* الرس - خالد الغفيلي:
عندما يفكر الرياضي السعودي ويتأمل في رياضة الوطن وأيها وصلت للعالمية وشرفت رياضتنا ورفعت هامة السعوديين عاليا في المحافل الدولية ولا شك أن فكره لن يذهب بعيداً عن الثالوث المرصع بالذهب وهي ثلاث ألعاب (القدم - اليد - ألعاب القوى) فهي التي صالت وجالت في الميادين والملاعب والصالات والمضامير وهذه حقيقة دون هضم حق الألعاب الأخرى واتحاداتها إلا أن هذه الاتحادات يوجد بها أناس عملوا وجدّوا وثابروا فحصلوا وأنجزوا.. واتحاد اليد لدينا حيث سيكون محور الحديث فهو اتحاد بحق برئاسة وقيادة ربانه الأستاذ محمد المطرود الذي عانق معه الإنجازات تلو الإنجازات ووصل للعالمية مرات عديدة وشرّف الوطن في العديد من المحافل العالمية وهذا لم يحدث إلا بدعم كبير من حكومتنا الرشيدة وتوجيهات الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل ثم رجال أخلصوا وعملوا باتحاد اليد وعلى رأسهم الأستاذ محمد المطرود. وإذا نظرنا إلى منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد نعرف بأن إنجازاته لم تتحقق إلا بوجود مسابقة ودوري ممتاز قوي جداً أفرز تلك العناصر الرائعة التي خدمت الوطن عبر تاريخ اللعبة الطويل والمشرف، حيث دوري اليد يتكون من (12) فريقاً ممتازاً متقاربي المستوى الفني إلى حد كبير.
اليد تخسر سفير القصيم بالممتاز
إلا أن اتحاد اليد ورغم كل ما ذكر فاجأ جميع المتابعين ومحبي اللعبة في المملكة بقرار غريب وعجيب ألا وهو تقليص عدد فرق الدوري الممتاز من (12) فريقاً إلى (10) فرق بهبوط (4) فرق من الممتاز لهذا العام وكان من المنتظر من اتحاد يسعى لنشر اللعبة وتوسيع قاعدتها الجماهيرية في مختلف المناطق أن يزيد فرق الدوري لا أن يقلصها وذلك بعدة أسباب يأتي أبرزها زيادة شعبية اللعبة بزيادة الفرق بالممتاز حيث يعلم المتابع لهذه اللعبة أن جل الفرق بالدوري الممتاز تتركز بالمنطقة الشرقية عدا الأهلي والوحدة بالغربية والهلال والحزم بالوسطى أما باقي مناطق مملكتنا من شمالها لجنوبها فلا يوجد ممثل لها في دوري الأولى فكيف نريد أن نطور وندخلها كل بيت وتستقر في النفوس وهي تلعب على مساحة ضيقة من مملكتنا الشاسعة الأطراف التي تحتاج لنشر اللعبة فيها بدلاً من القضاء عليها ولعل القرار الأخير بهبوط (4) فرق فيه من هذا الشيء خصوصاً أن من بين الفرق الحزم (سفير منطقة القصيم) فالكل يعلم بالشعبية الجارفة التي تحظى بها لعبة اليد بالقصيم عامة والرس خاصة حيث تجد المتابعة للدوري لوجود الحزم بالممتاز فكل هؤلاء سوف تخسرهم لعبة اليد في حال إقرار هبوط الحزم.
القرارات التعسفية أفقدتنا العربي والنجمة
واتحاد اليد يعلم قبل غيره كم خسر وخسر الكثير جراء هبوط (النجمة والعربي) من الممتاز بسبب بعض القرارات التعسفية من قبل اتحاد اليد في ذلك الوقت من نقل مباريات الفريقين لبريدة بدلاً من عنيزة مما جعل اللعبة وعشقها لدى الجماهير ينحسر شيئاً فشيئاً حتى تلاشى تماماً في القصيم. وكذلك في الجوف ينطبق الحال لفريق العروبة أحد الفرق الكبيرة في الممتاز سابقاً وقبل ذلك أين الاتحاد والنصر العريقان باللعبة سابقاً والكثير من الفرق المختلفة بالمناطق التي أصبحت للأسف أثراً بعد عين. والخوف كل الخوف أن يعاد سيناريو مع الحزم لهذا العام فيلحق بالعربي والنجمة التي اندثرت اللعبة لديهم ونحن عندما نضرب مثلاً بالحزم على اعتبار أنه من المناطق المقلة باللعبة وكذلك لحصوله على المركز العاشر بالممتاز لذلك من الواجب على اتحاد اليد أن يكون أداة مساعدة في نشر اللعبة.
خبراء اللعبة يعارضون القرار
عموماً اتحاد اليد لا نشك أبداً بأنه يسعى للصالح العام ولكن مع احترامنا الشديد لمن اتخذ القرار إلا أن جميع الخبراء باللعبة يعارضونه ويعرفون مدى ضرره على كرة اليد السعودية وشعبيتها على المدى القريب والبعيد، وهو مطالب بأن يعيد النظر مرة بعد مرة بهذا القرار المجحف وعليه أن يأخذ العبرة بدوري الأولى عندما طبق عليهم العام الماضي نفس القرار مما أفرز لنا هذا العام دورياً ضعيفاً بثمانية فرق أي أن اللاعب لا يستفيد من المشاركة لقلة المباريات فأي فائدة سيجنيها اللاعب بهذا العدد المتدني من المباريات بالموسم وكم من الخسائر تتكبدها الأندية جراء جلب المدربين والأطباء. فيا اتحاد اليد خذها نصيحة من عاشق ومتابع لكرة اليد قبل فوات الأوان، فالخطأ الذي ارتكب بدوري الأولى العام الماضي لا يعالج بخطأ أعظم منه بدوري الممتاز.
|