تنخدع بعض المراهقات بما تسمعه من كلام عذب جميل فتنجرف خلف هذا أو ذاك وفي ظنها أنها وجدت شريك حياتها الصادق الأمين، وفي لمحة عين يرمي بصحبتها كما يرمي بعلبة العصير فينساها وتبتدئ مأساتها وفي وصف هذا الحب الخادع قلت:
لعابُه عذابُ
وماؤه سَرابُ
مَن سار في خطاه
رمَاه في دُجَاه
وقام وامتطاه
وصَار لو تراه
من بعدِ ما رمَاه
ومَصَّ محتواه
كعلبةِ العصيرِ
مجهولةِ المصيرِ
رماهَا بالسريعِ
في غفلة رضيعي
تداسُ كلّ ساعة
منسيةً مُضاعة
وأنتِ يا حمامَة
يا نَبتةَ الكرامَة
إن شئتِ أن تصيري
كعلبة العصير
فطيري ثم طيري
في موسمِ الصَّفيرِ
لم تنفعِ الحمامَة
مخالبُ السّلامة
والطوقُ والوَسَامة
ورقّةُ الغمامَة
فلستِ في الحقيقة
يا وردتي الرَّقيقة
إلا الذي دقيقَة
نكونُ كي نُريقَه
وكلُّ ما يقالُ
بضدِّهِ خَبَالُ
أجيبي واستجيبي
من ناصحٍ نجيبِ
فقبلَ ذاكَ كنتِ
مثالَ الحُسنِ أنتِ
عفيفاً ما أبَنْتِ
وراءَ البابِ سَنتِ
فهنتِ ثم لنْتِ
وبعدَ اللينِ بنتِ
وَضِعْتِ يا هَبَابَة
بِسِكةِ الذُّبابَة
|