الحرص المتواصل من خادم الحرمين الشريفين على الأخذ بأيدي ذوي الدخل المحدود والفقراء وتجنيبهم تقلبات الأسواق وحماية مدخراتهم يتمثل في مبادرته بإنشاء صندوق استثماري تقيمه الدولة يتيح لتلك الفئات إيداع أموالها فيه على أن تضمن الدولة رؤوس الأموال في حال الخسارة.وفي هذه المبادرة المزيد من التأكيد على أن رعاية هذه الفئات تشمل جميع ما يتعلق بها، وخصوصاً في الجانب الاستثماري المهم واللصيق الصلة بالاهتمامات اليومية في ظل التقلبات الشديدة للأسواق، الأمر الذي عرض الكثير من الناس لخسائر فادحة في مدخراتهم، وهي خسائر قد تقعد بهم دون الدخول مجدداً إلى أي نوع من الاستثمارات، ما يعني مصاعب مضاعفة يتعرض لها الكثيرون وضياع لقدراتهم وإسهاماتهم في كامل الشأن الاقتصادي والوطني بشكل عام.فالآفاق الواعدة المرتبطة بهذه المبادرة التي تأتي في أعقاب خسائر كبيرة للمستثمرين في سوق الأسهم تعني للكثيرين دفقة أمل جديدة تتيح لهم العودة إلى الأسواق، لكن وفق ضمانات مهمة تتوفر من خلال هذا الصندوق الذي سيتولاه أناس على قدر كبير من الدراية فيما يتصل بمجالات الاستثمار التي سيتوجه إليها الصندوق. هذه المتابعة اليومية الدؤوبة لشؤون المواطن تفضي دائماً إلى حلول عاجلة للمسائل التي تستدعي ذلك، ما يعني تجاوز المصاعب الناجمة عن تراكم المشكلات واستفحالها. كما أن هذه المبادرة تأخذ في الاعتبار الحقائق المتعلقة بالاستثمارات الجديدة، وأن الكثيرين من صغار المستثمرين قد يكونون حديثي عهد بهذه الاستثمارات، ما يعني الافتقار إلى الخبرة والدراية اللازمة لتجنب المزالق الخطرة التي قد تفضي إلى فقدان كل المدخرات في حركة من حركات السوق المفاجئة والكارثية. ومن ثم فإن الصندوق الجديد يوفر قدراً كبيراً من الأمان؛ كونه يضمن الحفاظ على رؤوس الأموال حتى في حال الخسائر مع المشاركة في الأرباح إذا حالف النجاح هذه الاستثمارات، وفي كل ذلك توسيع كبير لمظلة الرعاية وتعزيز من دائرة الرفاهية؛ حتى يشعر المواطن مهما كان دخله أنه يجد كامل العناية حتى فيما يتصل باستثماراته. هذه الحالة الإيجابية تأتي في سياق العطاء المتواصل من الدولة للمواطن الذي يمثل أغلى وأعز استثمار للوطن باعتباره وسيلة التنمية وغايتها في ذات الوقت، وكلما تفتقت هذه العقول الخيرة عن مبادرات بمثل هذه الكيفية والفاعلية فإن ذلك يعني المزيد من التلاحم بين المواطن والدولة من أجل إنجاز الأهداف المبتغاة بروح ملؤها التقدير والامتنان والعزم القوي على الإنجاز الذي يليق بالوطن والمواطن.