لا تعجب إذا قِيل لك أنت بالذات.. لا
لا تعجب إذا قيل لك أنت بالذات غير لائق.. غير صالح.. غير مقبول..
لأن كل هذا العالم يبدو وكأنه غير لائق لذاته.. غير متوافق مع ذاته.. غير متجانس مع ذاته.. أي أنه غير قادر على إيجاد حل كامل لكل متناسق في مشاكله متناقض في حلوله..
لأننا لا نبتعد كثيراً عن شعورنا بأننا أكثر قرباً مما يضايقنا أكثر بعداً عما يريحنا.. أي أكثر التحاماً بما يجعلنا مشغولي البال.. أي ربما لا نستطيع العيش بدون (لا).. لكي نستطيع الحصول على (نعم)..
لماذا نبدو في أكثر الأحيان منساقين في ترويض مناخات صالحة لاستيطان مشاكلنا..؟؟
لماذا نبدو وكأننا نبكي حزناً لأننا غير قادرين على إيجاد صيغة ملائمة لانتشالنا من التفكير في أننا لا نتعدى الأفراد بموضوعية مشاكلنا..؟؟
لماذا دائماً نحن نوفق بإيجاد شعور يقنعنا بالمشكلة ويصدنا عن التفكير في أسبابها..؟
لماذا لا نعطي الحلول فرصاً بنفس النصيب الذي نعطيه للمشاكل..؟؟
نحن إلى حدٍ بعيدٍ قد نكون مقتنعينَ بجدوى وجود المشكلة لخلق حوافز جيدة للانتقال من حالة إلى حالة أخرى أكثر فعالية لإيجاد وسائل أكثر مرونة لاجتياز متطلبات كثيرة تجعل من استقرارنا أكثر هدوءاً وأكثر راحةً..!!
ونحن أيضاً قد نُصاب بالملل.. الملل من كل شيء.. وبالتالي نيأس واليأس عالم متباعد يخلق كل صيغات الشك الذي يبعث النفس إلى القفز فوق جميع حواجز السكينة..
ونحن في حاجة ماسة للإدراك.. لإدراك كل شيء حولنا لكي نعرف فعلاً أننا أنفسنا حول شيء (ما).. أي شيء يكون لسد فراغات الدائرة التي ندور في محيطها..
ونحن قد لا ننفعل إلا عندما نجد شيئاً مزعجاً يثير انتباهنا وذلك بطبيعتنا الإنسانية التي تبحث عن كل مجهول ويزداد اهتمامها عندما يثير ذلك المجهول مخاوفها لأن سلامتها أقصى حاجاتها تأثيراً على مسار بقائها..
الحياة نفس تفتح ذراعيها للمغامرين الذين لا يأبهون بها.. تبحث عن مغامر يسقط في أحشائها ليستحق أمومتها..
والحياة تحب أصدقاء الشمس.. أصدقاء تلك الآفاق التي بدون الزمن تبدو وكأنها البقاء الذي لا نعرفه.. الذي بكل الإثارة يجعل التفكير بالممل مشدوهاً..
|