هناك ميثاق غريب غير مكتوب بين الدكتور عبد الله مناع والبحر، فمنذ فتح عينيه في حارة البحر بجدة وسط المعديات والسنابيك واللنشات ونسيم البحر الدافئ في ليالي الصيف وحكايات البحارة وأفراحهم وأحزانهم وأهازيجهم الشجية التي يعوِّضون بها تعب النهار وحب البحر يملأ قلبه..
يقول المناع: أحب البحر، لكني لا أعرف السباحة، فخوف والدتي من البحر وترويعي بتلك الحكمة الشعبية الصادقة والمخيفة: الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود.. أثمر ذلك التخويف في جعلي واحداً من ثلاثة في الحارة لا يعرفون السباحة!
لكن جهلي بالسباحة لم يصرفني عن البحر وحبه وعشقه والهيام به بل والبحث عنه في كل مكان أذهب إليه.. البحر هو الحياة بكل جمالها وجلالها.. برخائها وقسوتها.. بسكوتها ومفاجآتها.. بنعيمها وتعاساتها.. بفرحها وانكساراتها، وهو الخير المتجدد والعطاء المتصل.
|