لا أكره في حياتي مثلما أكره التشاؤم وأهله.. والتحذّلق وأصحابه.. ومثلهم أدعياء المعرفة بكل شاردة وواردة.
** هذه الصفات أمقتها وأكرهها كرهي للعمى.
** واليوم ومنتخبنا الوطني على أعتاب مشاركته المونديالية.. ولم يتبق إلا أيام معدودات حتى تنطلق صافرة أولى التنافسات في هذا المحفل الرياضي والتنافسي الأكبر على مستوى العالم.
** ولأن الحديث عن هذه المناسبة والمشاركة قد أخذ الحيز الأكبر من الوقت والمساحات سواء على مستوى الإعلام المقروء، أو الإعلام المرئي وحتى المسموع.
** هذا الزخم من التناول والتعاطي الإعلامي اليومي.. فرض في تقديري حالات من التكرار الممل.. سواء على صعيد الطروحات أو على صعيد التحليلات.. حتى إننا كمشاهدين وكمتابعين أصبحنا على ما يشبه الدراية الكاملة بما سيدور وبما سيُقال من كلام في هذا البرنامج أو ذاك قبل أن يبدأ (؟!).
* فما قيل أمس مثلاً في هذا البرنامج التلفزيوني.. يتم ترديده اليوم في ذات البرنامج أو أي برنامج آخر.. إما بواسطة ذات الوجوه والسحنات.. أو بواسطة وجوه وسحنات أخرى (؟!).
** وما يُنشر في الصحافة الرياضية قبل أمس من رؤى ومن تحليلات وتخمينات وتخرصات وحتى تحفظات.. قرأنا مثله تماماً في ما تم نشره يوم أمس.. إما تحت ذات الأسماء، أو تحت أسماء أخرى (؟!).
** هذا الإسهاب وهذا الإطناب في الحديث عن المناسبة.. أوجد الكثير والكثير من حالات الخلط بين الممكن وغير الممكن بالنسبة لنا كسعوديين.. فضلاً عن حالات أخرى متعددة تم من خلالها الجنوح إلى ما هو أبعد من مجرد التصورات والقراءات - الاستنتاجية كمحصلة لذلك التكرار في الطرح والتناول.. إلى درجة أننا شاهدنا واستمعنا إلى العديد من المداخلات التي يغلب عليها طابع التشاؤم.. ولاحظنا أن المذيع يرد بعبارة (صحيح)؟!
** كذلك سمعنا وشاهدنا مداخلات أخرى يتحدث أصحابها بنبرة التفاؤل.. فيرد المذيع (صحيح)؟!
** في مقابل أن ثمة العديد من المداخلات التي تتحدث عن تحفظات على الأسماء المختارة.. وأن في الدرجة الأولى والثانية عدداً من الأسماء الجديرة بتمثيل المنتخب.. فيرد المذيع المحترم على ذلك الكلام بالقول (صحيح).. رغم ما فيه من إشارات إلى عدم الرضا والثقة بمن تم اختيارهم.. ورغم أن القائمة قد تم رفعها واعتمادها من قبل الفيفا.
** قد نجد العذر لبعض هؤلاء على اعتبار أنهم ربما ينطلقون أو يتحدثون وفق معدلات ثقافية رياضية متدنية.. أو أن الغرض من مداخلاتهم تلك لا يتجاوز مجرد الاستمتاع بسماع أسمائهم وأصواتهم تتردد عبر الأثير (؟!).
** ولكننا لن نجد العذر للمذيع الذي (يؤمّن) ويبصم على تلك التفاهات.. كذلك لا نجده لأي كاتب يتعمد أساليب الحذلقة ودس السموم في تناولاته وخصوصاً فيما يتعلَّق بالمنتخب في هذا المنعطف تحديداً.
** أو حتى أولئك الذين تدفعهم كراهيتهم لمنتخب وطنهم لهذا السبب أو ذاك.. لممارسة بعض أنواع العبث المقصود به نزع ثقة الجماهير في نجوم المنتخب.. من صنف الرسائل التي قرأناها على شاشات الفضائيات الخليجية بأسماء سعودية إبان لقاء الأخضر بنظيره اليمني ضمن التصفيات الآسيوية.. حيث كانت تتمنى خسارة الأخضر أمام اليمن (؟!).
** وليس سراً القول إن هذه الفئة بالتحديد معروفة بمواقفها المتأصلة في العمل على تشويه المنتخب والتحريض ضده من خلال مواقعها على الإنترنت وعلى مدى عدة سنوات (؟!).
** الحاصل أن هذا الطرح التعبوي المكثَّف وما أفرزه من ظواهر اللّت والعجن (وإن كان المقصود منه دعم المنتخب).. إلا أنه في تقديري قد تحوَّل إلى عامل (شحن) جماهيري وإعلامي قوي لن تظهر سلبياته وأبعاده إلا عند حدوث أي إخفاق مؤثِّر للأخضر (لا قدَّر الله).
** وفَّق الله منتخبنا لتحقيق التطلعات.. آمين.
حكمة
خير الأمور الوسط.
|