شاهدت في مدينة الرياض وعلى طريق عام لوحة بعنوان:
(ملتقى هواة ومربي الماعز الشامية)، ولوحة أخرى تقول:
(جمعية مربي الدواجن الحية)،
وسمعت عن (ملتقى) بلا هدف واضح ولا نتائج ملموسة، ومكتب (س) لإدارة الأمسيات من الباطن بمبلغ مقطوع، ومكتب لتقديم برامج الحفلات مقابل (بشت مستعمل)، وسمعنا الكثير عن المحسوبين على الشعر والأدب الذين أصبحوا يؤجرون قصائدهم الممجوجة سيئة الذكر بعد أن حوَّروها لتتلاءم مع أية مناسبة قادمة، وبخاصة مناسبات (رجال الأعمال)؛ حيث أصبح أولئك المستشعرون من كماليات الضيافة، ويقدمون قصائد الترحيب بالضيوف نيابة عن المضيف قبل العشاء وبعد العشاء، وهناك من هم عند اللزوم.
وقد أصبح حبل ساحة الأدب والشعر الشعبي على الغارب، والشعراء الذين يستحقون أن يسمعهم المتلقي قليلون، ومن يستحقون أن (يصفعهم) كثيرون ووجهوا صفعات ونقاط سوداء للأدب والشعر، حتى أصبح الشاعر المعتز بالأدب والشعر وبه قليل من الحياء يفكر بالاعتزال بعد أن أصبحت كلمة (شاعر) مرادفة للازدراء والتسول.
وإذا لم يظهر رجال معروفون بمواقفهم المساندة الخيرة ليرفعوا راية الأدب والشعر ويجعلون له جهة منظمة وراعية تشرف على ساحته وبرامجه ومؤلفاته وأشرطته وشؤونه، وليست أرضاً فضاء يحيطها سور تراثي منذ سنين طويلة كتب عليها (أرض جمعية الثقافة والفنون).
وإلى لقاء حول هذه الموضوعات.
يحصل في مجتمعنا وكل المجتمعات مشاكل وجرائم وأشياء إن فكّرنا بها نجزم أنها لا تمتّ إلى الإنسانية بصلة، ومن فضل الله وكرمه على البلاد الإسلامية والعربية ومملكتنا على وجه الخصوص أن جعلها تنعم بالأمن والأمان، فقليلة -ولله الحمد- الجرائم، إذ تعد على أصابع اليد، أما في الدول الأخرى وما تُسمّى بالمتطورة، ففي كل دقيقة تحصل جريمة. نسأل الله العافية.
ما دفعني للتقديم بذلك هو وضعنا في مكاننا الصحيح بأننا لسنا معزولين عن العالم، وأيضاً تبياناً لكوننا بعيدين كل البعد عما يحصل في البلاد الأخرى، فما
|