في توظيف لأبرز تظاهرة رياضية يشهدها العالم في ألمانيا هذا الشهر (يونيو) يعرض ملف مجلة المعرفة جوانب حيوية هامة من الحياة الألمانية في شتى مجالاتها. فبدءاً من التعليم (باعتباره المحرّك الحقيقي للنهضة الحضارية التي تعيشها ألمانيا) يعرّف الكاتب سيد همام في مطلع الملف بهيكل التعليم الألماني وأنظمته وسياسته ومقرراته وأنماط المدارس الألمانية: الابتدائية، المتوسطة، الرئيسية، الثانوية، الشاملة.
يلي ذلك تتّبع لمراحل تشكل اللغة الألمانية، حيث يبين السيد مدبولي أستاذ اللغة الألمانية التحولات التي طالت اللغة الألمانية منذ انفصالها عن مجموعة اللغات الجرمانية والادوار التي لعبها الشعب الالماني والملك (كارل العظيم) والتأثر على الكنيسة (مارتن لوثر) في سبيل وصول اللغة الألمانية إلى مكانتها المرموقة في دول الاتحاد الأوروبي.
وقريباً من الوجهة اللغوية يرصد أستاذ الترجمة طه إبراهيم عصور الأدب الألماني وكتابها محدداً الركائز الثلاث الرئيسية التي يقوم عليها الأدب الألماني. وفي اجتهادها لاستظهار مكنونات العقلية الألمانية (في المجالات العلمية: والأدبية، والفلسفية)، وسعيها الحثيث لتحقيق أهدافها والآثار التي خلفتها -تترجم الكاتبة عبير حسني في نبذ مختصرة لكوكبة من الرموز الألمانية من مختلف العصور، مثل: جوته، وهتلر، وبتهوفن، ونتشه، وشرودر وغيرهم.
وحول أوضاع المسلمين في ألمانيا (على نحو خاص) يحدد اختصاصي علوم التربية بالمعهد الألماني (مارتين تساشيل) أهم المعاني التي ينضوي تحتها هذا المصطلح واختلافات تفسيراته وانعكاساتها على المهاجرين الذين يصل منهم ما يقرب من 100.000 مهاجر سنوياً إلى ألمانيا.
وبشكل أدق يسلط أمين عام المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا أيمن مزيك الضوء على وضع الجالية الإسلامية في ألمانيا، مبرزاً الضغوط التي تواجهها، والعوائق المتنوعة التي تحول بينها وبين الاندماج في المجتمع الألماني.
ومن التصاق تعايشي يكشف الكاتب أسامة إبراهيم (المقيم بألمانيا حالياً) ملامح وعلامات فارقة في حياة المجتمع الألماني كعشقهم للشكوى وللتفكير العميق والتأمل، وشعورهم بالمسؤولية، وحرصهم على الدقة المطلقة.
كذلك يبين الملف طبيعة نظرة الألمان للمملكة العربية السعودية وأثر أحداث سبتمبر على الصورة الذهنية للإنسان السعودي، وعلى أحوال السعوديين المقيمين بألمانيا، وعلى أكاديمية الملك فهد في (بون).
من جانب اقتصادي يستقرئ الكاتب أحمد عفاني بيانات الحكومة الألمانية الرسمية، وتقارير المعاهد المتخصصة وآراء الاقتصاديين ليصل منها إلى واقع سوق العمل في ألمانيا والمشكلات التي يعانيها كالتضخم والبطالة، ثم يعرج بعد ذلك إلى معضلة الديون التي لازمت تاريخ الاقتصاد الألماني، والمنافسة الصينية المحتملة.
ويتسع الملف ليشمل عرضاً لتاريخ صناعة السيارات الألمانية، وإجابات حول أسرار جودتها، وعلاقة هذه الجودة بالنازية والفن والشخصية الألمانية.
كما يشمل الملف وصفاً لأصناف الطعام الألماني الذي يفتقد الخصوصية والنكهة!
أيضاً يحتوي الملف على واقع استعدادات ألمانيا لاستضافة المونديال الكروي سواء من ناحية المرافق أو التنظيم أو الأمن.
ويمكن أن يكون باب (وجهة نظر) لهذا العدد في سياق الملف، حيث يقدم أسامة شبكشي السفير السعودي في ألمانيا آراءه في التعليم الألماني، واختباراته، وأنظمة الجامعات الألمانية والمرأة الألمانية وغيرها.
ومن خارج الملف الذي تجاوز المئة صفحة يحاول استشاري الطب النفسي الحارث عبدالحميد في باب (فكر) استظهار سمات المثالية في الفلسفة (القديمة والحديثة) وتوضيح معنى قوة الله داخل الإنسان في دعوته إلى تجاوز النظرة المادية المحدودة للوصول إلى الغايات البعيدة.
أما باب (ميادين) فيحمل احد البحوث المقدمة إلى مؤتمر (الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة) الذي عقد في مكتبة الإسكندرية في الفترة 25-27 سبتمبر 2005م. وفيه يحلل الباحث التربوي علي القاسمي المنظومة اللغوية للطفل العربي قبل دخوله المدرسة وما يقع تحتها من: الازدواجية اللغوية، والتداخل اللغوي، والتعدد اللغوي مبيناً الأسباب الإدارية والعلمية التي تقف خلف عدم تعليم اللغة الأجنبية في البلدان العربية في سن مبكرة، والتغيرات التي أحدثتها العولمة والصعوبات التي تواجه الطفل العربي (بشكل خاص) في تعلّم اللغة.
ومن منطلق تأصيل مفهوم إسلامي في الإدارة يربط الأكاديمي مجدي المصري بين صفات الرسول صلّى الله عليه وسلم وأهم الأسس التي يصبح من خلالها القائد قدوةً ومؤثراً، معرّفاً بثلاثة نماذج للقائد في حرصه على أتباعه.
في باب (أنا والفشل) لهذا العدد يكشف الكاتب الصحفي محمد الأحيدب عن رسوبه في مادة الرياضيات، وخسارته للقب الطالب المثالي على مستوى الجامعة، وعن فشله في التأثير على بعض المسؤولين عبر عموده (بصوت القلم).
|