Thursday 1st June,200612299العددالخميس 5 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"منوعـات"

نوافذ نوافذ
الصندوق المغلق
أميمة الخميس

حينما نتأمل مدارات كوكب الأرض مقارنة بسواه من الكواكب في المجرة وتحديداً في المجموعة الشمسية، نجده كوكباً، مجرد كوكب ليس الأقرب من الشمس وليس الأبعد، وليس الأصغر في المجموعة وليس الأكبر كذلك ليس الأسرع في دورانه وليس الأبطأ، إنه فقط كوكب أزرق جميل يشع لون الماء فوقه من الفضاء الخارجي، ويدور حول محوره في يوم وليلة أسماها سكان الأرض يوماً، ويدور حول الشمس في عامٍ كامل اتفق سكان الأرض أيضاً على تسميتها عاماً، وهناك 100 بليون نجم في المجرة وحدها تشبه شمسنا، فقط في مجرتنا المسماة درب التبانة، وهناك البلايين من المجرات التي تشبه مجرتنا في الكون الفسيح من حولنا.
وهناك نجوم ما زال ضوءها يسير ولم يصلنا منذ الخليقة، وهناك نجوم يصلنا ضوءها ولكنها ماتت منذ ملايين السنين فما نراه نحن هو الضوء فقط بينما الأصل قد فني.
وبعد كل هذا حينما نرى ضآلة موقعنا في هذا الكون، ضآلتها إلى الدرجة التي تجعل منا ذرة غبار صغيرة في كون شاسع....
كيف يجرؤ البشر بعد هذا بمنتهى الصفاقة والبجاحة ادعاء امتلاك الحقيقة كاملة دون العالمين؟
كيف بمن كان على هذا الكم من الضآلة والصغر أن يملأ سنوات حياته المعدودة على هذا الكوكب بالدماء والأشلاء والشظايا؟
كيف لا ينزوي ويخضع الإنسان في زاوية الاعتراف بجهله ومحدودية علمه ليعرف أن فترته الزمنية في هذا المكان سريعة وطارئة، بالكاد تكفيه ليغرس نبته دون أن ينال جناها.
لكنه الإنسان ما أكفره.
فوق كوكب المشتري هناك دائرة حمراء ضخمة يسميها العلماء (عين المشتري) وهي في واقعها إعصار عمره سبعمائة عام، وما يدور.
كوكب أورانوس وهو من ضمن المجموعة الشمسية طول الليل على قطبية 42 عاماً وطوال النهار 42 عاماً أخرى، هذه الحقائق الصادمة والمذهلة لمألوفنا، تضعنا في مواجهة مباشرة مع محدودية علمنا البشري وتواضعه أمام الأكوان الشاسعة من حولنا.
لكن هناك من مازال يقتل الآخر تحت حجة امتلاك الحقيقة الكاملة، وهناك من ما زال ينفي الآخر ويقصيه على اعتباره المقدس والمنزه عن الجهل والقصور البشري.
وهناك من ما زال يرفع البيانات الواحد تلو الآخر ضد الآخرين، وضد حقهم في التواجد على هذا الكوكب بحرية وأمان.
المشكلة في أصحاب البيانات الأخيرة أن بعضهم يمتلك درجات علمية وتظهر حرف الدل قبل اسمه، ولكن لا أعلم نوع هذا العلم الذي يبقيني في قبور مصمتة، ويسجنني سجناً أبدياً دائماً في دهاليز الرأي الوحيد الصحيح النهائي والمطلق المنزه المقدس غير القابل للأخذ والرد وليذهب الآخرون إلى الجحيم؟
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }.
لا أدري نوع هذا العلم الذي يحملونه أم أنهم.....؟؟
... ما زال طغاة البشر يقتلون ويسفكون ويسحلون ويخونون ويكفرون ويزندقون... وهم ذرة غبار فوق ذرة غبار... تسبح في أكوان الحقائق الشاسعة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved