Wednesday 17th May,200612284العددالاربعاء 19 ,ربيع الآخر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

نيابة عن المليك.. الأمير سطام افتتح ندوة تشغيل السدود بالمملكة نيابة عن المليك.. الأمير سطام افتتح ندوة تشغيل السدود بالمملكة
خادم الحرمين:اهتمام المملكة بالسدود عزز من مصادر المياه واتساع الرقعة الزراعية

* الرياض - سلطان المواش :
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض الندوة الأولى لإدارة السدود وتشغيلها بالمملكة بفندق انتركونتننتال الرياض.
وقد بدئ الحفل بالقرآن الكريم، بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض كلمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين قال فيها:
يسرني في هذا اليوم المبارك أن ألتقي بكم، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في هذه الندوة التي تتعلق بأمر غاية في الأهمية في حياة الشعوب ألا وهو الماء، وتحديداً في جانب من أهم جوانبه وهو السدود وتشغيلها وصيانتها.
وكما هو معلوم للجميع، فقد حظي هذا القطاع باهتمام الدولة، إذ سخرت الإمكانات المادية والبشرية، فانتشرت السدود في مناطق المملكة ما كان له أثر كبير في تعزيز مصادر المياه لمختلف الأغراض، وحماية الأرواح والأموال، واتساع الرقعة الزراعية في المناطق المستفيدة من تلك السدود.
ولعل ما يؤكد أهمية هذا اللقاء هذا الحضور الجيد المشتمل على كفاءات علمية عالية من دول متعددة، وهو حضور سيسهم - إن شاء الله - في الرفع من مستوى هذه الندوة، وإثراء النقاش والحوار فيها، بما يضمن تحقيق الآمال والتطلعات من إقامتها، وإنني في الوقت الذي أشكركم على تجاوبكم وحضوركم فعاليات هذه الندوة لا يفوتني أن أشيد بجهود وزارة المياه والكهرباء لما بذلته وتبذله من أجل تحقيق توجهات الدولة وتطلعاتها في هذا الجانب.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحقق لهذه البلاد وساكنيها الأمن والاستقرار والرفاهية والعيش الكريم.. متمنياً لهذا اللقاء التوفيق والنجاح والوصول إلى الغايات المنشودة.
وكان معالي وزير المياه والكهرباء م. عبدالله الحصين قد ألقى كلمة أوضح فيها أن نقص الموارد المائية يتمثل بجلاء في انخفاض الكمية المتاحة لاستخدام الفرد بنحو (60%) منذ عام 1950م، مشيراً إلى أن استخدام العالم للمياه زاد ثلاثة أضعاف خلال النصف الأخير للقرن المنصرم عندما زاد سكان العالم من (2.5) بليون إلى (6) بلايين نسمة، وأكد أن الكمية المتاحة ستخفض بنسبة (33%) خلال الخمسين عاماً القادمة حين يرتفع عدد سكان العالم إلى (9) بلايين نسمة، وهو متوسط الزيادة السكانية المتوقعة، ويضاف سنوياً ما قرابته (80) مليون نسمة.
وقال: إنه خلال مئة عام انخفض وسينخفض المتاح للفرد بأكثر من (90%) عن مستواه في 1950م، أو بمعنى آخر لن يعود متاحاً للفرد في عام 2050م إلا أقل من (10%) ما كان متاحاً في عام 1950م.
وأكد أن علامات الشح في المياه لا تقتصر على الانخفاض المخيف في مستوى الآبار الجوفية بل تتعداه إلى الأنهار والبحيرات.
وقال معاليه: إن المطلب يتضاعف على المياه تقريباً كل خمسة وثلاثين عاماً، وإذا كان (40%) من المياه المطلوب توفيرها للزراعة ستأتي من مياه الري كما هو الحال الآن لسد حاجة (2.4) بليون نسمة من المتوقع إضافتهم إلى سكان العالم، فإن الحاجة ستكون لما يوازي عشرين ضعفاً لجريان نهر النيل أو مئة ضعف جريان نهر كلورادو. ويتوقع المعهد الدولي لإدارة مصادر المياه، وهو معهد رائد في مجاله أن ثلث سكان العالم سيواجه نقصاً حاداً في مصادره المائية في العشرين سنة القادمة.
وأكد أن المملكة ومجاوريها من دول الخليج هم الأقل في ذلك بل ربما إن المملكة هي الأصعب ظروفاً في محدودية المياه وكلفتها، ففي وقت تقتصر كلفة المياه في دول الخليج على إنتاجها فقط نجدها في المملكة تذهب أكثر من ذلك بكثير في الحاجة إلى نقلها مئات الكيلومترات ورفعها آلاف الأمتار.
وذكر معاليه أن المملكة قد بدأت اهتمامها بجانب السدود ومنذ ما يزيد على خمسين سنة خلت، فقد أنشأت خلالها أكثر من (225) سداً تزيد سعتها التخزينية على (836) مليون متر مكعب. وقد بدأ التركيز على هذا الجانب في الزيادة خلال السنوات القليلة الماضية، إذ بدأ إنشاء (170) سداً، منها ستة سدود في سهل تهامة، تتجاوز سعتها التخزينية بليون متر مكعب. ويتوقع - بإذن الله - أن تقارب السعة التخزينية للسدود بنهاية هذا العقد (2.510.000) بليون متر مكعب؛ أي بزيادة (300%) عن مستواها الحالي، وتخدم هذه السدود أغراضاً مختلفة لتأمين مياه الشرب لبعض المدن والقرى، كما هو الحال، في سدي بيشة والعقيق، وقريباً - إن شاء الله - سدود بيش وعردة وعتود ومربة. ولحماية المدن والقرى من مخاطر السيول وغوائل الفيضانات، وتغذية المياه الجوفية، وتوفير مياه الري، كما هو الحال في سدي جازان ونجران.
وبين أن الكلفة للمياه المنقاة من السدود لا تزيد في المتوسط على (60) هللة، أي خمس كلفة المياه المحلاة، إذ تبلغ في سد العقيق المغذي للباحة نحو (65) هللة، وفي سد بيش الذي تبلغ طاقته التخزينية نحو (200) مليون متر مكعب، وهو من الأودية الدائمة الجريان تبلغ نحو (50) هللة. وسيكون في غضون عامين مصدراً يعتمد عليه في تغذية منطقتي جازان وعسير، بل توقع أن يغطي هذا السد كلفته في أقل من عام بمقارنة كلفة مياهه بمياه محطة التحلية المجاورة في الشقيق.
وقال: لأننا نعيش أصعب الظروف، ففي جانب الاستهلاك البلدي يجب أن نخفض استهلاك الفرد إلى أقل من نصف معدله الحالي؛ أي إلى نحو (150) لتراً في اليوم للفرد، وهو بالمناسبة معدل استهلاك مواطني دول الاتحاد الأوروبي، فمن غير المعقول أن يكون معدل استهلاك قاطن الصحراء ضعف معدل استهلاك مجاور الأنهار والبحيرات، وبتحقيق ذلك نكون كأننا قد تمكنا من مضاعفة مصادرنا المائية، ونأمل في تحقيق هذا المعدل قريباً من خلال تطبيق إجراءات الترشيد التي نقوم بها في الاستخدامات البلدية، والحد من التسربات في الشبكة العامة قبل وصولها إلى المنازل التي يمكن تقديرها وبتحفظ بمليون متر مكعب أو بنسبة (20%)، ونعمل جاهدين على خفضها بحيث لا تزيد على (5%).
كما ألقى وكيل الوزارة لشؤون المياه كلمة عد فيها أن المملكة من أكثر دول العالم تعرضاً لظاهرتي التصحر والجفاف، فمساحة المملكة تزيد على مليوني كيلومتر مربع تخلو من الأنهار والبحيرات.. لذا فنحن في حاجة ماسة للاستفادة العظمى من قطرات المطر التي تتباين في معدلات هطولها في الزمان والمكان.
وعدَّ ماء المطر أهم مصدر مائي متجدد تعتمد عليه البشرية في حياتها اليومية.
وأكد ان السدود وسيلة فعالة لحجز مياه السيول الجارية للاستفادة منها، وأصبحت مصدراً مهماً لمياه الشرب في بعض المواقع، وبكلفة منافسة ومصدراً مغذياً لطبقات المياه الجوفية، ومصدراً للري الزراعي.
بعدها عرض فيلم وثائقي عن مسيرة السدود في المملكة، ثم تلا ذلك تكريم الشركات الراعية لهذه الندوة ووزعت الدروع والشهادات عليهم، ثم قدم معالي وزير المياه والكهرباء د. عبدالله الحصين درعاً تذكارياً لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved