ممرضة نعم.. ولكن!
كيا أ.بنجتسون(*)

في مجال عملي ممرضة مدربة على تقديم الخدمة التي ينشدها المرضى أجد الكثير من علامات الاستفهام منهم.
فعندما يأتي المريض أول مرة ويعرف أني لست طبيبة بل ممرضة فإنه وبردة فعل عفوية لا يتقبل منى العلاج.
لكن حقيقة أني ممرضة متدربة وذات خبرة في مجال عملي تجعل أغلب هؤلاء المرضى يغيرون من ردة فعلهم ويصبحون في غاية التقبل للعلاج الذي أقدمه.
لكنى وقبل أن أستطيع تقديم أي خدمة للمرضى يجب الحصول على معلومات منهم هي ضرورية لنجاح العلاج.
أسألهم مثلا إن كانوا قد جربوا العلاج بالليزر سابقا وكيف كانت النتيجة وعدد الجلسات التي تلقوها وكذلك نوع الليزر.
قد يشعر البعض ببعض الحرج عندما أسألهم عن المنطقة التي يريدون معالجتها لكن هذا يحدث فقط في البداية وسرعان ما يشعر المريض بأنه أمام شخص مهني ولا لزوم للخجل أمامه.
هذا يجعل المريض مرتاحا بما فيه الكفاية فيعطيني المعلومات التي احتاجها قبل تقديم العلاج له. لعل التاريخ المرضي للمريض أو المريضة هو من أهم المعلومات التي يقدمها المريض. العلاجات التي يتلقاها - حتى وإن كانت مجرد حبوب الحمل - تشكل نقطة مهمة في طرق العلاج التي نستطيع تقديمها له دون الخوف من المضاعفات والأعراض الجانبية.. هذه كلها أمور لن يتفهمها المريض ما لم أنجح في كسب ثقته بمهنيتي وحرفيتي.
معرفة إن كان المريض له تاريخ في حدوث الندبات أو زيادة في الصباغ نتيجة إصابه سابقة وهل يتعرضون لأشعة الشمس كلها ضرورية قبل البدء بالعلاج.
مقابل هذا علي كمعالجة أن أعطي نبذة مفيدة عن العلاج بالليزر الذي ينشده. أحاول أن أكون واضحة وبسيطة ولا أحير المريض بمعلومات لا تفيده وقد تتسبب بالقلق له.
أشرح أيضا للمريض ضرورة إبقاء تصوراته في مجال واقعي وغير مبالغ فيه. أقول له مثلا إن عليه الخضوع لعدد من الجلسات حتى يحصل على النتيجة التي يأملها. عموما هناك عدة نقاط أصارح بها المريض قبل تحديدي العلاج ومنها:
- الشعر لا يزال نهائيا بالليزر وأنه سيعاود النمو بطء.
- يحتاج لتكرار الجلسات.
- قد يتعرض لزيادة أو نقص الصباغ التي تتأثر كثيرا بمدى اتباعه للإرشادات التي تتعلق بمرحلة ما بعد العلاج. هناك من المرضى من يجهل أهمية هذه المرحلة؛ ما قد يؤثر على النتيجة بشكل سلبي يمكن تحاشيه.
- أشرح للمريض الحالة التي سيكون الجلد عليها بعد العلاج مباشرة فلا يصدم بالاحمرار أو التورم البسيط الذي سيراه.
- أشرح للمريض أيضا ضرورة حلق الشعر من المنطقة التي سنعالجها.
أجد من خلال خبرتي أن المرضى يترددون في تقبل الحلاقة لأنهم يعتقدون بأنها تشجع على نمو شعر قاس وأكثف. هذا ليس حقيقيا بالطبع لأن المعالجة بعد حلق الشعر تزيد من فعالية العلاج والحصول على جلد أنعم بعد الجلسة كما أن الحلاقة تحمى جهاز الليزر نفسه.
- ضرورة ارتداء النظارات الواقية لكل الموجودين في غرفة العلاج أثناء تقديم العلاج بالليزر وعدم السماح للأطفال بالتواجد في الغرفة. هذا أمر أحاول شرحه بشكل خاص للأمهات اللاتي يصطحبن معهن أطفالهن خلال جلسات العلاج.
- عدم صلاحية العلاج بالليزر لذوى البشرة البرونزية التي تم تعريضها لما يسمى بالTanning أو التسمير سواء الطبيعي أو عن أسرة التسمير Tanning beds.
هناك أيضا عدة نصائح أقدمها للمريض في جلسات الاستشارة التي تسبق البدء بالعلاج ومنها ضرورة عدم نتف الشعر خلال الأسابيع الأربعة التي تسبق العلاج حيث من الضروري أن تكون الشعرة موجودة في جرابها لعمل الليزر ولهذا نلجأ للحلاقة وليس النتف.
أيضا ننصح باستعمال كريمات التفتيح لذوي البشرة الغامقة قبل العلاج حتى نتحاشى ازدياد التصبغ لاحقا.
ومن الضروري أيضا ألا يستعمل المريض أي أدوية موضعية قبل الخضوع للعلاج بالليزر.
هناك عدة نصائح وإرشادات يجب على المريض اتباعها حتى تنجح جلسات العلاج بالليزر وهي:
استعمال كريم بعد الانتهاء من الجلسة مباشرة لتخفيف الاحمرار مرتين يوميا لمدة ثلاثة أيام بعد الجلسات. وهذا عادة ما يكون كافيا.
أشدد على المريض بعدم حك المنطقة المعالجة أو خدشها والاستحمام دون فرك واستعمال كريم مرطب ننصحه به، كما نشدد على استخدام كريم واق من أشعة الشمس لحماية أكبر للجلد من التصبغ قبل الجلسة التالية.
بالنسبة إلى النساء فأنصحهن، أشدد على ضرورة عدم وضع الماكياج قبل الجلسة، وزيادة في الحرص فإننا ننصح بغسل البشرة قبل جلسة العلاج.
البعض يأتين وهن يرتدين المجوهرات والإكسسوارات وهذا غير مسموح به أثناء جلسات العلاج حتى نحمي البشرة من الحروق التي تنتج من تفاعل هذه المعادن مع الليزر.
من الأمور الطريفة التي تواجهني في عملي هو إقناع البعض بأهمية التقاط الصور قبل وبعد تلقى العلاج، ومن خلال هذه الصور نتأكد من فعالية العلاج وحصول المريض على أقرب نتيجة يأملها.. لكننا نتفهم كثيرا عندما يرفض البعض التقاط هذه الصور لأسباب خاصة واجتماعية.
أشرح في نهاية الجلسة الاستشارية ضرورة توقيع المريض - الذي يأتينا لأول مرة - على تعهد يلزمه بالحضور بعد أسبوع من الجلسة الأولي.
الزيارة الأسبوعية ليست ضرورية لكل المرضى ويكتفي من تلقى عدة جلسات بالمتابعة معنا عندما يبدأ الشعر بالنمو من جديد.
كممرضة متدربة ومتخصصة في هذا العلاج أجد أن جو الثقة الذي أخلقه عند المريض والذي يزيل من نفسه التخوف هو أهم الخطوات التي لا بد لي أن أفعلها. بعدها يدرك المريض أن كوني ممرضة لا يلغي أبدا قدرتي وخبرتي على تقديم العلاج الذي يريده والذي تدربت عليه وأملك الخبرة التي تؤهلني للقيام به بشكل أكثر من مُرْضٍ.
افعل كل هذا مع ابتسامة رضا مع كل حالة تخرج من العيادة وهي راضية.