Sunday 4th June,200612382العددالأحد 8 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

حصلت (الجزيرة) .. حصلت (الجزيرة) ..
على هذا (الشريط) من (ابن لادن)..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* لن أتحدَّث عن الثلاثية الحركية التي برزت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مباشرة؛ واستهدفت كقوة واحدة تحديداً؛ المملكة العربية السعودية؛ حكومة وشعباً وتاريخاً وجغرافية وثقافة؛ وهي: (قناة الجزيرة، وابن لادن، والشريط)؛ لأنّي في الحقيقة؛ أتوقّع أنّ شريط أخبار (الجزيرة)؛ سوف يحمل في لحظة من زمن الهزوء والتردِّي الذي نعيشه؛ خبر سبق جديد خاص ل(الجزيرة)؛ لشريط (توجيهي) جديد؛ قادم من ظلمات تورا بورا؛ يحمل توقيع زعيم القاعدة، وشيخ القوم؛ وأمير دولتهم الدينية الطالبانية؛ التي يحلمون بها في جزيرة العرب.
* قلت: لن أتحدَّث عن ظاهرة الارتباط الثلاثي؛ بين قناة عربية تحمل اسم (الجزيرة)؛ وتنطلق من عاصمة عربية مجاورة للمملكة؛ وبين مشروع إرهابي عالمي؛ يقوده مهووس بالسُّلطة والتسلُّط والدماء والأشلاء، ويعادي الحياة وحضارة الإنسان على وجه الأرض، وما يزوّد به أمراء جنده في جزيرة العرب بين وقت وآخر؛ لإيقاظ خلاياه النائمة أحياناً؛ أو فتح جبهات على أكثر من صعيد، وضد هؤلاء وهؤلاء من خصوم الإرهاب؛ الذين يسعون بكلِّ ما أوتوا من قوة وجَلَد وصبر على الأذى؛ مكافحة أفكار الظلام والرجعية والتخلُّف؛ ومنافحة من يدعو لدولة طالبانية ظلامية؛ يروِّج لها بدوافع ظاهرها دينية؛ من غيرة على المحارم؛ ومقاومة للفساد؛ ومحاربة لأعداء الله في كلِّ مكان؛ وجهاد الكفار؛ من اليهود ومن هاودهم؛ والنصارى ومن ناصرهم..! وهو بذلك يخادع الناس؛ ويلبس عليهم.
* أتحدَّث فقط؛ عن شريط (ابن لادن) الأخير الذي بثّته قناته .. قناة (الجزيرة) قبل عدة أسابيع، من حيث ما نلمسه من وقائع أتت بعده؛ فهل هي حقيقة - كما يرى البعض - استجابة لما حمله الشريط؛ أم أنّ ما جرى على صعيد المملكة - على سبيل المثال - محض صدفة لا غير..؟!
* لقد تناول (شيخهم)؛ الشأن السعودي في مصطلح معتاد: (الجزيرة) العربية وأرض الحرمين)؛ واستغرب كيف لا يكون لهم صحيفة إسلامية مجاهدة؛ تنطق باسمهم في وجه الإعلام العلماني المزيّف..! فعسى أن يتنبّه أصحاب الصحيفة القادمة إلى هذا المطب: (ابن لادن - الأمة)..!
* وشنّ (شيخهم) حملة على الكتّاب والمثقفين السعوديين بالعموم؛ واتهمهم حتى في دينهم وأخلاقهم، وحرّض عليهم..!! فليت الموقِّعين على البيان الفلتة (61)؛ يعيدون النظر فيه؛ ليروا كم هو منسجم مع تحريض ابن لادن ضد حكومتهم ووطنهم ومواطنيهم وأمنهم.
* وركَّز (شيخهم) في (شريطه الدودي)؛ على الشاعر دائماً؛ والسفير سابقاً، والوزير حالياً؛ الدكتور (غازي القصيبي)؛ بما يشبه التحريض على القتل..! فماذا ترك له الشانئون في بياناتهم وساحاتهم المليئة بالقذف والسفالة..؟! وماذا أبقوا من (وصايا) ابن لادن في شأن القصيبي في شريطه الأخير إذن..؟!
* وتضمّنت عبارات (شيخهم)؛ ما يمكن أن يكون إشارات حركية؛ وشفرات متفق عليها بين الأقطاب وقمة الهرم في العمل الحركي الثوري. فهل تنبّه أقطاب حزب: (التصدِّي بالتعدِّي)؛ إلى خطورة هذا التبنِّي فيما يقولون وما يفعلون..؟!
* الواقع أنّ شريط ابن لادن الأخير؛ هو حلقة من حلقات سابقة وقد تكون لاحقة، فقد اعتدنا عليها منذ أكثر من خمس سنوات؛ حين تبثُّها (الجزيرة) في المساء؛ فنصبح أو نمسي بعدها على عملية إرهابية هنا أو هناك في الأراضي المقدسة؛ قلب العالم الإسلامي؛ (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وفي الرياض، وفي مدن القصيم وغيرها .. كان هذا حاله وحال أشرطته وشفراته مع أمرائه وأعوانه في (جزيرة العرب)؛ إلى أن تمكّن الأمن السعودي البطل؛ من قصم ظهورهم؛ والإجهاز على خلاياهم، وكف بلاياهم؛ إلى الأبد إن شاء الله .. لكن شريطه الأخير - في ظنِّي - وبعض الظنِّ ليس بإثم؛ هو أمر مختلف. لم يكن موجَّهاً لخلايا نائمة؛ بقدر ما هو موجَّه لخلايا قائمة. كان يُسر ويُعلن في آن؛ لقادة وأمراء ومرشدين في الحركة؛ لتنشيط العمل ضد الفكر المضاد؛ الذي أخذ يتبلور وينجح في كشف ضلالات القوم؛ وفضح نواياهم؛ التي تستهدف الدولة والمجتمع على السواء.
* للمرء أن يتوقَّف متسائلاً: ما سرّ الحملة الشعواء التي تشنُّ بعنف؛ ضد وزيري العمل والثقافة خصوصاً؛ بحجج واهية؛ نعلم جميعاً أن ليس لها ما يبررها؛ فالوزير القصيبي؛ كان ينفِّذ سياسة الدولة في تشغيل النساء في محلات لا يرتادها إلاّ نساء، وكان يتوجَّب سؤاله عن محلات نسائية يقودها رجال وليس العكس، وسؤاله عن محصلة السعودة؛ ومشروع التدريب على رأس العمل؛ ماذا قدّم للعاطلين حتى اليوم..؟ لكنها نزعة الثأر على ما يبدو، وتصفية الحسابات القديمة؛ مع الذي وقف في حرب الخليج؛ محارباً في وجه العاصفة، متحدِّياً (حزب النصيحة)؛ الذي وقف مع صدام حسين ضد المملكة، وغازي هو الذي أثبت في كتابه: (حتى لا تكون فتنة)؛ أنّه أفقه من كثير من الذين يدعون الفقه في زمانه، فالمسألة ليس لها علاقة بالغيرة على المرأة؛ ولا دين المجتمع ومصلحة الأُمّة إذن.
* أمّا الهجوم على وزير الثقافة ووزارته؛ وكذلك توجيه التهم إلى المثقفين في المملكة؛ والتحريض عليهم؛ فهو عدوان ليس له من مبرر؛ إلاّ إذا كان البعض يعتقد؛ أنّ صحف البلاد وإذاعاتها وتلفزاتها وأنديتها ومنابرها؛ هي جزء من ممتلكاته الخاصة؛ وليس للدولة حق في توجيهها وتطويرها؛ وتوزير من ترى فيه الكفاءة للرفع من مستواها، وتحقيق أدنى حد من المعقولية في طرحها، واستيعابها لكافة أطياف المجتمع في الوطن الكبير؛ الذي لا ينحصر فهمه في طرح (ابن لادن) الثوري؛ ولا في قرية فلان أو بلدة فلان؛ من الذين اعتادوا التشغيب على كلِّ بادرة ثقافية وإعلامية وتطويرية، تسهم في الحراك الثقافي العام في المملكة. فهذه وصاية مرفوضة؛ لا نتوقّع منها أقل مما حمله بيان الـ(61)؛ الذين سمّوا أنفسهم مشايخ وطلاّب علم في المملكة، حيث يقول في بعض بنوده محرِّضاً ببشاعة ما نصه: (هؤلاء هم عصابة النِّفاق في مجتمعنا، وهم رسل الكفار الموطئون لهم، ومن خان الله ورسوله فهو لما سواهما أخون؛ فماذا نرجو منهم. لقد حذَّرَنا الله من أمثالهم فقال: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
* أستغرب كثيراً من طرح مواضيع توحي وكأنّها نتاج لمضامين جاءت في شريط ابن لادن الملغم بكلِّ عكير ونكير مثل: (الدولة الدينية في مواجهة الدولة المدنية)، و(أولو الأمر هم العلماء)، وصحيفة (الأمة)..! والدفاع عن الإخوان الذي كان فكرهم؛ أس البلاء في حياة هذه البلاد وأهلها؛ بل إنّ صاحب هذا الطرح الجريء؛ يزعم في مقال له بصحيفة الوطن مؤخراً؛ أنّه أعرف من أمير الأمن سمو الأمير (نايف بن عبد العزيز)؛ الذي كشف قبل عامين عن أثر فكر الإخوان المدمر، وخيانتهم لمن آمنهم من خوف وجوع وقهر، فعاثوا فساداً في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا، وهو نفسه - وهذا أمر مستغرب - عضو في لجنة المناصحة لمعتقلين بتهم تصب في مشروع الإرهاب، ويتهم المخالفين لطرحه - دائماً - بأنّهم علمانيون وعملاء للغرب..!! وقد أصبح بذلك نجماً فضائياً وصحافياً، يتكلَّم عن (نحن) في كلِّ صغيرة وكبيرة..! فهو ينطق باسم الإخوان المسلمين هنا وهناك، ويتحمَّس لحماس أكثر من حماس، ويرقص لفوز إخوان مصر، ويقول (نحن) فزنا في الانتخابات البلدية الأخيرة في عموم المملكة..!! ولا ندري من يقصد ب (نحن) هذه..؟!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved