Thursday 1st June,200612299العددالخميس 5 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حملات التوعية الوطنية حملات التوعية الوطنية
فايز بن ظاهر الشراري

نسمع من فترة إلى أخرى أن هناك حملة تقوم بها الدولة على اختلاف أهداف ونوعية تلك الحملات، فمنها ما يخص المياه والدعوة إلى ترشيدها وعدم الإسراف فيها، ومع هذا نجد أن هناك في مجتمعنا من لم يطبق ما تدعو إليه هذه الحملة لنرى أن الإسراف في استخدام المياه ما زال متفشياً في مجتمعنا، وكأن تلك الحملة لم تكن موجودة إطلاقاً!!.
ونرى أيضاً تلك الحملة التي تخص أسبوع المرور وما يصاحبها من برامج توعوية لتوعية المواطنين بضرورة التقيد بقواعد السلامة المرورية، ناهيك عما يقوم به رجال المرور من توزيع للورود على السيارات في الشوارع وعند الإشارات من أجل تذكير المواطنين بهذا الأسبوع متأملين أن يتجاوب المواطنون مع تلك الحملة، ومع هذا نجد أن مسلسل المخالفات المرورية ما زال مستمراً، ونرى أيضاً أن نسبة الحوادث المرورية في مجتمعنا لم تنخفض بل إنها قد تكون بازدياد كل عام عن العام الذي قبله!!.
كذلك نجد أن هناك حملة أخرى تخص النظافة ودعوة المواطنين إلى أهمية الحفاظ على نظافة البيئة وعدم رمي النفايات في الأمكنة العامة، ومع هذا نجد أن هناك الكثيرين ممن لم يتجاوبوا مع تلك الحملة، لنجد أن هناك من يقوم برمي النفايات والمخلفات في الأمكنة العامة!! ولولا قيام عمال سيارات البلدية بمهمة تنظيف تلك الأمكنة لامتلأت الشوارع والأحياء في مختلف مدننا بالنفايات والمخلفات!!.
إلى غير ذلك من تلك الحملات التي تهدف إلى توعية المواطنين وإرشادهم إلى ما يجب عليهم تجاه تلك الحملات التي لا أرى أنها تلقى ذلك التجاوب المأمول من قِبل المواطنين!. وهنا أتساءل: لماذا لا يتفاعل المواطنون مع تلك الحملات كما يجب؟!.
أعتقد أن مشكلة عدم التجاوب الإيجابي والمأمول من قِبل المواطنين مع تلك الحملات يعود إلى عدم تهيئة المواطن السعودي لتلك الحملات.
وهذه التهيئة تتطلب منا إعادة النظر في ثقافة مجتمعنا التي لا تتقبل التغيير وتحبذ الجمود في كل شيء!. كما أن مفهوم الكثيرين للأنظمة وكيفية التعامل معها هو مفهوم قاصر يتجلى فيه عدم المبالاة بالأنظمة، كما أن مناهجنا التعليمية لا تربي الأبناء على حب النظام ولا تنمي فيهم ثقافة التغيير والتطوير الإيجابي وإدراك المستجدات المختلفة.
إذاً، نحن بحاجة إلى تهيئة المواطنين والناشئة تحديداً تهيئة فكرية وثقافية بمفهوم النظام وكيفية احترامه وكيفية التفاعل الإيجابي مع المجتمع بمختلف قطاعاته ومؤسساته المختلفة.
نحن بحاجة إلى أن نغرس في عقول الناشئة كيفية مسايرة المتغيرات والمستجدات مسايرة إيجابية تعود على مجتمعنا بالخير والفائدة.
نحن بحاجة إلى أن ننمي لدى الناشئة مهارة التفاعل الواعي الإيجابي مع تلك الحملات من خلال مناهج تُنمي في عقول الناشئة حب التعاون والرغبة في مشاركة المؤسسات الاجتماعية المختلفة، وذلك يتم من خلال الاهتمام بالرحلات المدرسية التي يقوم من خلالها الطلاب بزيارة المؤسسات والقطاعات الحكومية والوقوف بشكل مباشر على نشاطات تلك المؤسسات التي تقدم خدمة للوطن تحتم علينا أن نجعل الناشئة يرون تلك الخدمات بأعينهم حتى إذا ما جاءت حملة وطنية معينة نجد أن هؤلاء الناشئة مهيؤون للتفاعل معها كما يجب؛ لأنهم قد تكونت لديهم ثقافة واعية وإدراك إيجابي تجاه نشاطات مؤسساتنا الحكومية المختلفة يؤهلهم للتفاعل الإيجابي مع تلك الحملات وإدراك أهدافها، نحن بحاجة إلى أن نجعل الناشئة والمواطنين يشاركون في تلك الحملات مشاركة فاعلة، ولِمَ لا يكون الناشئة والمواطنون هم من ينظمون تلك الحملات وهم مَنْ يقومون بتوزيع النشرات التوعوية والإرشادية؟! وهم مَنْ يقومون بتوزيع الورود على سائقي السيارات بدلاً من قيام رجال المرور بهذه المهمة، وبذلك سنجعل هؤلاء الناشئة يستشعرون أهمية تلك الحملة المرورية!!.
لِمَ لا نجعل هؤلاء الناشئة ومعهم المواطنون هم من يكونون أبطال تلك الحملات والبرامج التوعوية لنجعل من ثقافة المجتمع أوسع وأشمل من مجرد التلقي لتصل إلى مستوى المشاركة الواعية التي ستترك أثرها الإيجابي لدى أفراد المجتمع.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved