Thursday 1st June,200612299العددالخميس 5 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الريـاضيـة"

سيف البطولات سيف البطولات
مي عبدالعزيز عبدالله السديري

وردتني الكثير من الاتصالات والرسائل التي تشيد بمقالي السابق (فارس الرياضة العربية) والذي تناولت فيه إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وأثرها على الوطن.
كانت كل الاتصالات والرسائل تؤيد ما ذهبت اليه في مقالي وكان أكثر التعليقات التي أعجبتني هي التي ذكرتها صديقتي من الكويت على الهاتف وقالت: (يا مي إن الأمير سلطان هو سيف البطولات السعودية).
تحية لصديقتي العزيزة أم راكان على هذه المشاعر تجاه ما كتبت.. ولا شك أن الأمير سلطان بن فهد يستحق هذا اللقب الجديد الذي يضاف إلى كثير من ألقابه الملتصقة بقلوب الجماهير السعودية وحتى العربية.
المونديال كما أراه
للمونديال الكروي الذي يقام كل أربع سنوات أكثر من بعد، من أهمها البعد السياسي خصوصاً عندما تحدث توترات بين الدول وخلافات جديدة على الساحة الدولية. والرياضة لها دور كبير في نظري حتى في حل الأزمات وتصفية الخلافات بين الدول وكلنا نعلم كيف تطورت العلاقات الصينية الأمريكية خلال السبعينيات بلعبة (البيك بوتك) (تنس الطاولة) حتى أخذت هذه اللعبة البعد السياسي بين الدولتين. المعروف أيضاً أن هناك دولاً لا تقيم علاقات دبلوماسية بينها بل تكاد تكون في نزاع واختلاف في وجهات النظر مثل الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران وقد سبق ان التقتا في إحدى مباريات كأس العالم قبل سنوات.
وجرت العادة على أن الكثير من ساسة وقادة العالم يحضرون لتشجيع فرقهم ولمشاهدة اللعبة الجميلة وقد تنتج من خلال هذه اللقاءات ومن اجتماعاتهم الودية غير الرسمية نتائج إيجابية على الساحة الدولية. وقد تنجح الرياضة بما فشلت به السياسة وتحرص أهم الشخصيات العالمية السياسية في حضور فعاليات المونديال ومن أهم تلك الشخصيات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر مهندس السياسة الأمريكية وواضع استراتيجيتها والذي يعتبر من أشد المعجبين بكرة القدم.
أما البعد الآخر فهو البعد الثقافي والحضاري ولا يخفى على الجميع ان هناك كثيراً من الدول أخذت معها مجاميع ثقافية وفرقاً وفنوناً، بعضها يمارس أنشطته على مدرجات الملعب، وجزء منها في الساحات الخارجية للملاعب وهذا له تأثير حضاري وتفاعل اجتماعي، وكما هو معروف ان المونديال يمثل جميع القارات ويشارك به أغلب شعوب الأرض وهذا تفاعل يتعرف كل شعب فيه على العادات والتقاليد واللغات والموسيقى والرقصات والأكلات الشعبية للدول الأخرى مما يساعد على الحوار. وهناك بعض القنوات الرياضية قررت نقل هذه الوقائع غير الرياضية على الهواء مباشرة مما يجعل المشاهد يتعرف على فنون وثقافات الشعوب الأخرى.
أما البعد الآخر فهو البعد التقني والهندسي. فلقد ساهم المونديال في تطوير العمارة الهندسية للمنشآت الرياضية مما انعكس على فنون العمارة بشكل عام وأساليب الإنشاءات للملاعب وأعمال الزراعة للملاعب، وهنا لابد أن أشير الى أن أسلوب المظلات الواقية من الشمس تم استخدامه لأول مرة في ألمانيا عندما كان يقام المونديال عام 74م ويحرص كبار المهندسين خاصة أولئك المتخصصين في مجال دراسة حركة الجماهير على حضور وزيارة المنشآت الرياضية للتعرف على الحلول الهندسية التي تتواجد حول الملاعب لاستيعاب حركة مرور آلاف الجماهير بكل الظروف مع الأخذ في الاعتبار الظرف الزماني والمكاني.
أما البعد الفني والتقني فهو الجانب الذي يتعلق بتطوير أساليب النقل التلفزيوني واستخدام كاميرات من مواقع مختلفة وأساليب جديدة وإدخال آخر تقنيات العصر ودائماً ما نلاحظ تطويراً فنياً كبيراً من مونديال إلى آخر في هذا الجانب وكذلك يتم هناك تطوير كبير للأساليب الأمنية والمراقبة الإلكترونية والمرئية للملاعب ومعسكرات الفرق. وتحرص الشركات العالمية الأمنية المتخصصة في هذا المجال على إدخال كل التقنيات الخاصة إلى عالم المونديال باعتباره أكبر ملتقى عالمي على مستوى العالم.
أما البعد الاهم فهو البعد الرياضي. فالمونديال فرصة أيضاً للشركات المصنعة للملابس والأحذية الرياضية للإبداع في إيجاد أجمل الملابس الرياضية حتى بالنسبة للجماهير. أما على مستوى المدربين واللاعبين فتعودنا في كل مونديال أن نرى طرقاً فنية جديدة ومواهب جديدة ومفاجآت وكذلك عادة ما تظهر معايير جديدة في اختيار الحكام.
هذا المونديال لا شك انه سوف يكون مختلفاً بحكم أن الدولة المنظمة سوف تقدم أرقى أساليب التنظيم وسوف تنتهي على ما يبدو بمباريات جميلة جدا وان كنت أرى أن البطل هو البرازيل وعلينا أن نبحث ونتوقع الفريق الذي يحتل المرتبة الثانية.
إنها دعوة للرجال والسيدات والأطفال في مجتمعنا لمشاهدة ومتابعة فعاليات هذا المونديال لما فيه من ثقافة وتوعية لمداركهم، فالاستمتاع بالعروض الفنية لكرة القدم وما ستقدمه الفرق العالمية سيكون فرصة للقضاء على الفراغ وهي فرصة للشباب والشابات معاً للابتعاد عن البرامج غير المفيدة التي تؤذي الأخلاق مثل ستار أكاديمي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved