يا خادم الحرمين لو أبصرت فرح الملايين بمكرماتك..
يا خادم الحرمين لو عرفت الحب الجارف لكم من الملايين الذين أسرهم جودك.. أسرهم كرمك وعطفك..
أنت يا خادم الحرمين ملكت القلوب قبل الجيوب..
هؤلاء الملايين من الضعفاء والمساكين الذين حنوت عليهم يلهجون لك بالدعاء أن خففت عنهم أعباء الحياة..
لقد كانت مكرماتك مطراً يهمي هادئاً على صحاري الجزيرة العطشى ورمالها المتحركة، وعلى فيافيها وقفارها فتورق نماء وحباً..
وما زال مطر مكرماتك يهمي ندياً بين اليوم واليوم..
تكاثرت أيام مكرماتك فضيَّعت الأيام عددها.. ونسيت الأيام أين هي.. ونسيت تواريخها..
بمكرماتك صارت عجاب الدنيا ثماني..
وصارت أياديك البيضاء من خوارق الزمان..
نعرف أن خوارق الزمان في هذا الزمان قليلة، لكنها أصبحت حقيقة، فالفلاح في حقله غدا في أحد هذه الصباحات النديَّة فرحاً مسروراً، والطيور في الحقول بدأت تغرد فرحة مسرورة حين رأت المياه بدأت تتدفق تحتها.. والسنابل الذهبية بدأت تتمايل وتهتز.. و(المستثمر الصغير) خلف شاشته استعاد البسمة إلى وجهه والخصب إلى ماله.. وصار الآلاف الذين لهفت جيوبهم الفواتير.. والآلاف الذين يركضون حافي القدمين يجدون ما يسد جوعهم.. ويطفئ أرقهم وسهرهم..
بمكرماتك يا خادم الحرمين نسي الكرم تاريخه.. ونسي أن تاريخه يبدأ من (حاتم طي).. وبدأ التاريخ يعد من جديد.. بدأ يسجل في تاريخه وفي أرشيفه وملفاته أن هناك ملكاً يحنو على شعبه.. يلتفت إلى المساكين والمعدمين فيسد جوعهم.. وإلى موظفي دولته فيحسِّن أوضاعهم، وحتى الفلاحين في حقولهم التفت إليهم.. في هذه الأيام التي يبلل فيها المطر كثبان الرمال فتغدو جميلة متألقة وترقص على أطرافها الزهور.. وتغرد في أفيائها الطيور.. تمايلت عسبان النخل مزهوة.. وتدلت قنوانها بثمرها اللذيذ.. وصارت المكرمات المتوالية هي مثل المطر المتوالي.. والنهر الجاري..
كنا يا خادم الحرمين نظن أن عجائب الدنيا سبع فصارت ثماني..!!
|