Thursday 1st June,200612299العددالخميس 5 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

تفاعلاً مع مقال (العقيل) ورداً على (الرقيب).. تفاعلاً مع مقال (العقيل) ورداً على (الرقيب)..
بل التعليم في خطر.. والتطبيل لا يفيد!!

جاء مقال الدكتور إبراهيم العقيل: (قبل أن ينسحب المستثمرون في التعليم) المنشور يوم الأحد 23- 4-1427هـ نداءً صادقاً لإعادة النظر في واقع التعليم من حيث توطين وظائفه وتسهيل تأشيراته، وكان حديثه نتاج خبرةٍ ومعاناة يحتاجُ الرد عليها إلى أن يعيش الإنسان ظروفها ويتفاعل مع متغيّراتها، وقد رد السيد/ إبراهيم بن عبدالله الرقيب -الذي أشار إلى أنه وكيل تعليمي سبق أن عمل مشرفاً وإدارياً في مدارس أهلية، وربما قصد وكيل مدرسة -رداً مملوءاً بالضجيج إن لم نقل التشنج في انفعال غير موضوعي على القضية مدار البحث..
وبصفتي أحد العاملين في وظائف قيادية في التعليم الأهلي على مدى سنوات طويلة وفي مدارس كبرى وعضواً في لجان المدارس الأهلية في وزارة التربية والغرفة التجارية ومطلعاً على أوضاع المدارس عن قرب في كافة جوانبها ومنها ما يتصل بالتوظيف والتأشيرات، ولستُ مستثمراً كيلا يدّعي الأخ الكريم وأمثاله أنني أدافع عن مصالح شخصية، فأقول:
أولاً: المستثمرون في المدارس الأهلية مواطنون صالحون يعُون دورهم ومسؤولياتهم ويؤكدون ولاءهم وانتماءهم، وقد زادوا على ذلك أن بذلوا وقتهم وجهدهم وأموالهم لتقديم تعليم نوعي متميز، وليعلم الأخ الكريم أن إسهام رجال الأعمال في التعليم لم يزد -حتى تاريخه- على 7.3%، بينما طموح الوزارة أن يبلغ - في السنوات القريبة 25%- على الأقل..
ثانياً: لو كان الحال كما ذكر الأخ الكريم من أن أرباح المدارس الأهلية تصل إلى 200%(!!) فما الذي أعاق الاستثمار..؟ وهل يدعُ رجال الأعمال هذه الفرص تفوتُهم! ولا داعي للإطالة فأفضل مدرسة أهلية كبرى لا يتجاوز عائدها عُشر ما أشار إليه الأخ الوكيل التعليمي، اللهم إلا إذا كان يتحدث عن مدارس من نمطٍ آخر أو (ما تسمى دكاكين) يكفيها أن تستأجر فلتين وفناءً، وتستقدم وتوظف معلمين برواتب متدنية مع إطلاق أيديهم في التدريس الخصوصي وتسريب الأسئلة لتعويض ما تُنْقصه من رواتبهم.
ثالثاً: حديثي - كما كان حديث الدكتور العقيل- هو عن المدارس الكبرى التي تدفع رواتب شهرية لمعلميها السعوديين وغيرهم لا تقل عن أربعة آلاف ريال، وتعطي وكلاءها السعوديين رواتب أعلى من ستة آلاف، وقد تصل إلى اثني عشر ألفاً، وتصل رواتب قيادييها إلى ما يماثل رواتب مسؤولي الشركات الكبرى، هذا عدا مميزات العلاج والتذاكر والتأمين وصرف رواتب الصيف مع إجازات مدفوعة لا تقل عن خمسة وثلاثين وتصل إلى خمسين يوماً..
رابعاً: امتدح الأخ الكريم المعلمين السعوديين، ومقال الدكتور العقيل أنصف القادرين منهم، وعاب (فقط) عدم استقرارهم رغم الإغراءات المقدمة لهم من المدارس، ومنها توقيع عقود طويلة برواتب تبدأ من 4500 ريال مع حوافز إضافية وتذاكر سنوية له وزوجته وطفلين لقضاء إجازة الصيف في الداخل أو في البلاد العربية، وتأمين طبي وتأمينات اجتماعية (تقاعد شامل) مع فرص للترقي وعلاوة سنوية.فماذا يريد الأخ الوكيل أكثر من هذا..؟
خامساً: أما المعلمون القادمون بهوياتهم فقط، فقد عانت وتعاني منهم المدارس كثيراً بسبب مشكلات سلوكيّة وعلميّة وفكرية، والمؤسف أن ينفي الأخ الوكيل ذلك والشواهد تثبت كثيراً من هذه الإشكالات التي ليس أقلها عدم الالتزام وليس أشدها الأدلجة، ولا نود الاستفاضة كيلا يظن أن الحكم عام وهو غير ذلك، كما لا نغفله لئلا يحسب أنه نادر وهو أكثر من ذلك.
سادساً: نتفق تماماً مع نظرية الدكتور العقيل في أن سعودة العقول خطأ استراتيجي، وقصرُ استجلاب الكفاءات العربية والعالمية على التعليم الجامعي فهمّ خاطئ لدلالات التكوين العلمي المنفتح الحريص على تعذية مدخلات العملية التعليمية لتعزيز مخرجاتها..
سابعاً: طلابنا اليوم أضعفُ من أن ندافع عن مستواهُم، وهم أكثر ضعفاً في مواد التربية الإسلامية والاجتماعيات التي تمت سعودتُها، إذ معظم معلمي هذه المواد السعوديين يحتاجون إلى إعادة تأهيل، والشكوى من ضعف مخرجات التعليم الجامعي شكوى حقيقية يئن منها مسؤولو التعليم الجامعي والعام..
ثامناً: لا نشك أن المدارس الأهلية ليست على مستوى واحد، وحديث الدكتور العقيل أشار إلى المدارس المتميزة الكبرى فلا نعلق على سواها...
تاسعاً: إن التطبيل الذي يمارسُه البعض لن يخدم التعليم ولن يفيد المستقبل، والأخ الوكيل إما أنه لا يرى أو أنه يدّعي، فالمشكلات التي أثارها الدكتور العقيل تناقش على أعلى مستوى في وزارتي التربية والتعليم والعمل واللجنة العليا لسياسة التعليم والغرفة التجارية واللجان الرسمية، فلعل مدرسته أو مدارسه التي عمل ويعمل بها تكون من نمطٍ آخر لا نعرفه.وبعد فالحديث عن التعليم ذو شؤون وشجون، والمادحون لا يفيدون الأمة ولا يخدمون غدها، وحين أعلن الرئيس الأمريكي الراحل (رونالد ريغان) -قبل أكثر من ربع قرن- تقريره (أمة في خطر) فقد أشار إلى خطر ضعف المدخلات والمخرجات التعليمية لدى الأمة الأمريكية، وبمثل هذه المكاشفة يعاد بناء الحاضر وتُطور صياغة المستقبل، والله أعلم..

صالح بن عبدالعزيز الخريجي
مشرف ومدير عام سابق لعدد من المدارس الأهلية الكبرى

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved