أكَّد أن له محاولات كتابية في عدد من الصحف المحلية..
.. هكذا بدأ خالد المالك من أول سلم وأول أبجدية أحبها فأحبته، أعطاها وقته وأعطته رئاسة التحرير، دفعه الشيخ عبد العزيز المسند إلى الاستقالة وهو ناشئ بعد أن أجهض أولى أفكاره الصحفية.
وتطرَّق إلى أن استقالة عبد الرحمن المعمر من رئاسة التحرير وتعيينه خلفاً له ليكون هذا التعيين محطته الأولى والأكثر أهمية في حياته المهنية.
وأضاف حول تجربته أن إصدار صحيفة (الجزيرة) بشكل يومي كان مغامرة، ولم يكن الاحتفاء بالعدد الأول كبيراً، ونسبة المرتجع إلى ما بيع من هذا العدد لم يكن مرضياً أو مريحاً لنا، وبعد استكمال الإمكانيات البشرية والفنية والطباعية والتسويقية والإدارية بدأ النجاح الفعلي ل(الجزيرة).
وقال إنه عرض فكرة إصدار صحيفة (المسائية) خارج مؤسسة (الجزيرة) على الشيخ صالح كامل الذي استحسن الفكرة دون حماس زائد منه، وإنه توجه لوزير الإعلام آنذاك الدكتور محمد عبده يماني وشرح له ما دار بينه وبين صالح كامل وقد أنهى الاجتماع دون أن يلمس منه أيضاً دعماً وتأييداً للفكرة.
وأضاف أنه خلال وجوده في تونس صدر ملحق مسائي عن (الجزيرة) لتغطية نشاطات القمة الخليجية وبعد عودته وجدها فرصة مؤاتية لوضع وزارة الإعلام أمام الأمر الواقع للقبول بها فيما بعد صحيفة يومية مسائية.
محطات كثيرة تطرَّق إليها الزميل خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) خلال إلقائه محاضرة تحت عنوان (شيء عن تجربتي الصحفية).. حيث كان ضيف شرف الدورة التدريبية المتخصصة عن فن التحرير التي أقيمت بمعهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية التابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وفيما يلي نص اللقاء:
***
فاجأني أخي الدكتور يحيى محمود بن جنيد الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حين طلب مني أن أكون بينكم هذا الصباح (ضيفاً شرفياً) في الدورة التي ينظِّمها معهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية عن فن التحرير الصحفي، وأن تكون مشاركتي في الدورة بإلقاء محاضرة عن تجربتي الصحفية، كانت المفاجأة سارة بالنسبة لي ولا شك، إذ مكنني الدكتور من أن ألتقي بكم، لأحدثكم عن تجربتي الصحفية، وأن أقول لكم شيئاً - ربما - أفادكم، وأن أستمع منكم إلى ما قد يفيدني في عملي ويضيف جديداً إلى خبرتي وتجربتي الطويلة في هذا الميدان.
* * *
أريد بدايةً أن أصارحكم بأن أصعب شيء - من وجهة نظر شخصية - أن يتحدث المرء عن شخصيته وعن تجربته بنفسه..
فهو يظلم نفسه - أولاً - إن هو تحدث عنها بما قد لا يرتاح لمن يستمع إليه، انطلاقاً من اقتناع مؤداه أن هناك مَن لا يتفق مع ما سيستمع إليه عن هذه التجربة أو تلك، مهما حاول صاحبها أن يكون أميناً وصادقاً في نقل صورة عنها..
وهو يظلم نفسه - ثانياً - إن هو أحاط نفسه بمجموعة من المحاذير التي قد تجرد تجربته من حقائقها ومضامينها الواقعية، فلا يقول عنها ما ينبغي أن يعرِّف بها من يهمه أن يكون قريباً منها.
* * *
وبالاقتراب من هذا التصور أو الفهم الشخصي له..
وأمام هذا الشعور بالحذر من أن يُساء الفهم أحياناً..
أو أن يُقال عن تجارب الآخرين بما لا ينبغي أن يُقال عنها..
فقد خسرنا وسيلة الاتصال للوصول إلى تجارب ثرية وغنية لدى كثيرين في مجالات عدة..
وابتعدت المسافة بيننا وبين معرفة تلك الذكريات الجميلة والخبرات الجيدة لرموز بعضهم أحياء وبعضهم الآخر وَدَّعُونَا دون أن يتركوا لنا سجلاً بإنجازاتهم.
* * *
مع أن الحياة لكل منا تعد بمثابة صندوق تجارب غنية بما يحسن أن يقال عنها..
وخزائن نفيسة بالذكريات الرائعة..
وهي - باختصار - محطات فيها ما فيها من العطاءات الجميلة ونقيضها..
وعلى المرء - وهذا ما أتمناه - أن يملك الشجاعة في تسجيل تجربته مهما كانت متواضعة والبوح بها توثيقاً لمرحلة من حياته، لكن - مع شديد الأسف - فلا أحد منّا يفعل هذا، ومَنْ قرأنا لهم من ذكريات ومذكرات وتجارب، هي بنظري من حيث عددها حالات استثنائية رغم ثراء الكثير منها بما نتمناه وندعو إليه.
* * *
ففي كل ميدان من ميادين الحياة..
وفي جميع التخصصات..
وحيثما طرق الإنسان باباً من أبواب العمل..
في دياره..
أو عندما يهاجر مغترباً من أجل لقمة العيش، أو سعياً للاستزادة من الخبرات الأجنبية والعلوم في غير بلاده..
فإنه في سعيه هذا..
وفي مشواره الطويل في الحياة..
ستصاحبه وترافقه في مشوار حياته الكثير من التراكمات المتنوعة لجوانب يَحْسُنُ بالمرء أن يسجلها ويُعرِّفُ الناس بها..
فهي جزء مهم من التاريخ الإنساني والعملي ليس لصاحبها - بمفرده - فقط ولكنه للناس جميعاً..
لأن ذلك يمثل جزءاً من حِقْبَةٍ تاريخيةٍ مهمةٍ قد لا يُستكمل توثيقها بدون أن يلم الدارسون بشيء من تجارب الآخرين عن فترة زمنية فيها.
* * *
هكذا تبدو الصورة لي وأمامي واضحة ومؤطرة وزاهية بألوانها وزواياها..
على الرغم من تفهمي لحذر بعض الناس من أن يتحدثوا عن أنفسهم..
وخوفهم من أن يصدموا بما قد يقوله الآخرون من شيء يسيء لما جاء ضمن توثيقهم لتجاربهم..
وهو ما قد يكون سبباً في اضطرار الكثيرين إلى العزوف عن تسجيل ذكرياتهم وتجاربهم.
* * *
وقد يكون من المشاهد لي ولكم أيضاً أن أغلب التجارب التي لاحظنا أن أصحابها امتلكوا ناصية الشجاعة وكتبوها عن أنفسهم، كانت في المراحل المتأخرة جداً من حياتهم..
بل إنَّ بعضَها لم ترَ مذكراتُهم النورَ ولم نقرأ عنها شيئاً ولم نستزدْ معرفةً بها إلا بعد أن رحلوا من الحياة.
* * *
الخوف والحذر ثم الخشية من التفسير والتأويل الخاطئين، ربما قادتنا إلى اعتبار ذلك دليلاً ودلالةً وسبباً في أن كثيراً من الشخصيات لم يكتبوا مذكراتهم، بل تطوع مَنْ كتبها لهم وعنهم إما بعد وفاتهم، أو وهم يحتضرون، مما أزال الحرج عنهم، وترك مسافة كبيرة بين ما كانوا يخشونه وما كان يمكن أن يُقال عن مذكراتهم لو أنها صدرت بأقلامهم وتأليفهم.
* * *
وما دمنا نتحدث عن تجربة الإنسان في عمله أو في حياته كلها..
فعلينا أن نتذكر، أن هناك مَنْ لا يقبل من حيث المبدأ أن يعرض تجربته للآخرين، وفق قناعات شخصية خاصة به، ودون أن ينكر على غيره مثل هذا العمل..
وحين تسأله، ربما لا تجد أنَّ لديه ما يقنعك به حول هذا الموقف المتصلب الرافض لتسجيل ذكرياته وخبراته وتجاربه على الرغم من أهميتها..
ومثل هذا الموقف يشكل أحياناً جزءاً مهماً من شخصية الإنسان وفلسفته في الحياة وطبيعة تعامله مع ما يُعَدُّ بنظر المختصين جزءاً من التاريخ الذي ينبغي أن يدوَّن.
* * *
وأنا هنا لا أتحدث عن الإصدارات والمذكرات المثيرة عن تجارب لبعض الشخصيات العالمية..
فهذا النوع - مع الاعتراف بأهميته - له من المحفّزات ما يكفي لاقتناع صاحبها بأهمية عرضها على الناس وإطلاعهم على ما تتميز به من معلومات مثيرة.. حيث الحوافز المالية الكبيرة التي تقدم لأصحاب هذه المذكرات..
ومثلها التسابق في تقديم الإغراءات من دور النشر حول نوع الطباعة وعدد اللغات التي سَتُتَرْجَمُ بها، وسعة الانتشار، والخدمة التسويقية المتطورة، وما إلى ذلك من استخدام للأسلوب الروائي المتمكن من حيث الصياغة واللغة، أو باللجوء إلى أساليب أخرى لإيصال هذه التجربة أو تلك إلى الناس، دون أن يكلف صاحب هذه التجربة نفسه في كتابة مذكّراته، حيث المساعدون المهرة والمتخصصون في هذا المجال.
* * *
أردت بهذه المقدمة الطويلة أن أضع أمامكم مسافة كبيرة بين ما تتوقعونه أو تنتظرونه مني وما سأقوله لكم عن شيء من تجربتي الصحفية..
إذ يتعذر عليَّ أنْ أقولَ لكم كُلَّ شيءٍ عن هذه التجربة مهما كان اعتزازي بها ورغبتي في البوح بها؛ حتى لا يُساء فهمها أو يُفسر قولي بغير ما أعنيه، وهي - على أي حال - تجربة ربما أنَّ ظروفاً كثيرةً كانت ضمن مَنْ ساعد في بلورتها واستكمال شخصيتها على النحو الذي تعرفونه أو يعرفه بعضكم.
* * *
ومهما تحدثتُ عن تجربتي دون النظر إلى كل تلك المحاذير التي أشرت إليها، فإنَّ الكلامَ فيها كثيرٌ ومتنوعٌ، لكنه قد يكون من المتعذر أنْ أختزلَ لكم تجربة صحفية عمرها أكثر من أربعين عاماً في ساعة واحدة أو أكثر..
غير أني سأختارُ من ذاكرتي شيئاً من تجربتي في مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر فحسب، حيث تصدر عنها صحيفة الجزيرة وكذلك صحيفة المسائية قبل احتجابها، بما أنَّ لي في هاتينِ الصحيفتينِ إسهاماتٍ ربما يراها البعض بأنها كبيرة ومؤثِّرة في مسيرة الصحيفتينِ، وسأراعي في ذلك الانتقاء المناسب والاختصار الشديد.
* * *
بالنسبة ل(الجزيرة) فقد بدأت عملي أولاً بصحيفة الجزيرة (الأسبوعية) قبل أكثر من أربعين عاماً، وكانت بداية عملي فيها محرراً رياضياً، أعد للصحيفة صفحة رياضية واحدة في الأسبوع، وأحياناً يسمح لي المسؤول عن التحرير في الصحيفة بزيادة المساحة إلى صفحتين كلما ارتفع صوتي ملحاً ومقنعاً بأهمية ذلك..
ولم تكن الرياضة آنذاك بمثل ما هي عليه اليوم من إمكانات مالية وبشرية وفنية كبيرة، وكان ينقصها التنظيم والمقارّ والملاعب والاحتكاك مع المنتخبات الأجنبية من خلال الاتحادات الإقليمية والقارية والدولية بسبب أن الاتحادات الرياضية لم يكن لها وجود عندنا.
* * *
وعندما التحقت بصحيفة الجزيرة كانت لي محاولات كتابية سابقة في عدد من الصحف المحلية، لكن الارتباط الحقيقي بالصحافة بدأ من صحيفة الجزيرة، حيث أدى التزامي معها إلى فك ارتباط تعاوني ومشاركاتي مع الصحف الأخرى منذ ذلك اليوم وإلى الآن..
كانت صحيفة الجزيرة منذ انضمامي لها من غير رئيس تحرير، وكان زميلنا الأستاذ راشد الفهد الراشد يمارس عمل رئيس تحرير الصحيفة بالتكليف، وراشد له اهتمامات رياضية وممن شارك في تأسيس نادي النصر في بداياته بعمله سكرتيراً عاماً للنادي، وهو ما سهّل عليّ إقناعه بإصدار ملحق رياضي أسبوعي تحت إشرافي بعد مضي أسابيع قليلة على صدور القرار بتعييني محرراً رياضياً بالصحيفة.
* * *
كانت المصادفة أن معالي الشيخ فيصل الشهيل يعمل أيضاً مديراً عاماً لمؤسسة الجزيرة، إضافة إلى عمله وكيلاً مساعداً في وزارة المواصلات، وهو أيضاً من ذوي الاهتمام بالرياضة وكان موقعه في مجلس إدارة الهلال رئيساً أو نائباً للرئيس لا أتذكر..
لقي اقتراحي بإصدار ملحق رياضي تجاوباً سريعاً وموافقة غير مشروطة من مدير عام المؤسسة ورئيس تحرير الصحيفة بالنيابة للبدء فوراً في إصداره أسبوعياً، وكان فرحي بذلك كبيراً إذ إن هذه الموافقة تعني فيما تعنيه أن أمامي مساحة كبيرة لاستيعاب ما يساعد على نجاح الجزيرة في التغطيات الرياضية المناسبة في ظل منافسة شديدة مع صحف يومية أقدر من الأسبوعيات على التقاط الخبر والتعليق على الحدث في التوقيت المناسب.
* * *
لكن هذه الفرحة بصدور ملحق الجزيرة الرياضي ما كادت تكمل شهرين من عمرها، حتى فاجأنا مدير عام المؤسسة الأستاذ فيصل الشهيل بالسفر إلى خارج المملكة في مهمة رسمية، وكأننا كنا على موعد مع سفره لإجهاض إصدار ملحق الجزيرة الرياضي دون تهيئة أو تحضير لإعلام القراء ولو بالمسوغات والأسباب التي أدت إلى الإقدام على هذه الخطوة..
فقد صدر قرار المدير العام بالإنابة الشيخ عبد العزيز المسند في ظل غياب الأستاذ الشهيل وقبل يوم من صدور الصحيفة بإيقاف الملحق والاكتفاء بصفحتين رياضيتين أسبوعياً فقط، حاولنا ثنيه عن القرار وإقناعه بأهمية صدوره فلم يُسمع لنا صوتٌ، واقترحنا عليه تأجيل القرار ولو لأسبوع واحد فقط حتى نتمكن من إصدار الملحق الذي كان جاهزاً من حيث الإعداد والإخراج ولم يبق إلا طباعته فلم ينل اقتراحنا شيئاً من القبول.
* * *
التزمنا بالقرار كما أتذكر..
وصدرت الجريدة بدون ملحقها الرياضي الأسبوعي..
وظهرت التغطية الرياضية فيها متواضعة وخجولة..
ولحظتها فكرت بالاستقالة..
فقد صدمني هذا القرار المفاجئ..
وقتل الطموح والحماس عندي وأنا الصحفي الناشئ..
غير أني تداولت الرأي بيني وبين نفسي حول ما إذا كانت هناك مسوغات لدى المدير العام بالإنابة الشيخ المسند لاتخاذ قرار كهذا بحجب الملحق الرياضي عن قرائه..
وقلت لعل من تصرف بإيقاف الملحق الرياضي عن الصدور على حق أو بعض حق ونحن نلوم.
* * *
كانت صحيفة الجزيرة تصدر في ست عشرة صفحة فقط - إن لم تخن الذاكرة - خصص نصفها للرياضة والنصف الآخر للإعلانات والمواد الصحفية الأخرى..
وهذا يعني أن هناك سوء تنسيق أو خللاً في توزيع المساحات أو الصفحات على المواد الصحفية..
وتساءلت يومها: هل هذا هو ما دفع بمدير عام المؤسسة بالإنابة الشيخ عبد العزيز المسند إلى اتخاذه هذا القرار وإصراره عليه؟..
ووجدت نفسي أجيب على تساؤلي: إذا كان قد فعل هذا من أجل أن يوازن بين جميع المواد في إعطاء المساحات ومن غير أن يكون هناك أي انحياز للرياضة فهو في هذا على حق.
* * *
كان مسوغ الزميل المكلّف بعمل رئيس التحرير راشد الفهد الراشد وكذلك المدير العام الأستاذ فيصل الشهيل، أن الانحياز إلى الرياضة له هدف تسويقي يفيد الصحيفة ولو كان ذلك على حساب الاهتمام بالمواد الأخرى التي ينبغي على الصحيفة أن تعطيها المساحة التي تستحقها..
لكن وجهة نظر المدير العام بالإنابة الشيخ المسند الذي أوقف الملحق عن الصدور كانت مختلفة تماماً، وهو بالمناسبة لم تكن له اهتمامات أو متابعات للرياضة، ولهذا فربما كان يرمي من خلال تحجيم المساحة المعطاة للرياضة إلى رغبته بأن يزرع حب الأعمال الصحفية الأخرى لدى قراء (الجزيرة) ولو بعد حين، لينافس بها الصحف الأخرى التي كانت تعطي الاهتمام للرياضة ما لا يعطى لغيرها من المواد الصحفية.
* * *
لم يهزمني هذا القرار على الرغم من قسوته..
وكان محكاً حقيقياً لمعرفة مدى صمودي وتحملي مهنة المتاعب..
فبقيت أشرف على صفحتين رياضيتين لمدد طويلة دون أن أصاب بالملل أو الشعور بالإحباط.
* * *
وفجأة - وفي ظل هذه الأجواء - تم تعيين الزميل الأستاذ عبدالرحمن المعمر رئيساً لتحرير صحيفة الجزيرة؛ فاستقال الزميل راشد الفهد الراشد على الفور، فيما ظل الأستاذ فيصل الشهيل في موقعه مديراً عاماً للمؤسسة..
فتح لي المعمر الفرصة لأشرف على صفحة للمنوعات، وأشركني في إعداد صفحات المحليات، وبدأت أعطي رأيي ومشاركتي عن بعد بما كان ينشر في الصفحة الأولى من الصحيفة، وزيدت لي صفحات الرياضة إلى أربع صفحات على شكل ملحق أسبوعي.
* * *
أمضيت مع رئيس التحرير الزميل عبدالرحمن المعمر سنوات من عمري أعمل محرراً في صحيفة الجزيرة، ولم يكن يشعرني آنذاك باهتمامه بالرياضة، لكنه لم يكن يمانع في إعطائي مساحة مناسبة لها، وكان تقديره لي عالياً ومشجعاً للاستمرار معه بعد استقالة الزميل راشد الفهد الراشد الذي ساندني ودعمني كثيراً قبل استقالته في حدود ما كان لديه من صلاحيات.
* * *
وكانت المفاجأة الأخرى والجديدة بعد ذلك أن استقال الزميل عبدالرحمن المعمر من رئاسة التحرير ليتم تكليفي بعمل رئيس التحرير بعد أن صدر قرار من مجلس إدارة المؤسسة بتعييني مديراً للتحرير..
ليتم بعد ذلك بشهور اختياري رئيساً للتحرير خلفاً للأستاذ المعمر لأكون بذلك ثالث رئيس للتحرير بعد الزميل عبدالعزيز السويلم والزميل عبدالرحمن المعمر، وكان تعييني رئيساً للتحرير هو المحطة الأولى الأكثر أهمية في عملي بالصحافة.
* * *
إذ ما إن صدر ترشيح الجمعية العمومية لي لأكون رئيساً لتحرير صحيفة الجزيرة وموافقة وزارة الإعلام على ذلك، حتى بدأت أخطط وأعد الترتيبات الضرورية لإصدار الصحيفة يومياً..
فقد كان الترخيص للجزيرة أن تكون صحيفة يومية، لكنها ظلت على مدى تسع سنوات تصدر صحيفة أسبوعية، مع أن مؤسسة الجزيرة التي تصدر عنها صحيفة الجزيرة تعدّ أول مؤسسة صحفية محلية تمتلك مبنى ومطابع خاصة بها، وهذه من متطلبات الصحافة اليومية..
تداولت الرأي مع مدير عام المؤسسة آنذاك الأستاذ صالح العجروش، الذي أيَّد الخطوة وشجَّعها ودعمها وساندها في مجلس الإدارة وأمدّها بوقته وجهده وعطاءاته إلى أن صدرت الموافقة بصدورها يومياً.
***
أتذكر أن رئيس مجلس الإدارة معالي الشيخ عبد الله عبد العزيز السديري، سأل مدير عام المؤسسة الأستاذ العجروش خلال الاجتماع الذي ناقش طلب الإصدار اليومي عن إمكانات المطابع والقدرات البشرية في تلبية متطلبات الإصدار اليومي، فكانت إجابة العجروش حاسمة بأن إمكانات المؤسسة الطباعية والإدارية قادرة على إنجاز إصدار الجزيرة يومياً..
ثم وجَّه سؤاله بعد ذلك إليَّ: وماذا عن استعداد أسرة التحرير وقدراتها على القيام بعمل كبير كهذا، وما مخططاتكم لتقديم صحيفة بإمكانها أن تنافس الصحف اليومية التي سبقتها في الصدور منذ سنوات؟ وكانت إجابتي عن تساؤلاته تحمل الكثير من التفاؤل والثقة لبلوغ النجاح المنشود، مؤكداً أننا جاهزون لإنجاز ما هو مطلوب منا.
* * *
وللإنصاف فقد كان أعضاء مجلس الإدارة دون أن أستثني أحداً منهم مؤيّدين وداعمين ومساندين للفكرة بعد طول انتظار، وكان أكثرهم حماساً وتأييداً في ذلك معالي رئيس مجلس الإدارة الشيخ عبد الله السديري وسعادة عضو مجلس الإدارة الشيخ عبد الله بن خميس ومعالي عضو مجلس الإدارة الأستاذ فيصل الشهيل..
وللتاريخ أيضاً فقد كان تحويل (الجزيرة) من صحيفة أسبوعية إلى صحيفة يومية مغامرة بحق..
ولو فكرت يومها في الإمكانات المتاحة آنذاك واستقبلت من أمري ما استدبرت لما أقدمت على تبني إصدار الصحيفة يومياً؛ إذ إن عدد أفراد أسرة تحرير الصحيفة لم يزد في ذلك الحين على خمسة أشخاص ليس بينهم متفرغ واحد يعمل بالصحيفة..
وكانت الإمكانات المالية من التواضع بدرجة كان صالح العجروش يقرض الرواتب للعاملين من حسابه الخاص..
غير أن توفيق الله أولاً، ثم تعاون الزملاء وجديتهم في العمل ساعد على تسارع خطى النجاح، حتى ان الصحيفة أصبحت في غضون ثلاث سنوات الصحيفة السعودية الأولى من حيث المبيعات وحجم الإعلان والأرباح المحققة في نهاية كل عام.
***
كان إصدار (الجزيرة) يومياً تجربة كبيرة وغنية بالنسبة لي..
فقد أسعدني كثيراً أن أقود فريقاً صغيراً لإصدار الجزيرة كل يوم بعد تسع سنوات من الانتظار الذي صاحبه الخوف والتردد في إصدارها يومياً من زملاء أكفاء سبقوني إلى كرسي رئاسة التحرير..
وأسعدني أكثر ذلك النجاح السريع الذي فاق التقديرات والتوقعات عندما كان موضوع الإصدار اليومي على طاولة المناقشات في مجلس الإدارة واللجان التي كانت تشكل من أجل هذا الغرض وتكتفي بالتوصية بإصدارها يومياً مصحوباً بشيء من الخوف والحذر؛ ليحول ذلك دون إقدام المؤسسة على إصدارها يومياً.
***
صدر العدد الأول اليومي من صحيفة الجزيرة بثماني صفحات في الثاني عشر من شهر شعبان من عام 1392هـ الموافق العشرين من شهر سبتمبر من عام 1972م ومثلما توقعنا فلم يكن الاحتفاء به كبيراً، إذ إن نسبة المرتجع إلى ما بيع من هذا العدد لم يكن مرضياً أو مريحاً لنا..
وكنت أتوقع هذا، فقد كتبت افتتاحية هذا العدد، بعنوان (هذه بداية) وذكرت في ذلك المقال أن هذا العدد يمثل جهداً متواضعاً وبداية لا نرضى أن نكون دائماً بهذا المستوى، وأشرت في ذلك المقال إلى أن ما نقدمه يأتي مخاضاً لفترة زمنية عن جهد لم تكتمل الاستعدادات اللازمة والضرورية له بعد، وإن هذا العدد يعد تجربة لخطوة جديدة تحتاج منا إلى أضعاف ما كنا نبذله من جهد في الجزيرة الأسبوعية، ولهذا فلم تكن مفاجأة لنا أن يستقبل القراء العدد الأول من (الجزيرة) اليومية بمثل ما استقبل به من جفاء.
***
بدأنا بعد ذلك وبالتدريج نستكمل الإمكانات البشرية والفنية والطباعية والتسويقية والإدارية بالتنسيق والتعاون مع مدير عام المؤسسة الأستاذ صالح العجروش ومشاركة معاونيه في ذلك..
فاختصرنا بهذا التعاون الزمن المقدر للوصول إلى الأهداف المتوخاة في إصدار يومي مطلوب وضروري في مدينة الرياض..
وبدأ النجاح الفعلي للجزيرة إثر ذلك يتوالى..
حضور صحفي متميز..
وتسابق من الصحفيين للعمل بها..
ونجاح تسويقي مشهود..
لينتهي بنا المطاف على إجماع قراء الصحف المحلية بأن الجزيرة هي الصحيفة الأولى في الحضور والمتابعة والنتائج الصحفية والمالية.
***
ونجحنا إلى جانب ما أشرت إليه في أن نقدم إلى الصحافة السعودية والعربية من خلال حضورهم المتميز في صحيفة الجزيرة قيادات صحفية متفوقة من بين من كانوا ضمن أسرة تحرير صحيفة الجزيرة في ذلك الوقت، وبينهم الزملاء عثمان العمير رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الأسبق وعبد الرحمن الراشد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السابق ومحمد التونسي رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية السابق ومحمد الوعيل رئيس تحرير صحيفة اليوم وعلوي الصافي رئيس تحرير مجلة الفيصل السابق ومطر الأحمدي رئيس تحرير مجلة لها وحمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية وسعد المهدي رئيس تحرير صحيفة الرياضية وفهد الفريان رئيس تحرير مجلة الغرفة التجارية بالرياض ومحمد العوام نائب رئيس تحرير الشرق الأوسط سابقاً وغيرهم كثير.
* * *
لقد كانت مكاسب الجزيرة وإنجازاتها أكثر من أن أحيطها أو أختزلها في هذه المحاضرة التي تستمعون إليها، لكن التاريخ لا يغيِّب إنجازاً كهذا الذي لا أدعيه لنفسي أو أنفيه عن غيري، وإن كنت ممّنْ قاده وتحمَّل المسؤولية بكل ما صاحبه من تطورات وأحداث، مدعوماً ومسانداً من مجلس إدارة المؤسسة ومديرها العام وزملائي في التحرير وباقي أقسام المؤسسة في كل ما أشرت إليه.
* * *
وفيما يتعلق بصحيفة المسائية ومن خلال مسيرة (الجزيرة) التي خرجت المسائية من عباءتها، ومع كل شواهد النجاح التي لاقت الاستحسان والقبول من قراء (الجزيرة) في ذلك الحين..
لحظنا أن جهاز تحرير صحيفة الجزيرة بدأ يتضخم ويزداد عدده، وتتنوع اهتماماته، وأن أفراده يتمتعون بمهنية صحفية عالية، وأن بمقدور هذا الجهاز أن يصدر صحيفة يومية أخرى إلى جانب صحيفة الجزيرة.
* * *
وكنت قد فكرت بإصدار صحيفة (مسائية) خارج مؤسسة الجزيرة، فعرضت الفكرة على الشيخ صالح كامل بأن يشاركني مع آخرين في إصدارها وكان في بدء شهرته التجارية..
استحسن الرجل الفكرة ولكن دون حماس زائد منه، واقترح عليَّ عرضها على وزير الإعلام معالي الدكتور محمد عبده يماني وأخذ رأيه، ومن مكتب صالح كامل توجهت إلى محمد عبده يماني في مكتبه بالوزارة، وشرحت له ما دار بيني وبين صالح كامل وفكرة الإصدار المسائي الذي لو ووفق عليه سيكون أول إصدار مسائي على مستوى دول الخليج، سألني يومها وما الاسم الذي أقترحه للصحيفة المسائية فقلت له لعل (الميزان) يكون اسماً مناسباً للصحيفة فيما لو ووفق على صدورها، وانتهى اجتماعي بالوزير دون أن ألمس منه أيضاً دعماً أو تأييداً للفكرة أو رفضاً لها.
***
ولما لم أجد ما كنت أنتظره من تجاوب في هذين اللقاءين، فكرت أن أعرض الفكرة على مؤسسة الجزيرة لعل المسائية تصدر عنها، وبالفعل وخلال إحدى الجمعيات العمومية للمؤسسة عرضت الفكرة وسط ضجيج من الأحاديث بين أعضاء المؤسسة المجتمعين، فكان أن تطوع أحدهم بالطلب مني بتقديم دراسة للفكرة، فاعتبرت ذلك إجهاضاً ثالثاً لها وتعاملاً مؤدباً مع صاحبها، ودعوة لي للبحث عن أسلوب آخر يساعد على تنفيذها.
* * *
وخلال اجتماع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مستوى القمة في الرياض عام 1402هـ الموافق 1981م، وأثناء سفري إلى تونس بدعوة رسمية صدر ملحق مسائي عن الجزيرة بإشراف الزميل عثمان العمير لتغطية نشاطات القمة الخليجية التي امتدت اجتماعاتها يومين، ولكن بعد عودتي إلى الرياض مع اختتام أعمال المؤتمر الذي تواصلت أعماله على مدى يومين وجدتها فرصة مواتية لي لاستمرار هذا الملحق في الصدور عن (الجزيرة)، وبالتالي وضع وزارة الإعلام أمام الأمر الواقع للقبول به فيما بعد صحيفة يومية مسائية.
***
غير أنه بعد مرور أيام على انتهاء أشغال مؤتمر القمة الخليجي، وفيما كان ملحق (الجزيرة المسائية) مستمراً في الصدور، اتصل بي وزير الإعلام الدكتور محمد عبده يماني يطلب مني إيقاف صدوره وإلا أصدر قراراً بإيقافه، فطلبت منه إعطائي المزيد من الوقت لاستكمال نشر بقية المواد الجاهزة عن المؤتمر بالملحق فلم يمانع..
لكن الدكتور اليماني عاود الاتصال بي ثانية بعد بضعة أيام يسأل عن الموعد النهائي المحدد لإيقاف صدوره، وكان الملحق قد بدأ بشيء من المناورة يأخذ حجم صحيفة الجزيرة مع إزالة كلمة (الجزيرة) ليبقى فقط باسم (المسائية) مع شعار الجزيرة ولاحقاً باسم (المسائية) ومن دون شعار (الجزيرة) وإنما بشعار جديد للمسائية ضمن الترتيب الخفي لاستصدار قرار بالترخيص للملحق كصحيفة مسائية، فأعطيته موعداً جديداً لم يرضه بطبيعة الحال، وقال ما معناه: ماذا أقول لمن يسألني وأنا الوزير هل المسائية صحيفة مرخص لها، طالما أنها تباع بالأسواق وتوزع منفصلة عن الجزيرة، وما دمتم قد أفرغتموها من مسمى وشعار صحيفة الجزيرة؟!
* * *
وبعد ذلك بأيام ولما لم يقتنع الوزير بوجاهة استمرار صدورها دون سند قانوني فقد طلب مني أن أكتب له عن رغبة المؤسسة في الترخيص بتحويل الملحق إلى صحيفة مسائية يومية تصدر عن مؤسسة الجزيرة، وأنه سيرفع بتوصية للمقام السامي مؤيدة ومساندة لهذا الطلب، فكان أن كتبنا له بما طلبه، وما هي إلا بضعة أيام وإذا بالتصريح للمسائية بالصدور صحيفة يومية مستقلة عن صحيفة الجزيرة لدى مؤسسة الجزيرة، فصدر العدد الأول من الصحيفة بتاريخ 25 محرم 1402هـ الموافق 21 نوفمبر 1981م وكتبت يومها افتتاحية للعدد الأول من الصحيفة متسائلاً عن غيابنا كل هذه المدة الطويلة عن ملء الفراغ الصحفي الرهيب في المساء الجميل، وكيف أننا لا نهتم بالقراء في المساء مثلما نهتم بهم وبهمومهم في الصباح.
* * *
لكن اليماني ومن أجل فك الارتباط بين صحيفة الجزيرة وصحيفة المسائية، وبيني وبين الجمع بين رئاسة تحرير الصحيفتين، طلب من مدير عام المؤسسة الرفع باسم رئيس تحرير لها سريعاً، وظل يتابع ذلك شخصياً وباهتمام غير عادي كرد فعل على أسلوب الإحراج الذي تعرض له بفرض واقع الأمر بالنسبة لهذا المولود الصحفي الجديد، مما اضطرني إلى الاقتراح على مدير عام المؤسسة الأستاذ صالح العجروش ليكون مشرفاً على تحرير الصحيفة أمام الوزارة دون أن يمارس العمل مع استمراري رئيساً لتحريرها بصورة غير رسمية إلى حين اختيار رئيس تحرير لها.
* * *
تلك كانت قصتي مع إصدارين يوميين كان لي شرف تولي الإشراف على إصدارهما..
بكل ما حفلت به مسيرتي معهما من متاعب كلفتني الكثير..
وبكل ما صاحبهما من نجاحات وإخفاقات، ومن بلوغ أو عدم بلوغ لكل الأهداف المرسومة لهما.
* * *
وفي يوم الأحد 24 رمضان 1404هـ الموافق 24 يونيه 1984م حان وقت الوداع المفاجئ وغير المتوقع لدى كثير من قرّاء الجزيرة، فقد قدمت استقالتي من العمل في صحيفة الجزيرة وودعت قرائي بمقال عنوانه (كلمتي الأخيرة) قلت فيها إن هذا الوداع له عندي ألف معنى ومعنى، وأن عزائي أنني أترك (الجزيرة) فخوراً بما هي عليه من إمكانات بشرية ومادية وفنية وبما يمثله اسمها من معنى وشهرة وعنوان للنجاح، لأعود إلى رئاسة التحرير ثانية في يوم الأربعاء 4 رجب 1420هـ الموافق 13 أكتوبر 1999م أي بعد غياب دام أكثر من 15 عاماً.
* * *
ولا بد لي من أن أشير إلى أنه خلال فترة غيابي مرت صحيفة الجزيرة بما كان سبباً في عدم احتفاظها بالموقع المتقدم الذي كانت تتميز به بين زميلاتها، مما لا علم لي بمسوغاته وأسبابه وظروفه بسبب ابتعادي عن الصحيفة وعدم متابعتي لأوضاعها الداخلية، وها هي اليوم وخلال رئاستي الثانية لتحريرها تأخذ - بعون الله وتوفيقه - مكاناً متميزاً ومتقدِّماً بين صحف الصدارة في وطننا الغالي بدعم قوي من رئيس مجلس الإدارة الأستاذ مطلق العبدالله المطلق وأعضاء مجلس الإدارة وتعاون مدير عام المؤسسة الزميل الأستاذ عبدالرحمن الراشد والجدية والإخلاص في العمل من أسرة تحرير الصحيفة، بأمل أن يتواصل العطاء والإنجاز والعمل إلى ما هو أفضل.
* * *
أما المسائية، وبقدر حماسي لفكرتها، ودوري في صدورها، فقد كنت ممن شارك في إطلاق رصاصة الرحمة لإيقافها عن الصدور ضمن رئيس وأعضاء ومدير عام المؤسسة بعد ان تعذر توزيعها في المساء وحجبت الإعلانات عنها، وانفض القراء عن متابعتها، وبدأت تكلف المؤسسة مادياً دون أي عائد معنوي أو صحفي على الرغم مما بذله الزملاء في إعدادها وتحريرها من جهد واجتهادات يشكرون عليها لكي لا تصل المؤسسة إلى قرار يحجبها عن الصدور، غير أنه تبيَّن أخيراً أن أي معالجة لأوضاعها في ظل صعوبة تسويقها لن يكون ذا فائدة لاستمرارها في الصدور.
* * *
هذا بعض ما اتسع به الوقت لإسماعكم بعضاً من تجربتي وشيئاً من خبرتي وقليلاً أنتقيته لكم من ذاكرتي عن تلك الذكريات التي أحتفظ بها من ممارستي للعمل الصحفي وتفرغي له، بأمل أن يشجع زملاء آخرين ليقولوا ويتحدثوا ويسجِّلوا تجاربهم الغنية بالكثير من الإنجازات الصحفية.
|