البتراء عاصمة الأنباط في الفيصل

جاء العدد الجديد من مجلة (الفيصل) حافلاً بكثير من الموضوعات الأدبية والثقافية والعلمية والتاريخية، بدأ بتحقيق بعنوان: (البتراء: عاصمة الأنباط) أعدّه تركي بن إبراهيم القهيدان، وتناول فيه تاريخ هذه المدينة الصخرية الساحرة، التي تتميز ببيوتها المنحوتة في الصخر منذ أكثر من 2000 عام، وما زالت باقية على حالها حتى وقتنا الحاضر، موضحاً أن البتراء تعدّ من أهم المواقع السياحية والتاريخية في المملكة الأردنية، وشرح ارتباط هذه المدينة بالأنباط الذين جعلوا منها عاصمة لهم، وتتميز البتراء بموقع إستراتيجي مهم، فهي تقع في قلب العالم القديم، لذلك سيطر الأنباط على بعض طرق التجارة في بلاد العرب قديماً، فأصبحت البتراء إحدى المحطات المهمة على طريق التوابل، وظلّت البتراء شامخة أمام الأعداء فترة من الزمن، بفضل صعوبة الوصول إليها، وإحاطة الجبال بها من جميع الجهات، حتى رأت روما في نفوذ هذه المدينة وازدهارها تهديداً لها، فضمتها إليها في عام 106م.
وكتب عبدالعظيم محمود حنفي عن (الإعلان التلفازي وأثره في تشكيل الذوق العام)، متناولاً تاريخ الإعلان منذ فجر التاريخ، وارتباطه بتبادل السلع والخدمات، والأنشطة الاقتصادية الأخرى، وخضوعه للظروف الاجتماعية، وعدّد أشكال الإعلان التي تشمل: إعلانات الوسائل المقروءة (إعلانات مرئية) في الصحف والمجلات والطرق، وإعلانات الإذاعة (إعلانات مسموعة)، وإعلانات مرئية ومسموعة، وتحدث عن خطورة فن الإعلان وتأثيره في الأطفال، وتشويهه صورة المرأة، ودعا الكاتب في ختام بحثه إلى القضاء على سلبيات الإعلان، بإعادة النظر في عملية صناعته، والقائمين عليها، ووضع ضوابط والتزامات على هذه الصناعة.
ونشرت (الفيصل) محاضرة الدكتور كلاوديو ليوكانو بعنوان: (ليوني كايتاني، وجورجو ليفي ديلافيدا) تناول فيها تاريخ هذين العالمين اللذين قاما بإبراز وجود إيطاليا في مجال الدراسات الإسلامية الأدبية خلال القرن العشرين.
كما ضم العدد محاضرة أخرى للدكتورة فالنتينا ساغاريا روسيو بعنوان: (مخطوطات عربية في بعض المكتبات الإيطالية) لتلقي الضوء على المخطوطات العربية في إيطاليا، والجهود التي بُذلت لإجراء دراسات إحصائية عن هذه المخطوطات في المكتبات والأرشيفات الإيطالية.
وقد جاءت هاتان المحاضرتان ضمن محاور الندوة التي أقامها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بالتعاون مع سفارة إيطاليا لدى المملكة ضمن نشاطه الثقافي لهذا العام، وكانت الندوة بعنوان: (إيطاليا والثقافة العربية) اشتملت، بالإضافة إلى المحاضرتين السابقتين، على محاضرتين أخريين، هما: (الطباعة العربية في إيطاليا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين) للدكتور يحيى محمود بن جنيد، و(رحلة ابن قلاقس الإسكندري إلى صقلية في العهد الروماني).
وأعد سمير عطا استطلاعاً بعنوان: (التنين الوحش ذو الرؤوس السبعة)، والتنين هو الاسم الذي يطلق على أكثر المخلوقات أسطورية في معظم ملاحم العالم القديم والوسيط والحديث وأدبه وتاريخه وفولكلوره على حد سواء، وتعرض لسيرة هذا المخلوق في أساطير عدد من دول العالم تحت عناوين: صورة التنين في الحضارات الشرقية القديمة، والإغريق والرومان، في المسيحية، والشرق الأقصى (الصين واليابان) وتحفظات حول صفات التنين، وغير ذلك.
ومن قصائد العدد: (الحب في زمن لا يعرف الحب) لمحمد مهدي الحمادي، و(أنداء الذكرى) لمحمود أسد.
ومن قصص العدد: (الأسد) ترجمة حسين عيد مادي، و(اغتيال لحظة كره) لمحمد عباس علي.
وتضمّن العدد الأبواب الثابتة: الملف الثقافي الذي يرصد حركة الثقافة داخل المملكة وخارجها، واشتمل على أخبار ثقافية، وأحدث إصدارات الكتب والدوريات، والمسابقة التي رصدت جوائز قيمة للفائزين، وجاءت خاتمة المطاف بعنوان: (عادل الغضبان شاعر الشباب) لعيسى فتوح.