شامل يستهدف جعل هذا النوع من الخدمات التربوية رافداً لمدرسة الغد بتكوين جيل جديد متشبع بالقيم الإسلامية النبيلة وسيتدعم إطار الكتاتيب بانتدابات جديدة في صفوف حاملي أستاذية العلوم الإسلامية من خريجي جامعة الزيتونة للتدريس بهذه الفضاءات التربوية.وتجسيداً للمنزلة الرفيعة التي يتبوأها كتاب الله العزيز كان قرار الرئيس زين العابدين بن علي القاضي بتلاوة القرآن الكريم في رحاب جامع الزيتونة المعمور ليلاً ونهارا دون انقطاع على مدار السنة.
وقد تعززت هذه المبادرة الفريدة من نوعها في العالم الإسلامي بإذن رئيس الدولة بطبع مصحف الجمهورية في طبعة متميزة هي الأولى في تاريخ البلاد وذلك باعتماد رواية قالون ووفق مواصفات تونسية.وأحدثت منذ سنة 2002م مسابقة تونس الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره بمشاركة مترشحين من دول عربية وإسلامية وهي مسابقة ما فتئ الجهد يتعزز لضمان مزيد إشعاعها عالمياً.
كما تم بقرار من الرئيس زين العابدين بن علي إحداث جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية تشجيعاً للعلماء والباحثين التونسيين وغيرهم على بذل الجهود الفكرية اللازمة لتعزيز الصورة المشرقة للدين الإسلامي.
وفي هذا الباب يكفي التذكير بأن تونس احتضنت سنة 1995م الندوة الدولية حول بيداغوجيا التسامح وانبثق عن الندوة عهد قرطاج للتسامح كما انعقدت بتونس سنة 1996م بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 1300 سنة على تأسيس جامع الزيتونة الندوة العلمية حول (الإسلام ومواكبة العصر) التي صدر عنها بيان - زيتونة الاجتهاد - وصدر أيضاً عن الندوة الدولية حول حوار الحضارات لسنة 2001م (نداء تونس للحوار بين الحضارات).وصدر أيضاً (بيان تونس للسلام) عن الندوة الدولية المنعقدة سنة 2003م حول (الإسلام والسلام) بتونس. ومن تونس أيضاً صدر سنة 2006م (إعلان تونس من أجل التحالف بين الحضارات).وقد أذن رئيس الجمهورية سنة 2001م بإحداث كرسي جامعي لحوار الحضارات والأديان يساهم في النهوض بهذه الرسالة النبيلة ويتركز نشاط الكرسي على إلقاء محاضرات من قِبل الأساتذة التونسيين ممن تميزوا في ميادين المعرفة ونشرها إثراء للمجتمع الوطني والإنساني. كما يستضيف شخصيات جامعية أو سياسية أو إعلامية مرموقة من خارج تونس معروفة بإسهاماتها وإضافاتها في العلوم الإنسانية وعلى صعيد آخر ما انفكت الجهود تتضافر بين مختلف الأطراف المعنية بتنظيم موسم الحج قصد مزيد أحكامه بدعم الإحاطة التنظيمية والدينية بالحجاج والارتقاء بجودة الخدمات المسداة إليهم في السكن والنقل بالبقاع المقدسة بما يساعدهم على أداء مناسكهم في أفضل الظروف وبأكبر قدر ممكن من اليسر والسهولة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved