Saturday 3rd June,200612301العددالسبت 7 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الطبية"

حديث الأسبوع حديث الأسبوع
الليزر بين الطب والتجارة
أحمد الكبيّر

الليزر تقنية حديثة نسبياً تقوم على أساس استخدام الضوء وإعادة تركيز إشعاعاته بشكل أكثر قوة ودقة ومن ثم استخدامها في العديد والعديد من الاستخدامات في شتى المجالات.
في المجال الطبي يستخدم الليزر في أمور عديدة ومنها على سبيل المثال استخدامه في مجال علاج قصر النظر وفي مجال علاج الجلد والبشرة وكم من إنسان سعد لعلاج قصر نظره بالليزر بدلاً من الجراحة.
استخدامات الليزر تلك وغيرها لم تأت إلا بعد جهود حثيثة ومضنية قام بها العديد من العلماء والمختصين في الفيزياء والطب والهندسة والحاسب، وبالطبع لم يكن لتلك الجهود أن ترى النور بدون وجود تمويل كبير ومستمر لدعم تلك الأبحاث طوال مراحلها العديدة.
هذا التمويل الكبير كان يأتي من قطاع الأعمال التجارية بالدرجة الأولى.
والمنشآت التجارية بفلسفتها القائمة على تقديم منتجات وخدمات مميزة للناس تمكنها من تحقيق الأرباح التي تطمح لها لم تقم بدعم هذه الأبحاث وغيرها لدوافع خيرية فقط.
الدافع الخيري يوجد أحياناً، إلا أن الدافع الأساس لها هو المستقبل.
هذه المنشآت تؤمن وتسعى لمستقبل أفضل.
وهي بالتالي تضع الاستراتيجيات والخطط المحددة التي تعمل من خلالها للوصول لذلك المستقبل الأفضل، ودعم أبحاث التطوير للاستخدام والتقنيات الجديدة هو أحد مفردات الإستراتيجية لديها.
الطب وبقية العلوم في وفاق مع التجارة في ذلك ويحمدون لها دعمها للأبحاث العلمية وذلك للحاجة الملحة لهذا الدعم لعمل تلك الأبحاث ولما يعود به من نفع للناس في النهاية فيما يؤدي إليه من اكتشافات تيسر سبل الحياة.
إلا أن الطب وتحديداً الأطباء يعتبون ويجزعون بل ويلومون التجارة وتحديداً التجّار في المبالغة في استخدام تلك التقنيات والاكتشافات بشكل قد يتعارض مع المبادئ والأخلاقيات الطبية.. ويجعل الأمر وكأنه تجاري بحت، دون أي اعتبار آخر، والحقيقة بعضها أو كلها أن الأطباء محقّون في ذلك، إذ أن معاناة بدأت تظهر في المبالغة في استخدام الليزر - مثلاً - دون إشراف طبي كامل أو بإشراف محدود مع تغليب النظرة المادية.
صحيح أن تلك الأجهزة باهظة الثمن وتتطلب توسعاً في استخدامها لتغطية تكاليفها وتحقيق نسبة من الأرباح لاحقاً، إلا أن الأمر لا يجب أن يدخل فيه الحس المادي لأنه ضار ويؤدي لعواقب غير جيدة على الإطلاق تتعارض مع مبادئ الطب وتؤدي إلى الإضرار الشديد بسمعة الجهة التي بالغت في استخدام تلك التقنية على حساب مرضاها.
الطب في أول الأمر وآخره خدمة إنسانية سامية، هذه الخدمة تحتاج للتجارة لتدعمها وتطورها لكن بحدود.. حفاظاً على سمو الخدمة وشرف المهنة وسمعة التجارة.
هذا ودمتم بحفظ الله...

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved