* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة أن العدل كلمة عظيمة تدل على معان كبيرة وعليها قامت السماوات والأرض، وبها تقوم الأمم وتستمر، مشيرا إلى أن القرآن الكريم والسنة المطهرة مليئة بالأمر بالعدل مستعرضا العديد من الآيات والأحاديث التي تدل على ذلك، مؤكدا حرص هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - إلى هذا العهد الزاهر على إقامة العدل وإشاعته بين الناس وسن الأنظمة المنظمة لشؤون حياتهم والمستمدة من كتاب الله وسنة نبيه وخاصة في مجال الحكم والقضاء مشيرا إلى أن القضاء حصن حصين وله تكون الحصانة وطالب سموه بأهمية تطبيق الأنظمة بعد سنها ونقل تلك الأنظمة إلى أرض الواقع، وقال: إن تنظيم هذه الندوة يأتي تعبيرا عن اهتمام وزارة العدل ممثلة بوزيرها الدكتور/ عبدالله آل الشيخ وتمنى للجميع التوفيق.
جاء ذلك في كلمة لسموه أمس الثلاثاء بقاعة دار الحديث، حيث افتتح سموه فعاليات الندوة العدلية القضائية الثالثة، وذلك بحضور معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وأصحاب الفضيلة وكلاء الوزارة ورؤساء المحاكم والقضاة والمختصين بالأنظمة والقوانين والتي تنظمها وزارة العدل بإشراف رئاسة المحاكم بمنطقة المدينة المنورة.
هذا وفور وصول سموه بدئ الاحتفال بالقرآن الكريم ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح المحيميد رئيس محاكم المدينة المنورة كلمة ثمن فيها لسمو أمير المنطقة رعايته لهذه المناسبة ودعمه المتواصل ونوه بمتابعة وإشراف معالي وزير العدل شاكرا لجميع المشاركين حرصهم وحضورهم متمنيا التوفيق والنجاح لأعمال الندوة بما يثمر خيرا للقضاء والعاملين فيه والمراجعين فيما يسهم في دقة العمل وتيسيره.
وقال فضيلته، إن هذه الندوة ضمن سلسلة من الندوات الهادفة للارتقاء بالعدل وتطوير آلياته مؤكدا على أهمية الندوة كونها حدثا يلفت أنظار المهتمين إلى ما في المملكة العربية السعودية من ثروة قضائية إسلامية فريدة تلتقي مع الأنظمة الحديثة وتؤصلها وتأخذ منها الحسن المفيد فالمملكة منذ تأسيسها وهي تحكم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وترجع للثروة الفقهية الإسلامية العظيمة الممتدة من عهد النبوة وعلى امتداد عصر الأمة المجيد إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله، حتى يرث الله الأرض ومن عليها وتأخذ بكل جديد مفيد؛ لأن الإسلام جاء لإسعاد فما ينفعهم يأخذ به وما يضرهم ينهى عنه وهذا سر خلود الشريعة الإسلامية وصلاحها لكل زمان ومكان.
وقال إنه يشارك في بحوث الندوة ويرأس جلساتها نخبة مختارة من العلماء والقضاة والذين يتناولون موضوعات الندوة بعناية بالغة وبين فضيلته أنه سيرأس اللجان نخبة من أرباب المعرفة والمكانة والمسؤولية والتجربة ونحن في المدينة المنورة نعلق آمالا كبيرة في الاستفادة من بحوث الندوة والمناقشات عليها؛ لأن ذلك يثري المعلومة القضائية ويصحح الفهم ويوجهه ويحدد المراد من نظام المرافعات الشرعية ولوائحه التنفيذية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة.
وبعد ذلك ألقى معالي وزير العدل كلمة نوه فيها بمشاركة الأمير عبدالعزيز بن ماجد في هذه الندوة والتي تأتي تكملة لندوتين سابقتين أقيمتا في أبها وفي الدمام مؤكدا عزم الوزارة على المزيد من كل مفيد داعيا كل المشاركين والحضور الاستفادة من هذه الفرصة السانحة الطيبة للمناقشة والملاحظة وكل ما يوصل للمعرفة الرصينة المناسبة للتطبيق العملي.
هذا وسوف تتضمن الندوة أربع جلسات عقدت منها ثلاث أمس الثلاثاء وتعقد الأخيرة اليوم الأربعاء وتقدم خلالها اثنا عشر ورقة عمل يشارك بها عدد من أصحاب الفضيلة المشائخ والعلماء وتتمحور حول العديد من الموضوعات ومنها الاختصاص القضائي في الأنظمة ودور المحاكم في تنفيذ الأحكام الشرعية وأحكام الإعسار في الفقه الإسلامي والقضايا التجارية ودور الجهات الإدارية في تنفيذ الأحكام الحقوقية وغير ذلك من الموضوعات.
ومن ناحية أخرى قام معالي وزير العدل صباح أمس بزيارة لمجمع المحاكم الشرعية حيث تفقد المحاكم الشرعية وتجول في أرجائها وأبدى تقديره لما شاهده من تنظيم.
الجدير بالذكر أن محاكم منطقة المدينة المنورة منظومة كبيرة تشتمل على العديد من المحاكم داخل المدينة وفي المحافظات والمراكز التابعة لمنطقة المدينة المنورة ومنها المحكمة العامة بالمدينة المنورة والمحكمة الجزائية بالمدينة النمورة والمحكمة الشرعية في كل من محافظات ومراكز ينبع والعلا والمهد والحناكية والصويدرة وخيبر وبدر والعيص والسويرقية والحسو وابي راكه ويعمل في هذه المحاكم أكثر من (49) قاضيا منهم (26) قاضيا موزعين بين المحكمة العامة والمحكمة الجزئية والبقية موزعون على بقية المحاكم إضافة إلى (453) موظفا منهم (290) موظفا موزعين على المحكمة العامة والجزئية بالمدينة المنورة.
|