قدّمت الكاتبة والأديبة السعودية نبيلة حسني محجوب أربعة إصدارات (كتابين وروايتين)، جميعها من الحجم المتوسط، وأغلفتها أنيقة.
1- الإصدار الأول رقم 1: المرأة. ط1 عام 2004م.
2- الإصدار الثاني رقم 2: شباب وإرهاب. ط1 عام 2005م.
وكلاهما جمع مقالاتها المنشورة بجريدة المدينة المنورة في زاوية وجهة نظر.
3- الإصدار الثالث: رواية بعنوان: محور الشر، ط1 عام 2006م.
4- الإصدار الرابع: رواية بعنوان: بين مطارين. ط1 عام 2006م.
من حسن ظن المؤلِّف(ة)، والكاتب (ة)، إسناد مهمّة التعليق والنَّقد لشخصي المتواضع، لأنّي والله يعلم لا أريد أن أقف موقف الخصم والحكم في أمور أنا لم آت بمثلها، فليعذرني من طلب ذلك مني، وليعذرني القارئ(ة) الكريم(ة) فيما لو قرأ(ت) مجرّد انطباعات شخصية وخلجات فجّة ورؤى فردية وآراء قاصرة لا تمس هالات الإبداع والنَّقد. وليعذرني الأخ(ت) الفاضل(ة) لقلّة بضاعتي ولست سوى متطفّل على دنيا الأدب أقتات من كلِّ عشب نبتة وأغوص في بحار العلم والثقافة وأتخيّر من بين صدفاتها ومحارها اللآلئ والدُّرر المكنونة إن صادفتها؛ وأحياناً لا ألوي على شيْ فلا يحق لي وأمثالي ممارسة النَّقد الأدبي، ففاقد الشيء لا يعطيه.
الإصدارات الأربعة للأديبة النبيلة نبيلة، سجلات تاريخية تدوِّن الحالة الاجتماعية (البناء الاجتماعي والديمغرافية والانثربولوجية والمورفلوجية) والاقتصادية والأمنية ... إلخ، لجزء غالٍ من البلاد؛ وتوفِّر للقارئ(ة)، عناء البحث ومتابعة المؤلِّف(ة) في كتاباته(ا) الصحفية على الرّغم من توفير هذه الخدمة عبر مواقع ذات الصحف ومواقع أخرى تهتم بالنشر.
ركّزت في كتاباتها عن الحب وكيف تحوّل إلى إرهاب وما له علاقة بالشأن الاجتماعي وقضايا المرأة والشباب، كما قدّمت في الروايتين زاداً أدبيّاً لا يُستهان به.
هذه السِّجلاّت إضافات مهمّة للمكتبة العربية والسعودية على وجه الخصوص. وأريد أن أسجِّل كلاماً ليس للاستهلاك، وهو أنّك إنْ أردت أن تقيس مدى رقي وتطوُّر وتقدُّم الأُمم؛ فانظر إلى مطبوعاتها وإصداراتها ومنشوراتها من صحف ومجلات وكتب.
لم تخل الروايتان من الوصف الدقيق والمؤثر لجزيئات صغيرة قد تمر على غير الكاتبة من أشخاص وأنا منهم لا يعبؤون بها؛ كما أنّ أركانهما ثابتة ومتسلسلة ومنطقية وشاملة وشخصيّاتها لا يكتنفها الغموض، وجاءت عباراتها بعيدة عن النّمطية والرّمزية وأفكارها التي تريد إيصالها للناس بسيطة غير متكلّفة ولا معقّدة تحس وأنت تقرأ الروايتين كأنّك تعيش أحداثها ووقائعها لحظة بلحظة، تميّز أسلوب كتابتها بالرُّقي والجزالة والسهولة والرِّقّة والرّصانة إلاّ ما تستدعيه بعض العبارات من استخدام العامية ما يدل على فصاحتها وتمكُّنها من قواعد الكتابة الصحيحة (قواعد الإملاء والإعراب) وهما الأداتان اللتان يحتاجهما أيُّ كاتب يريد أن يعرض بضاعته على الناس من غير تشويه ولا خلط، وتعمُّقها في الدين والتاريخ والسيرة والأدب واطّلاعها الواسع.
أرجو للكاتبة القديرة والأديبة البارعة طول العمر مع العمل الصالح وبانتظار إصدارات أخرى، وأهديها هذين البيتين:
وما من كاتب إلاّ سيفنى ويبقي الدهر ما خطّت يداه فلا تكتب بكفِّك غير شيء يسرُّك في القيامة أن تراه |
(*)ص. ب: 46506 - جدة 21542
|