Saturday 3rd June,200612301العددالسبت 7 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"تحقيقات"

تتكرر مآسيه في كل عام وما زال بلا حلول تتكرر مآسيه في كل عام وما زال بلا حلول
تفحيط (الاختبارات) الخطر الموسمي

* تحقيق - محمد راكد العنزي - محافظة طريف:
أصبح من المعتاد في تلك الأيام التي يتجه فيها الطلبة إلى قاعات الامتحانات أن يقوم بعضهم وتحديداً طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية بممارسة التفحيط بعد خروجهم من المدارس وإزعاج ساكني الحي الذي تقع المدرسة بالقرب من منازلهم معرضين حياتهم وحياة غيرهم للخطر، حتى أصبحت هذه التصرفات تتكرر كل عام ويعانيها العديد من الناس، فما هي أسباب انتشار التفحيط في أيام الامتحانات؟
بداية يقول الرائد عويد الحميدي الرويلي - مدير مرور طريف إن أضلاع المرور الثلاثة هي: السائق والمركبة والطريق وفي اعتقادي ان السائق هو الذي تقع عليه المسؤولية كاملة في تطبيق النظام، فالمركبة والطريق مجرد جماد خال من الإحساس أما الإنسان فهو العاقل المكلف، ويجب عليه اتباع الأنظمة المرورية التي وضعت لسلامته وحمايته وحماية أرواح الناس الذين يشاركونه في استخدام الطريق، ويقع على الأسر دور كبير في متابعة أبنائها طيلة العام وعدم اتباع أهوائهم بتسليمهم مركبات أكبر من حجمهم ومن ثم تركهم بدون رقابة ليمارسوا من خلالها شتى أنواع المخالفات من تفحيط وتهور وازعاج الناس وما يقع نتيجة مخالفاتهم من حوادث أليمة تذهب بسببها أرواح العشرات من الأبرياء.
دور التربية
ويقول أحمد طلال الدغمي - مدير قسم الأشعة بطريف - إن المسؤولية تقع كاملة على الأسرة التي تسلم طفلا صغيرا أو مراهقا مستهترا سيارة ليمارس فيها التهور والتفحيط وإزعاج مستخدمي الطريق من قائدي السيارات أو المارة، فالأسرة لها دور كبير يبدأ من تربية الابن منذ صغره على الانضباطية وتحمل المسؤولية واحترام الغير واتباع أنظمة المرور التي وضعت لمصلحة الجميع، وما يحدث من استهتار من قبل البعض هو مخالفة صريحة قد تؤدي بأرواح أبرياء ولذا فينبغي من الأسرة مراعاة دورها والاهتمام بمتابعة أبنائها ليس في المنزل فقط بل في كل مكان والتعرف على سلوكياتهم ونوعية الأصدقاء الذين يخالطونهم، مشيراً إلى أن الأنظمة واضحة وصريحة وهدفها دائماً مصلحة الجميع بلا استثناء ولذا يجب مراعاتها واتباع أنظمتها وعلى المجتمع التعاون والتكاتف مع كافة الجهات الأمنية فالمواطن ينبغي أن يكون هو كذلك عينا ساهرة على أمن وطنه وأمته.
رادع أمني
ويرى سلطان عبدالله الرويلي (معلم) عدم فاعلية الدوريات الأمنية في بعض الاحيان بحيث يكون تركيزها كله في ايام الامتحانات على تواجد الدوريات الأمنية قرب مدارس البنات لمنع المعاكسين من إزعاج الطالبات عند خروجهن من المدارس، وترك مدارس البنين بلا حضور أمني ومروري مما يسهم في زيادة اعداد المفحطين الذين يقلد بعضهم بعضاً أمام الطلبة المتجمهرين لمشاهدتهم، رغم أنه يفترض على إدارات المرور والشرطة في أيام الاختبارات وضع خطط محكمة وتطبيقها بفاعلية لمراقبة المدارس المتوسطة والثانوية للبنين وذلك لضبط هؤلاء المتهورين الذين يتمادون في تصرفاتهم إذا لم يجدوا الرادع المناسب لإيقافهم فيعرضون حياة غيرهم للخطر، فأرواح هؤلاء الطلاب ليست مجالاً للتهاون وقد سمعنا ورأينا العديد من حوادث الدهس الأليمة التي تعرض لها صغار سن ليس لهم ذنب بسبب تهور طائش أراد الاستعراض أمامهم فكانت الحصيلة انحراف المركبة لتصطدم بأرواح بريئة في عمر الزهور.
بين الفترتين
ويقول المواطن سعود محمد إن قرار وزارة التربية والتعليم الذي تم تعميمه على المدارس واضح جدا والخاص بمنع الطلاب من الخروج في الاستراحة التي بين الفترتين وعلى المدارس متابعتهم وجعلهم يذاكرون في الساحات الداخلية للمدرسة، غير أن بعض المدارس وللأسف الشديد لا تهتم بتنفيذ هذا القرار فتترك الطلاب يتوزعون في الشوارع القريبة من المدرسة متسببين في ازعاج البيوت القريبة منها بأصواتهم وجلوسهم عند أبوابها وأسوارها وذلك حتى يستريح المعلمون من إزعاجهم وذلك حتى يتفرغوا لعملية التصحيح والرصد بهدوء، كما يؤدي تجمهرهم في الطرقات إلى تحمس بعض المتهورين من المراهقين بحيث يقومون بالاستعراض أمامهم والتفحيط وعندما يفقدون السيطرة على المركبة تكون النتائج وخيمة دائماً وحصيلتها دائماً حوادث دهس وتصادم وربما انقلاب.
تنفيس خطر
وأخيراً يشير غريب طمش الرويلي (معلم) إلى أن هذا التصرف السيئ الذي يقدم عليه هؤلاء الطلبة يعتبره البعض تنفيساً طبيعيا بسبب ما تسببه لهم الامتحانات من قلق نفسي وإرهاق وسهر متواصل في الليل، وبمجرد انتهاء الامتحان اليومي فإن الطالب يعتبر في ذلك راحة له يعبر البعض عنه بتمزيق الكتب وملخصات الدراسة بينما ينفس البعض منه بالتفحيط بالسيارة داخل المدن، وهذا يتطلب من الدوريات الأمنية تواجداً مكثفاً في تلك الفترة وتحديداً بالقرب من هذه المدارس التي تتحول الشوارع والساحات القريبة منها إلى حلبة لعرض فنون التهور والإزعاج، كما يفترض بالمدارس أن تبادر الى توعية طلابها بمخاطر القيام بهذه الممارسات الخاطئة التي غالباً ما تكون عواقبها وخيمة من خلال الإذاعة المدرسية والمعارض المرورية والمحاضرات في نهاية كل عام.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved