* الرياض - صالح العيد :
أكد أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن جهود المركز من خلال عقد ندوة الصالونات الثقافية التي اختتمت مؤخراً بمكة المكرمة إنما هي لدعم صور وأشكال الحوار المتعددة في وطننا العزيز وتشجيعها ودفعها نحو التواصل مع مثل هذه الظواهر الحوارية البارزة ومنها الصالونات الثقافية، واستثمار جهودها الاستثمار الفعّال لنشر ثقافة الحوار: اتساقاً مع أهداف المركز وجعلها نمطاً من أنماط الحياة في المملكة.
وقال إن مثل هذه المؤسسات الحضارية المنتشرة في كثيرٍ من مناطق المملكة تقوم بدور كبير في تعضيد الفعل الثقافي الحواري، ولها تجاربها الحوارية الأثيرة والطويلة التي أسهمت في خلق نمط من أنماط التواصل الثقافي والأدبي والعلمي بين علمائنا ومفكرينا وأدبائنا ومثقفينا بطرحها عدد كبير من القضايا الثقافية والوطنية المتنوعة.
وأشار ابن معمر إلى أن مبادرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتبنّي إقامة هذا اللقاء الحواري الثقافي، لهذه الصالونات الثقافية، هو للتعرف على عطائها، ومد جسور التواصل والتعاون معها والقراءة المشتركة لما يجب أن تقدّمه لخدمة المجتمع في إطار الثقافة والفكر وللاطلاع على رؤى وأفكار أصحاب هذه المنتديات وجهودهم المبذولة في خدمة هذا الوطن المعطاء والذين جعلوا من العمل الثقافي خياراً مهماً في مسيرة حياتهم؛ وإمكانية إقامة شراكة مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، يمكن على اثر ذلك بلورة آلية للتعاون المشترك في هذا الخصوص.
كما أكد الأمين العام أن عقد هذا اللقاء وفق مفهوم الشراكة الفاعلة على المستويات المختلفة في إشاعة (ثقافة الحوار)؛ وترسيخ (الاعتدال)؛ وتكريس (الوسطية)؛ وإرساء قيم (التسامح) والمساهمة في (تغيير الأفكار) و(المفاهيم) من خلال (الانفتاح) على وسائل المعرفة الإنسانية أيضاً بتشجيع أجواء الحوار، مطلعة على مختلف أفرع المعرفة؛ إدراكاً من المركز لما تقدمه هذه المنتديات من خدمة جليلة للناشئة بربطهم بالشخصيات المثقفة والفاعلة في المجتمع، لفتح باب الحوار حول العديد من القضايا بمشاركة من هؤلاء المثقفين للتواصل الحضاري مع مختلف شرائح المجتمع خصوصاً شرائح الشباب الذي حبوا هؤلاء وقدَّروا دورهم الثقافي، وحضورهم الفاعل لفتح نوافذ الحوار الوطني حول العديد من مستجدات العصر.
وأضاف ابن معمر أن المركز يسعى إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين مواطني هذا الوطن أفراده وفئاته رجالاً ونساءً بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على العقيدة الإسلامية ويعزز الوحدة الوطنية، وأن المركز يضع نصب عينيه الأهداف التي يسعى لتحقيقها لمواجهة تحدي بناء الإنسان السعودي تربيةً ووعياً وسلوكاً والتزاماً، من خلال المساهمة في بناء المجتمع الذي تسوده المحبة والإخاء، وروح التسامح في صورتيها: الأصيلة وما فيها من تلاحم وتعاون، والمعاصرة وما فيها من تنظيم ومؤسساتية؛ لحماية المجتمع وترشيده، وبناء روح (الإنجاز) وقبول التحدّي: وبناء النظم والآليات التي تُعين على استغلال موارد الوطن، وثرواته البشرية والمادية وتوظيفها لتطويره ونمائه، وكذا إتاحة المشاركة للجميع بكل تسامح وتقدير؛ لفتح أبواب الحوارات كافة بما يعزز الحوار الاجتماعي، الاجتماعي بين كافة التوجهات الثقافية المختلفة.
واشار ابن معمر إلى أن ذلك يأتي من خلال العمل على تحقيق الأهداف التالية:
1 - تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف.
2 - الإسهام في صياعة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البنّاء.
3 - معالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته.
4 - ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوباً للحياة ومنهاجاً للتعامل مع مختلف القضايا.
5 - توسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية.
6 - تفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة.
7 - تعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج.
8 - بلورة رؤى استراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته.
والمركز؛ وهو يسعى إلى تحقيق هذه الأهداف السامية؛ وضع ضوابط مهمة للحوار والتدارس والتناقش؛ ليصيغ تجربة وطنية ناجحة نفخر بها وبإمكاناتها.
| 
"محليــات"