بناه بنفسه
مواطن يقيم متحفاً تراثياً في عنيزة

* عنيزة - عطالله الجروان:
من أبرز صور الوفاء لهذا الوطن الغالي ما يقوم به العديد من المواطنين من جهود كبيرة من أجل المحافظة على تراث الآباء والأجداد من خلال إقامة متاحف خاصة في منازلهم يعرضون فيها العديد من الموروثات الشعبية من أدوات وملابس وأجهزة كانت تستعمل في أزمان ماضية، ولكن هناك شخصية تميزت في طريقة إحياء وحفظ التراث الشعبي لبلادنا. رجل من أبناء محافظة عنيزة قام ببناء منزل شعبي متكامل من جميع النواحي ويضم بين جنباته وزواياه مجسمات تحاكي صوراً حقيقية كانت تمارس في الماضي، حتى الكتب والدفاتر التي كان تدرس ويتعلمها الناس في ذلك الوقت يجدها الزائر معروضة في المنزل، وتعمقاً في التميز وخروجاً عن المألوف فقد قام هذا الرجل ببناء المنزل بنفسه لبنة لبنة ساعده في ذلك بعض المخلصين من أبناء عنيزة ممن يسعون سعياً حقيقاً للمحافظة على تراث (مملكة الإنسانية) يدفعهم في ذلك حبهم الشديد لوطنهم واعتزازهم بتراث بلادهم وموروثاته الشعبية.
(الجزيرة) زارت متحف السيد إبراهيم الحمدان في وادي الجناح بعنيزة وأجرينا لقاء سريعاً معه في المجلس الرئيس في منزله الشعبي. يقول الأخ إبراهيم الحمدان: إن فكرة إقامة متحف مختلف ومتكامل بدأت منذ أربع سنوات، وأبرز أهداف إقامة هذا المنزل الشعبي إحياء التراث الحقيقي لماضي آبائنا وأجدادنا وتجسيده واقعاً ملموساً للزائرين من خلال المجسمات التي صممتها بنفسي لكثير من العادات والتقاليد التي كانت تمارس في تلك الأيام حيث جمعت في كل غرفة من غرفه ما يناسبها من الأدوات والمجسمات، وقمت بعملية البناء بنفسي وبمساعدة بعض المخلصين لتراب هذا الوطن الغالي وأبرزهم الأخوين فهد وعبدالرحمن الحمد البسام، وصالح الجربوع وإبراهيم الجربوع كما أشكر الشيخ عبدالرحمن الفهد السعيد الذي دعمني مادياً والأخ محمد الشميمري الذي تكفل بإعداد الكتابات والعبارات التعريفية.
وعن زيارة المتحف قال إبراهيم الحمدان: إن المنزل الشعبي يستقبل زواره من الرجال من بعد صلاة الفجر مباشرة حيث نقوم بتجهيز القهوة والشاي في المجلس ونرحب بأي شخص يرغب الحضور والاستمتاع بحضور الجلسة اليومية التي تعيد ذكريات الماضي، أما زيارة العوائل تبدأ من بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء من كل يوم.
وعن أبرز الخطوات القادمة ذكر السيد إبراهيم الحمدان أنه سيقوم ببناء مسجد شعبي بجوار المتحف وسيبدأ العمل قريباً إن شاء الله. الجدير ذكره أن المنزل المتحف لم يحظ بأي دعم أو مساندة من بلدية عنيزة وبخاصة سفلتة الطريق الموصلة إليه التي لا تتجاوز ثمانمائة متر فقط وعشمنا كبير في رئيس البلدية المهندس إبراهيم الخليل بأن يحظى المتحف باهتمامه.