Saturday 3rd June,200612301العددالسبت 7 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الثقافية"

محاولة ريزخان الغوص في بحر الوليد بن طلال محاولة ريزخان الغوص في بحر الوليد بن طلال

قبل أيام قلائل فاجأتنا مكتبات العبيكان في جميع فروعها المنتشرة في المملكة بكتاب فريد من نوعه أثرى الساحة العربية والعالمية، قام بتأليفه السيد - رزيخان، الصحافي والمذيع في شبكة السي ان ان الأمريكية، وترجمه من الإنجليزية إلى العربية السيد - عمر سعيد الأيوبي .. يضم هذا الكتاب 391 صفحة من القطع الممتاز وهو كتاب شيِّق ورائع ومفيد بنفس الوقت. عندما تقرأه تتخيّل أنّك تسير في بستان جميل وارف الظل، وحدائق ذات بهجة تحيط بك أشجارها الرائعة وزهورها اليانعة من كلِّ جهة. كتاب متميِّز كتميُّز من هو لبّ ومضمون من يتحدث عنه، لا يثريك بالمعلومات الاقتصادية فحسب، بل بالمعلومات الإنسانية والاجتماعية. إنني قرأته من جلادته الأولى إلى جلادته الأخيرة ووجدت نفسي ثرياً جداً بالمعلومات الجمّة .. أسلوب هذا الكتاب شيق ورائع ولغته سلسلة ومفهومة وبعيدة عن حواشي القول. كنت دائما أبحث عن كتاب يسبر غور الرجل الذي أدهش الملايين بحيويته البديعة وعصاميّته الفذّة وبمكانته الرفيعة، ولكن قلَّما أجد ذلك سوى بعض المجلات والصحف التي تسعى جاهدة على قدر محاولاتها بأن تكتب عن هذا الرجل المدهش حقاً. الكل يعرفه صيته طار على كلِّ لسان في أنحاء المعمورة .. إنّه الرجل الملياردير المسلم العربي السعودي - صاحب السمو الملكي الأمير - الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -. نعم هذا الرجل هو من تصدَّرت صورته غلاف هذا الكتاب الرائع، الرجل الذي بنى نفسه بنفسه منذ نعومة أظفاره وهو مع أمه منى الصلح في بيروت، ولم يعتمد على أحد سوى اعتماده على الله أولاً ثم على نفسه ثانياً فهو رجل عصامي حقاً:


نفس عصام سوّدت عصاما
وعلمته الكر والإقداما

ولو رجعنا إلى الوراء حيث عصر الصبا الذي مر به الوليد، نجده فعلاً كان يعشق الطموح عندما لاحظته أمه وهو يطارد عنيزة صغيرة وتبتعد عنه ويحاول بأن يمسكها حتى أنّها قطعت شوطاً بعيداً وهو ما زال يطاردها حتى أمسك بها أخيراً، وهذا يدل دلالة واضحة بأنّه رجل ذو طموح لا يقاوم. كتاب الوليد بن طلال كتاب يسبر غور رجل البطولات في سيرة ذاتية مؤلّفة من 17 فصلاً، تبدأ بنشأته مع أمه في بيروت مراحل الصبا، ثم بكيفية جمعه لهذه الثروة حيث إنه بدأ مشواره بقرض مصرفي متواضع نسبياً وكيف بنى امبراطورية شاملة وعملاقة تناطح السحاب وتلمع نجومها في السماء. ثم بعد ذلك تتحدث عن استثماراته وولوجه في عالم المال والصفقات التجارية الكبيرة وامتلاكه للعقارات والشركات المتعدِّدة.
الوليد بن طلال هو ابن هذا الوطن المعطاء وهو بلا شك مفخرة تأثر به أثرياء الغرب وأصبحوا يحذون حذوه حتى أنّ المستثمر الكبير الأمريكي وارن بافيت الذي يتصدّر لائحة أغنى أثرياء العالم لعقد من الزمن تقريباً قد تأثر بالوليد إثر تعليقاته الصحفية في عالم الاقتصاد وقال إنني معروف في أوماها - وهي بلده - بأنّني الوليد الأمريكي، الوليد بن طلال رجل حباه الله المال الوفير ولم يزده ذلك إلاّ شكراً لله سبحانه وتعالى فهو ينفق منه آناء الليل والنهار وهو الذي يقول (أنا مسلم عربي وأنا فخور جداً بتراثي وثقافتي وقد اخترت آيتين من القرآن الكريم وثيقتيْ الصلة وقريبتين جداً إلى قلبي ووضعتهما في المدخل الرئيسي للبهو تقول الأولى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ٌ} فيما تقول الثانية:{هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي}.
يقول عنه ما يكل ايسنر: أجد متعة في الحديث معه، إنّه الوليد ذكي ولمّاح ومثير للإعجاب، ويتمتع بحضور آسر كاريزما يتحدث الناس عنه في بلده، إنّه مشهور جداً ليس كمستثمر فحسب، ولكن كشخصية مرموقة إن كان هو المعيار في بيئته أم الشواذ، لكن صحبته ممتعة ومثيرة للاهتمام. الوليد بن طلال عاشق للقراءة بل إنّه يقرأ بنهم فهو يركز على المطبوعات التي تعنى بالمال، مثل كتاب (أجل يمكنك اختيار الوقت المناسب في السوق) وهو من تأليف بن ستاين وفيل ديموث .. رجلٌ محبٌّ دائماً للنجاح ولا يرضى بالفشل البتة، فلقد قال ذات مرة: (إنني أحب النجاح بل أعشقه) فلله درّك يا أبا خالد (فكلُّ إناء بالذي فيه ينضح).
الوليد بن طلال رجل منظم لا يرضى بتضييع وقته سدى ولو ثانية ولا يرضى أيضا بالعشوائية، كما أنه رجل متديِّن محافظ على الصلوات المفروضة ولا يفوِّت صلاة قط، فعندما سئل عن تعلُّقه بصلاته وبدينه قال: (إنّني رجل متديِّن جداً ولله الحمد، ويمنحني الدين القوة، بل إنّه يبقيني على الأرض). نعم صدقت، فالصلاة صلة بين العبد وربه {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}. ذات يوم على العشاء علّق أحد الزوار على الشعائر الصارمة التي يتبعها الأمير، لا سيما الصلوات، فعندما سئل الوليد: هل يجوز أن يستيقظ متأخراً في الصباح ويفوِّت الصلاة، ابتسم وهز رأسه وأجاب: (يمكن أن تخدع الناس، لكن لا يمكنك أن تخدع الله) .. لا فضّ فوك على هذه الإجابة الشافية الكافية التي امتلأت بالحكمة البالغة .. لديه اهتمامات كبيرة في الأعمال الخيرية، فلقد بنى عشرات المساجد في موطنه، حيث ركّز على إقامة أماكن العبادة في المناطق النائية وقد بنى 39 مسجداً، ودعم بعض المشاريع الإقليمية الكبيرة مثل 4 ملايين دولار لمشروع المسجد الكبير في قرطاج بتونس، ومليوني دولار لمسجد في لبنان.
يشعر الأمير بالحاجة إلى دعم المجتمع المسلم على الصعيد الدولي وليس في المنطقة العربية فحسب.
أعماله الخيِّرة لا تُعَد ولا تُحصى، منها ما ظهر ومنها ما بطَن .. نسأل الله جلّ وعلا بأن يجعلها في موازين أعماله الصالحة يوم القيامة.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ومقتطفات من سيرة هذا الرجل الذي حاول السيد - ريزخان جاهداً بأن يبحر ويغوص في أعماق بحره المتلاطم علّه يستخرج لنا مما تكن أعماقه .. وجاءنا بهذا المجلد النفيس والذي أتمنى من أعزائي القراء بأن يستمتعوا بقراءته.
أخيراً:
هذه تحية ملؤها الود والتقدير والاحترام لسموه الكريم.
عبدالله بن غازي الحنيني - بكالوريوس لغة عربية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved