Sunday 4th June,200612382العددالأحد 8 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

دفق قلم دفق قلم
سعد البريك تحقيق الأدب وأدب التحقيق
عبد الرحمن صالح العشماوي*

لم أطَّلع على مقالات السجال التي جرت بين د. سعد البريك، والأستاذ قينان الغامدي حول موضوع (الحكومة المدنية، والحكومة الدينية)، لكنني اطَّلعت على المقال الطويل الذي يقترب من صفة (البحث) الذي نُشر في ملحق الرسالة (جريدة المدينة) يوم الجمعة 30-4- 1427هـ وهو مقال مفعم بالمعلومات التي تعطي القارئ تصوُّراً عاماً عن ذلك السجال الذي دار بين الكاتبين.
ولن أتناول هنا موضوع السجال بمداخلةٍ ولا تعليق لأنني كما أشرت لم أطّلع على المقالات التي نُشرت بالقلمين حوله، وإنما دعاني إلى كتابة هذه السطور ما رأيت في مقالة الشيخ سعد الطويلة الآنفة الذكر من سلاسة في العبارة وتسلسل في الطرح، واختيار لعبارات وجمل ومصطلحات لا تخلو من نصاعة وطرافة، مع بعض (النكشات) و(القَفشات) التي بدا لي أنها أكثر من آثار السجال الذي جرى سابقاً ولم أطَّلع عليه.
والحقيقة أنَّ الشيخ سعد ذو خبرة طويلة في التعامل مع الأدب واللغة جعلته قادراً على إدارة الكلام بصورة يدرك العارفون بأساليب الأدب أنها جميلة متقنة، وإذا كنا نعيش هذه الأيام مشكلة (اللغة الثالثة) أو (الكتابة المهجَّنة) التي تثير سخرية أبي الأسود الدؤلي والخليل بن أحمد والكسائي وسيبويه وابن الأعرابي والأصمعي وغيرهم، فإن مقال د. سعد البريك الطويل من المقالات التي تنجو - في نظري - من تلك السخرية وذلك الاستهجان، وإذا أضفنا إلى ذلك شرف الموضوع الذي يطرحه ويؤيده بالأدلة الشرعية والبراهين العقلية ألا وهو موضوع (الحكومة الدينية) فإنَّ مقاله يحقق جانبي سلاسة الأدب وتوثيق المعلومة وهذا ما نطلبه بإلحاحٍ في سجالاتنا وحواراتنا، وإذا كان الأستاذ قينان الغامدي قد مال إلى رأي د. سعد وأيَّده فيما ذهب إليه - وهذا ما أشار إليه د. سعد في مقاله - فإنه موقف جميل يُشكر عليه في العودة إلى الحق، وإقرار ما يرجِّحه الدَّليل، وهذه الصفة تكاد تكون مفقودة عند كثير من المتساجلين.
شيء جميل أن يتخلَّى قينان عن مصطلح (الحكومة المدنية) حسب ما فهمت من كلام د. سعد، لأنه مصطلح مطروح هذه الأيام في الغرب، وفي أمريكا بالذات من خلال مراكز دراسات مُعتبرة تسعى إلى تشكيل الإسلام بصورة غربية أو صورة أمريكية تحت شعار (الحكومة المدنية) أو (الإسلام الحضاري) أو (الإسلام الحداثي) أو (الإسلام الأمريكي) كما يحلو لبعض الكُتَّاب أن يسمّيه.
وتحرص تلك التقارير بعبارة صريحة على خلخلة إيمان المسلم بثوابت دينه عن طريق الشبهات، وطرح الآراء الفقهية الضعيفة، واستخدام بعض القضايا الشائكة التي تصادم قناعة المسلم الملتزم، بدينه، مثل الحرية المطلقة للرأي، والمرأة، والأدب والثقافة.
إنني لأدعو كلَّ مثقف مسلم (يؤمن بدينه) أنْ يكون إضاءةً لأمته، ووطنه في هذه المرحلة المعتمة التي أصبحت فيها ثوابت الدين الحق عُرضةً لكل قلمٍ يريد صاحبه أن يكون له اسمٌ معروفٌ في ساحة الثقافة والصحافة.
إنَّ المراكز الغربية للبحوث تُعَدُّ بالآلاف، ومنها ما هو مدعوم من اتجاهات متعصِّبة ضدَّ الإسلام وأهله، وتقاريرهم التي تحمل قدْراً كبيراً من المغالطات تنتشر بين الناس، وتجد قبولاً عند بعض الحكومات، بل إن (أمريكا) تعتمد كثيراً من تلك التقارير في تعاملها مع العالم الإسلامي، ونصيب منطقة الخليج وجزيرة العرب من تلك التقارير نصيب وافر، وليس من أمانة الكلمة أن نجد كاتباً مسلماً أو كاتبة مسلمة يتبنَّى وجهات نظر تلك المراكز، ويطرح عبر كتاباته ولقاءاته في عالمنا الإسلامي ما تحمله من شبهات وأباطيل.
مرحباً بالسجال الذي يراعي الحق، وتحية لكل كاتب منصف صادق مع ربه سبحانه وتعالى ومع نفسه ومجتمعه.
إشارة:


وَسَطٌ شريعتنا فما رَفَعتْ على
غير العدالةِ والوفاءِ لواءَها

*www.awfaz.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved