الخيل والإبل

الكتاب: معجم التراث (الخيل والإبل)
المؤلف: سعد عبدالله بن جنيدل
الناشر: دارة الملك عبدالعزيز
إن الأمة التي تعتني بتراثها وترعاه، وتحفظ موارده المختلفة أمة تعي حاضرها، وتدرك أهمية ربطه بماضيها العريق، وتحرص على امتداده إلى المستقبل البعيد، وكلمة التراث في حقيقتها كلمة متنوعة الجوانب، متلونة الدلالات، فهي تطلق على الآثار الفكرية التي مضى الزمن بها، مثل الأشعار والأمثال والقصص والأساطير والألغاز الشعبية وما يحاكيها، ويرافق هذا الجانب الفكري جانب مادي يتمثل في الحفاظ على ادوات الآباء والأجداد التي اتصلت اتصالاً مباشراً بحياتهم الماضية.
والكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم جمع بين جانبين مهمين، فقد ضم إلى حديثه عن أدوات الخيل والإبل عدداً من المفردات اللغوية التراثية المتنوعة التي يبين أصلها الفصيح - إن وجد - بالرجوع إلى المعجمات اللغوية.
ويثري مادته بذكر عدد من الأبيات الشعرية الفصيحة أو العامية التي حفظتها دواوين الشعر، أو التي ما زال بعضها وعاؤه الذاكرة البشرية المعرضة للفقد والنسيان.
وقد أيقنت دارة الملك عبدالعزيز أهمية التراث لكونه في الحقيقة ارتباطاً وثيقاً بين الإنسان وماضيه، وتواصلاً بين فروعه وجذوره، ولذلك سعت من أجل نشر هذه السلسلة من الكتب التي تحمل عنوان (معجم التراث)، وقد صدر منها مؤلف واحد يتحدث عن السلاح، وهذا هو الإصدار الثاني، ويتناول أدوات الخيل والإبل، وستتلوه بإذن الله إصدارات أخرى تسعى من أجل الحفاظ على جوانب متنوعة من أوعية تراث الجزيرة العربية، وتربط بين فصيحه وعاميه.
وللخيل والإبل ارتباط وثيق العرى بإنسان الجزيرة العربية، امتد ليشمل جوانب مختلفة من حياته، ويتصل بها اتصالا مباشراً، تمثل في تعداد الأدوات المختصة بهما، وتلون الأسماء التي تطلق على أدواتهما، وقد حرص هذا الكتاب على تتبع الأدوات المتعلقة بالخيل والإبل، وتسجيلها وشرح معانيها، وذكر ما قيل فيها من أبيات شعرية، أو ما ارتبط من أساطير شعبية، وأردف ذلك بإرفاق عدد من الصور التوضيحية لبعض تلك الأدوات التراثية المرتبطة بالخيل والإبل.