|
انت في"الريـاضيـة" |
|
لقد كفل الله الخلق منذ نشأتهم وجعلهم خلفاءه في الأرض لعلم ما.. يعلمه هو سبحانه وتعالى. وقد ورد كذلك عندما خلق الله آدم قوله تعالى للملائكة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34) فسجدوا.. إلا إبليس استكبر وأبى أن يطيع كلام الله.. وقد وردت القصة كما يقرؤها العموم بسورة البقرة. إضافة لذلك فقد ابتلى الله خلقه بالعاهات والمصائب الجسيمة. فنجد من يكون أعور العين أو معوقاً خلقاً.. الخ. وبالفعل كرمهم الله {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} (17) سورة الفتح. كل ذلك تأكيداً لما لهم من احترام وتقديس لأنهم في النهاية هم بشر ليس فيهم نقص. بل ربما تجد منهم المهندس الفذ أو الكاتب أو الرسام المحترف.. أو مستشاراً ذا شأن في أرقى المناصب الدولية.. الخ. وقد مَنَّ الله علينا ببلد الحرمين أن وضع اللبنات الأولى لتكريم المعوق وكفل له حقوقه الاجتماعية والصحية مؤسسها وموحدها المغفور له موحد الجزيرة العربية وصقرها الملك عبدالعزيز آل مسعود - طيب الله ثراه - وقد تكفل بأن وضع الأنظمة والقوانين التي تحترم حق المواطن سواء بسواء بين المعوق والسليم. وقد سار على نهجه أبناؤه البررة مِن بعده. وقد تمثل ذلك أن خصصت رعاية الشباب والرياضة اتحاداً للمعاقين بجميع فئاتهم يقوم على تحفيزهم ودمجهم داخل المجتمع المدني، وقد درجت الرعاية للشباب في الاشتراك بكل النشاطات الخاصة بهم وتم إشراكهم بالمنافسات الخليجية والعربية مما كان له الأثر الطيب على نفوسنا، إضافة إلى السماح لنا بدخول المباريات باستاد الملك فهد الدولي بالرياض. الشاهد الذي دفعني للكتابة بهذا المستوى ما حدث في المباراة قبل النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين بين (الهلال - الاتحاد) وأرجو عدم مؤاخذتي على الإطالة؛ فما بدر من الإخوة بالاستاد وأخص بالذكر، الأمين العام (فيصل عبد الهادي) والأستاذ النمشان. المسألة وما فيها أنه قد حدث بالصدفة عندما كنا كعادتنا نجلس بجوار الاحتياطي، أن قام اللاعب (أحمد الدوخي) - الذي وقَّع حديثاً مع الاتحاد - برمي الكرة للتماس وكان أثناء رجوعه للخلف قد احتك بالمعوق الذي يجلس على كرسي وقام المعوق تلقائياً بمحاولة إبعاده بيده دفاعاً عن نفسه وليس بقصد لا سمح الله بضربه أو إيذائه، والتفت اللاعب المحترم وتبسم له بدون أن يبدي أي اعتراض لهذه الحركة غير المقصودة من الجانبين. ولعدم تحري الدقة في التعبير والمزايدات الصحفية التي تصب الزيت على النار، ما ورد بإحدى الصحف والتعليق الذي بث بسمومه علينا، وذلك بادعائه أن المعوق قد تعدى على اللاعب. والشيء الذي يحيرني بل المضحك والمبكي والمحزن، في آن واحد، كيف استطاع هذا المقعد القيام بهذه السرعة والإعجاز للانتقام من اللاعب المحترم؟؟ أليس بالأحرى له القيام بالمشي لكسب رزقه أو مباشرة الحياة اليومية، مثل غيره من الأسوياء ولعمري هذا بعينه ويدل على مدى فهم معنى الإعاقة الحقيقي ولمفرداتها الجوهرية. ومدى جهل المحرر وعدم قدرته على الكتابة بشفافية المهنة، التي هي أمانة في عنقه أصلاً ناهيك عما ترتب عليها من أذى لحق بنا جميعاً نحن المعاقين من جراء قلمه المسموم، بحيث تفاجأنا يوم الجمعة عندما أُقيمت المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين بين كل من (الهلال - الشباب) حيث درج المواطنون على الحرص التام على حضورها لمالها من دلالات لتلاحم الشعب والقائد والدلالة على مدى قرب الراعي من الرعية ممثلة في حضور مولاي خادم الحرمين الشريفين وتسليمه الكأس للفريق الفائز بيديه الكريمتين. وما يترك ذلك من أثر نفسي لدى مواطنيه وتأثيره على الرياضة بصفة عامة. يومها اتضح الفيلم الذي أُحيك بليل عن تلك السالفة بين المعوق واللاعب وذلك بين كل من إدارة الملعب والأمن الخاص بالملعب مما كان له كبير الأثر في تنظيم دخولنا بالملعب أن حددت لنا أماكن لا تليق بأن يجلس فيها المعاقون.. إضافة للقرارات التي تدل على العشوائية الفادحة ومنها: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |