Sunday 4th June,200612382العددالأحد 8 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

العراق سيطلب اعتذاراً أمريكياً وتعويضاً لضحايا الإسحاقي و الحديثة العراق سيطلب اعتذاراً أمريكياً وتعويضاً لضحايا الإسحاقي و الحديثة
تبرئة المتهمين الأمريكيين بمذبحة الإسحاقي تضع المالكي في مأزق

* بغداد - نيويورك - الوكالات:
لم يكن التحقيق العسكري الأمريكي الذي برأ جنودا أمريكيين من تهمة قتل مدنيين في بلدة الاسحاقي العراقية ليأتي في توقيت أسوأ من هذا بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي وعد بتحقيق العدالة لضحايا بلدة عراقية أخرى هي حديثة.
ويصارع المالكي للتخلص من الصورة العامة بأن بإمكان الجنود الأمريكيين إطلاق النار والقتل دون رادع وأن القادة العراقيين أضعف من أن يفعلوا أي شيئاً حيال ذلك.
ولم تساعد المزاعم أن جنودا من مشاة البحرية الأمريكية قتلوا 24 مدنيا في بلدة حديثة والتحقيق الذي خلص إلى أن جنودا أمريكيين لم يقترفوا خطأ في بلدة الإسحاقي المالكي في تهدئة شكوك العراقيين.
وكان المالكي صارما الجمعة فيما كان واقفا إلى جانب السفير الأمريكي زلماي خليل زاد خلال زيارة لمحطة كهرباء جديدة إذ قال إنه سيطلب من الولايات المتحدة تسليم ملفات التحقيق في واقعة بلدة حديثة.
وقال المالكي إنه لم يتلق بعد نتائج التحقيق لذا فإنه لا يستطيع الحكم عليه إن كان منصفا أم لا مضيفا أنه سيبذل جهودا لضمان أن يكون التحقيق منصفا وأن يحقق العدالة لضحايا الكارثة.
لكن الجيش الأمريكي خلص إلى أنه لا توجد حاجة لمحاكمة الجنود الضالعين في واقعة الاسحاقي.
وقال الجيش الأمريكي إن الجنود تعرضوا لإطلاق نار أثناء مداهمتهم منزلاً في مارس آذار لاعتقال شخص يشتبه في انتمائه للقاعدة.
ورد الجنود بإطلاق النار وطلبوا دعما جويا مما أدى إلى تدمير المبنى ومقتل مسلح ووفاة تسعة آخرين تحت الأنقاض.
ولكن رواية الشرطة العراقية للواقعة كانت مختلفة إذ قالت إن جنودا أمريكيين قتلوا بالرصاص خمسة أطفال وأربعة نساء ورجلين ثم فجروا المنزل بعد ذلك. وذكرت الشرطة أن الضحايا قتلوا برصاص في الرؤوس وأن جثثهم الموثوقة الأيدي ألقيت في إحدى غرف المنزل قبل تدميره. وأظهرت لقطات تلفزيونية الجثث في المشرحة.
ولم تكن الجروح التي أصيبوا بها واضحة لكن طفلا رضيعا كان برأسه جرح واضح.
وقال إبراهيم خلف لرويترز أمس الأول إن القوات الأمريكية هاجمت منزل شقيقه فايز قبل أن تداهم منزله في الإسحاقي.
وقال لتلفزيون رويترز بدءوا يطلقون النار في الهواء قبل اقتحام المنزل. استغرق ذلك نحو 20 دقيقة وبعدها اقتحموا المنزل وبدءوا يطلقون النار داخله.
وأضاف في أعقاب ذلك داهموا منزلي حيث أوثقوا يدي وعصبوا عيني. جمعوا أفراد عائلتي في غرفة واحدة. أحد الجنود اخبرهم (زملاءه) بأن يقتلوهم جميعا لكن حمدا لله لم يفعلوا ذلك. وقال أبو فاطمة وهو حارس أمني هذه الأمور طبيعية. الجنود الأمريكيون يستطيعون قتل العراقيين بمنتهى السهولة.
من جهته قال مساعد لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس إن الحكومة العراقية تعتقد أن التبرئة العسكرية الأمريكية لجنود أمريكيين اتهموا بقتل مدنيين ببلدة الاسحاقي في مارس آذار غير منصفة مضيفا أن الحكومة ستفتح تحقيقها الخاص في القضية.
وأضاف عدنان الكاظمي أن الحكومة ستطلب اعتذارا من الولايات المتحدة وتعويضا للضحايا في عدد من القضايا بما في ذلك المجزرة التي يشتبه بوقوعها في بلدة حديثة الغربية العام الماضي.
ومن جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس السبت إن قادة من قوات مشاة البحرية الأمريكية بالعراق كانوا يعرفون خلال يومين من سقوط قتلى عراقيين مدنيين في مدينة حديثة في شهر نوفمبر - تشرين الثاني أن الأعيرة النارية وليس قنبلة زرعت على جانب الطريق تسببت في مقتلهم لكنهم لم يروا سببا يستدعي إجراء مزيد من التحقيق في هذا الشأن.
وقال مسؤول رفيع في مشاة البحرية الأمريكية للصحيفة إن القادة ابلغوا المحققين انهم لم يعتبروا أن التناقضات السابقة في الروايات بشأن مقتل 24 عراقيا غير معتادة ولم تكن لديهم معلومات في هذا الوقت تشير إلى مقتل أي من المدنيين العراقيين بشكل متعمد.
لكن جنرالا رفيعا في مشاة البحرية الأمريكية مطلعا على التحقيق قال للصحيفة من المستحيل تصديق انهم لم يعرفوا. في إشارة إلى القادة البارزين ومن يلونهم.
وأضاف الجنرال الذي لم يفصح عن هويته مع آخرين ممن وصفوا التحقيقات كان يجب أن تعرف أن هذا الأمر فاحت رائحته. وقال الجنرال للصحيفة انه لم يتضح بعد إلى أي مستوى في سلسلة القيادة يتعين توجيه اللوم بشأن سقوط القتلى.
وأوضح أنه توجد شكوك قوية أن بعض الضباط كانوا على علم بوجود ثغرات وتناقضات في رواية جنود مشاة البحرية الأمريكية بشأن الواقعة وأنها كانت تستوجب إجراء مزيد من الاستجواب والتحقيق بشأنها.
ونقلت نيويورك تايمز عن مستشار بارز بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قوله إن محققين التقوا مع قادة من مشاة البحرية الأمريكية ممن خدموا في العراق في تلك الفترة من بينهم الميجر جنرال ستيفن جونسون قائد قوة المارينز الثانية والميجر جنرال ريتشارد هوك قائد فرقة المارينز الثانية. وأضاف المستشار أن الجنرال مايكل هاجي قائد فيلق المارينز يدرس تسريح عدد من قادة مشاة البحرية البارزين الذين خدموا في العراق وقت حدوث الواقعة حتى قبل استكمال التحقيق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved