هناك من يرى (أن تقديم الخبر الصحفي مع صور وتخطيطات يُعد مهما للغاية) فقد أشارت كارول ريتش (صحافية أمريكية) إلى أن دراسة أجراها معهد pointer للدراسات الإعلامية في سانت بطرسبورج، أظهرت اهتماما متزايدا بالوسائل التخطيطية والألوان، وفي هذه الدراسة المعنونة ب Eyes On News قام الباحثون بقياس حركة عيون بعض الناس الذين يقرؤون الصحف، فاتضح أن القراء ينجذبون صوب الصور الملونة أولاً، ثم العناوين، فالتعليقات التي ترافق الصور والرسوم، فالأخبار الموجزة التي اختصرت في فقرة واحدة أو ثلاث فقرات، موضحة أن عددا من وسائل التخطيطات تسمى (نقاط دخول) وهي النقطة التي يدخل منها القارئ إلى الخبر، والتي تشتمل على: عناوين فرعية، ونصوص تعرض بحروف بارزة في الخبر، وخلصت الدراسة إلى أن معظم الناس يتصفحون الصحيفة فحسب، ومن ثمّ ينظرون في العناوين والرسوم، وأنهم يقرؤون عدداً قليلاً جداً من الأخبار بشكل كامل، كما تبيّن أن القارئ العادي جال نظره في 25% فقط من أخبار الصحيفة، ولكنه يقرأ بإمعان نصف تلك الأخبار فقط (حوالي 12% فقط).
ونقلت عن مستشار معروف على النطاق الدولي في مجال تصميم الصحف، اشترك في إعداد هذه الدراسة قوله: (إن أغلبية القراء اليوم لا يعرفون شيئاً عن الحياة دون التلفزيون؛ ما يدل على أن العناصر المرئية في الصحيفة مهمة جداً). وأضاف: (إن المزاوجة بين المرئي والكلمات يجب أن تتم مبكراً، منذ اللحظة التي نتعلم فيها إعداد الأخبار).
وذهبت كارول ريتش إلى أن التخطيطات أصبحت على هذه الأهمية في عرض الأخبار، حتى أن بعض الصحف لها صحفيون متخصصون في الرسوم التخطيطية؛ إذ إنه حينما يحدثُ خبر مهم مثل: تحطم طائرة، يذهب هؤلاء الصحفيون المختصون بالتخطيطات إلى مكان الحدث، لجمع المعلومات والرسوم، وقالت: (في الوقت الذي يقوم فيه المحررون الاعتياديون بجمع المعلومات، يبحث صحفيو التخطيطات عن تفصيلات مثل: كم قدماً انحرفت الطائرة جانبا بُغية إعداد رسوم قياسية)، مُبينةً أن معظم الصحف لا يوجد فيها مراسلون مختصون بجمع المعلومات للتخطيطات، وأن هذه المسؤوليات يقوم بها في الغالب المحررون الصحفيون الاعتياديون، ورأت أن جميع المحررين يحتاجون إلى الاهتمام بوسائل التخطيطات التي قد تصاحب الخبر، وتنصح بألا يُعاد ذكر المعلومات ما لم تكن مهمة جداً في متن الخبر.
وطالبت كارول ريتش باستخدام الوسائل اللفظية والصورية التي توضحُ المعلومات للقراء، وضربت على ذلك مثلاً بإحدى الصحف، التي أرفقت مع خبر يتعلق بانبثاق نادر للماء من بحيرة Tahoe تخطيطا يوضح كيف حدث تدفق الماء، ولكنها لم تكرر المعلومات في متن الخبر.
وسواء أكانت الأخبار مرفقة بصور للصحف المطبوعة، أم صور الوسائط المتعددة لخدمات Online فإن جميع الصحف - كما قالت -: (تستعمل مع أخبارها عناصر صورية، وسيستمر المحررون يصارعون مشكلة قديمة: هل يتعينُ عليهم أن يقدموا للناس ما يريدون أم ما يحتاجون). ونقلت عن أحد محرري الصحف الأمريكية قوله: (إن الصحيفة الجيدة تضم كلا النوعين من الأخبار، العديد منها سيكون قصيرا، والأخبار الأخرى ستكون مُوسَّعة، وما زال الصحفيون يحتاجون الى معرفة كيفية تقديم المعلومات لإطلاع القراء، وإثارة اهتمامهم).
بعد أنْ قرأتُ هذا الدرس الصُحفي تساءلتُ: هل تُعطي الصحف السعودية أهمية للرسوم البيانية؟.
الملحوظة بالمعايشة - وهي إحدى أدوات البحث العلمي - تنفي ذلك، إلا في النادر واليسير من الحالات، و(النادِرُ لا حُكْمَ له).
|