** أخاف من (الغد) بكل ما يحمله من أمور وما يخبئه من (أسرار)، أخاف من تكاثر الأعمال وتزاحم الالتزامات، أخاف من (التخلُّف) في ميدان الركض نحو المستقبل وأخاف من (فقدان) ما حصلت عليه، وأخاف.. وأخاف.
أليس الإنسان يعيش متقلِّباً بين هذه المساحات من (الخوف) محمَّلاً بالقلق بينها، ومثقلاً بحمل هموم الحياة والركض الدائم في ميادينها المختلفة، أليس الإنسان مركّباً من الخوف؟ أم أن الخوف هو سر النجاح، والقلق وقود الطموح لكي يصل الإنسان إلى (هدفه) في هذه الحياة القصيرة، أقول هذا وأبناؤنا الطلاب يتقلَّبون هذه الأيام بين مساحات من (الخوف) و(القلق) و(التفكير) في مستقبلهم ليرسموا ملامح حضورهم القادم على خارطة الوطن.
إن هذا (الخوف) في نظري طبيعي وفطري ولا بد منه في مرحلة مثل مرحلة هؤلاء الأبناء، وهم يجتازون مرحلة الثانوية العامة للدخول منها إلى المستقبل، والسؤال بل الأسئلة المشتعلة مع صيفنا اللاهب: ماذا أعدّت أُسرهم لهم؟ وماذا قدَّمت مؤسسات المجتمع لهؤلاء الطلاب ليجتازوا بوابة المستقبل وليلجوا بكل أمان إلى ساحة أحلامهم وينجحوا في الاختبار الحقيقي عند اختيارهم لتخصص المستقبل الذي يضمن لهم المشاركة الفاعلة في بناء الوطن دون خوف وبلا تردد ودون هدر لطاقاتهم عندما يلتحقون بالجامعة ويقعون ضحية تغيير (التخصص) بعد فترة طالت أم قصرت وعندما يصدمون بالواقع.
وأخيراً:
هل يعلم أبناؤنا المنتظِّرون على قارعة المستقبل أن العارفين يختصرون معاناة اختيار المستقبل في ثلاثة أمور: الميل والاستعداد وحاجة المجتمع لتخصص المستقبل.. عفواً أقصد وظيفة المستقبل.
|