Saturday 3rd June,200612301العددالسبت 7 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

لما هو آت لما هو آت
الصورتان
د. خيرية إبراهيم السقاف

يبدو أن التغيرات الجارية في المجتمع جاءت بقضّها وقضيضها...
وأظهرت في أول المشاهد مسحة داكنة على وجه السطح؛ إذ أبرزت جانبين لصورة واحدة؛ إحداهما مضيئة والأخرى مظلمة...
في حين جانب الإيثار والتّعفف يُحرّض على السؤال ومدّ اليد ولا أدلّ على هذا من الصمت على الحاجة في الجانب المضيء للصورة في مواجهة رهق الخدمات العامة واستهلاكها اليومي على ذوي الدخل المحدود، نجد الجانب المظلم للصورة يحرّض جانب الحاجة ذاته على انتشار الشحاذة بأساليب رفيعة، وبأخرى وضيعة؛ حتى غدت الشحاذة مهنة حديثة يتنافس عليها المتنافسون..
لم تكن الشوارع على ما هي عليه في السنوات الأخيرة من طوابير الملتحفات بالسواد، وأكفهن تلاحق زجاج العربات، ولا الأرصفة العاجّة بقيلولة تعتمرها أجساد المراهقين أطفالاً ونساءً وكباراً في ملاحقة عجلات العربات؛ من أجل حفنة ريالات.
في الصورة المقابلة هذا التسارع في تفاوت أقدام النساء في طوابير الإدلاء بشهاداتهن للإجابة عن أسئلة قادمة من خارج المدار محاورها: هل المرأة تتمتع بحرية العمل والقرار الذاتي والمشاركة في حراك المجتمع؟..
حدّث ولا حرج عن أنماط الشهادات التي طغت على السطح ركضاً للظهور الإعلامي في الصحف والفضائيات والمذياع والمواقع الإلكترونية، بل في المحافل والمنابر؛ لقول ما يكشف عن حاجة أو رغبة أو توجّه أو قناعة أو تبعية أو اندفاعية أو جهل أو.. أو.. بمثل ما تقرأ الشهادات المطروحة علناً لا غموض فيه..
وأشفق على الأسلاك في كهرباء العربات، وفي أسلاك الهواتف، وفي مكائن الطباعة، وتظهير الصور من هذا الضغط المرهق للعمل من أجل المرأة؟
بل أشفق على القلوب التي في الصدور والآذان التي في الرؤوس..
والصور المتناقضة ذات الجانبين المضيء والمظلم تترى وتتلاحق وتعجّ بها المدارات من حولنا......
الذي يلفتني صورتان: الشحاذة والمرأة
لا أدري أيّ خيط يربط بينهما؟
لا أدري، لكني قد أدري كما تدرون...!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved