Saturday 3rd June,200612301العددالسبت 7 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الثقافية"

المسح الاستطلاعي للتجمعات السكانية الأمس حاجة لخدمات الإسكان التنموي بمنطقة القصيم المسح الاستطلاعي للتجمعات السكانية الأمس حاجة لخدمات الإسكان التنموي بمنطقة القصيم

* عرض وتلخيص - أعد العرض
أ.د. عبدالله بن حسين الخليفة
دأبت مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي منذ إنشائها على التعرف بشكل مباشر على مدى الحاجة للسكن في أوساط الشرائح الاجتماعية الفقيرة، حيث شكل ذلك نشاطاً بارزاً تمحور حوله الكثير من الأنشطة البحثية التي قامت بها المؤسسة في كافة مناطق المملكة في إطارة سعيها الحثيث لتحقيق الهدف الذي قامت من أجله والمتمثل في توفير السكن للشرائح الاجتماعية (الأمس حاجة للسكن)، وفي هذا السياق شكلت المؤسسة العديد من الفرق العلمية المتخصصة والممثلة في كافة التخصصات ذات الصلة بموضوع السكن سواء منها ما كان في العلوم الاجتماعية أو علوم الهندسة والعمران، وذلك بغية الحصول على معلومات دقيقة ومعرفة صحيحة عن التجمعات السكانية المتميزة بشدة حاجة السكان إلى مساكن بالإضافة إلى تميز تلك التجمعات بجملة من الخصائص الاقتصادية والبيئية التي تجعل منها تجمعات قابلة للنمو إذا ما قامت المؤسسة بإنشاء مشروعات إسكان تنموي بها والذي يندرج في سياق سعي المؤسسة إلى تطور تلك التجمعات السكانية الصغيرة والمعزولة إلى مدن مستقبلاً بفعل البرامج النموية التي تعمل المؤسسة على تطبيقها في تلك التجمعات.
وقد قامت تلك الفرق بدراسة معظم مناطق المملكة كتبوك والمدينة المنورة ومكة المكرمة والباحة وعسير وجازان والمنطقة الشرقية وصدر عن المؤسسة مبطوع متخصص حدد بشكل علمي التجمعات السكانية من قرى وهجر ذات الحاجة الشديدة للسكن في المملكة.
وتواصلاً مع الهدف الأساس للمؤسسة المتمثل في سعي مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه لتوفير السكن للفئات الاجتماعية الأمس حاجة للسكن، فقد كلفت المؤسسة فريقاً علمياً متخصصاً من أبناء منطقة القصيم لدراسة مدى الحاجة للإسكان التنموي في منطقة القصيم، وقد انطلق ذلك الفريق في دراسات حاجات منطقة القصيم من الإسكان التنموي لتحقيق ثلاثة أهداف هي:
1- تحديد التجمعات السكانية في القرى والهجر ذات الحاجة لمشروعات الإسكان التنموي.
2- التحديد الميداني للتجمعات السكانية التي تتميز بقاعدة اقتصادية وتتوافر فيها المرافق والخدمات.
3- رصد خصائص التجمعات السكانية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية.
ولتنفيذ الدراسة، فقد قام الفريق بوضع برنامج زمني متعدد المراحل لزيارة المحافظات والمراكز والقرى التابعة لمنطقة الدراسة، وقد اعتمد الفريق منهجياً في دراسته على المزواجة بين العمل الميداني الحقلي المتمثل في الزيارات الميدانية للتجمعات السكانية جميعاً في القصيم ورصد خصائصها السكانية والعمرانية والاقتصادية وذلك من خلال الملاحظة المباشرة، وبين الرجوع إلى الأدبيات المتوافرة عن تلك التجمعات بما في ذلك الوثائق التاريخية كالتقارير الرسمية السابقة عن التجمعات السكانية بالقصيم والخرائط القديمة والحديثة الموجودة عن تلك التجمعات، كخرائط الفارسي والناشري والخرائط المحلية والكروكيات.
بالإضافة إلى ذلك، فقد قام الفريق باستقاء معلومات كثيرة عن التجمعات السكانية التي قام بمسحها من خلال الاتصال بالمسؤولين الحكوميين من محافظين ورؤساء مراكز وعدد من فعاليات المجتمع المدني بالقصيم كرؤساء والجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية ومراكز التنمية الاجتماعية، كما قام الفريق بعقد مقابلات معمقة مع قيادات المجتمع المحلي وكبار السن وشيوخ القبائل والمعلمين، وهو ما وفر لهذه الدراسة كماً هائلاً من المعلومات والحقائق المهمة التي من خلالها أمكن تحديد التجمعات السكانية ذات الحاجة الماسة للسكن في منطقة القصيم.
وبعد انتهاء الفريق من العمل الميداني ومراجعة الأدبيات ذات الصلة بالموضوع قام بإعداد تقرير فني متخصص للدراسة احتوى على خمسة فصول تناول أولها إطار الدراسة النظري وأهم مصطلحاتها ومفاهيمها كمفهومي الفقر والمساكن السيئة والرديئة، وتناول الفصل الثاني الأوضاع الجغرافية والسكانية للمنطقة، في حين تناول الفصل الثالث الدراسة الميدانية لمنطقة القصيم التي تم تقسيمها إلى ستة قطاعات، هي القطاع الجنوبي، فالقطاع الجنوبي الغربي، فالقطاع الغربي، فالقطاع الشمالي الغربي، فالقطاع الشمالي، وأخيراً القطاع الشمالي الشرقي، وفي كل قطاع قام فريق البحث بتوضيح الحدود الجغرافية للقطاع، ومكوناته الإدارية من محافظات ومراكز، وأبرز المشاهدات والملاحظات الميدانية الخاصة بالأوضاع السكنية لسكان تلك التجمعات.
أما الفصل الرابع من الدراسة فقد خصص لتحليل البينة التحتية والخدمية في منطقة القصيم، وانتهت الدراسة في فصلها الخامس بخلاصة لما احتوت عليه الدراسة، حيث انتهت بترشيح سبع مواقع محددة في منطقة القصيم رأت - وفق معايير المؤسسة في تحديد المواقع - أنها مؤهلة لمشروعات الإسكان التنموي بمنطقة القصيم التي تتبناها المؤسسة وهي كل من محافظة النبهانية، ومركز عقلة الصقور، ومركز ضرية ومركز دخنة، ومركز القوارة ومركز قصيباء ومركز قبه.
بالإضافة الى ذلك فقد قام فريق البحث بتحديد جملة من التوصيات المهمة التي بلغت نحو43 توصية لعل من أبرزها:
1- مراعاة ألا تكون الوحدات السكنية المراد قيامها ذات شكل أو طراز مختلف عن الوحدات السكنية الموجودة في المنطقة حتى لا تكون هناك وصمة للسكان تميزهم سلباً عن سواهم.
2- ضرورة مراعاة أن تكون المساكن مناسبة لحجم الأسر الفقيرة التي غالباً ما تتسم بالكبر.
3- مراعاة التمدد الأفقي والعامودي عند بناء المساكن لاستيعاب التغيرات المتوقعة في حجم الأسر.
4- إيجاد برامج لمعالجة مشكلة البطالة المتفشية لدى أبناء الشرائح الفقيرة.
5- العمل على تبني برامج تنموية تأخذ بالاعتبار مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة التي تنبع من مقومات المجتمعات المقصودة بالتنمية وبما يتفق مع خصائصها الثقافية والاجتماعية والبشرية.
6- تبني نماذج عمرانية مناسبة للبيئات المختلفة للمنطقة.
7- العمل على تطوير برامج تنموية تراعي خصوصيات المنطقة بشرياً وثقافياً وبيئياً.
8- العمل على تأصيل قيم العمل وأهميته في بناء الإنسان، مما سوف ينعكس على تحجيم مشكلة البطالة التي يعانيها الكثير من الأسر الفقيرة بالمنطقة.
وبشكل عام، تمثل هذه الدراسة عملاً علمياً جديراً بالاعتبار، ليس في منهجيتها، أو في قيمة المعلومات التي قامت عليها، ولكن بشكل أكبر فيما انتهت إليه من نتائج وتوصيات منطقية بالغة الأهمية لأي جهود تنموية موجهة لتطوير البيئة العمرانية والاجتماعية والاقتصادية للتجمعات السكانية بمنطقة القصيم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved