* بيروت - الوكالات:
تمكَّنت قوى الأمن اللبنانية من إلقاء القبض على عصابة لتهريب الأسلحة بين لبنان وسوريا. وأفادت مصادر أمنية رسمية أمس أنه في إطار مكافحة الجريمة التي تمس أمن الدولة الداخلي ونتيجة استقصاءات مكثفة ومراقبة محكمة لمجموعة من المشتبه بهم في تهريب أسلحة تم إلقاء القبض على أفراد شبكة لتهريب الأسلحة بين لبنان وسوريا عملت على إخفاء أسلحة داخل هيكل سيارة أو محركها. وأشارت إلى أنه جرى في بيروت توقيف المشتبه بهما، وهما سوريان، خلال رحلتهما من بيروت إلى دمشق عن طريق المصنع؛ حيث ضبط بحوزتهما أربعة مسدسات كانت مخبأة في محرك السيارة التي تم حجزها.
من جهة أخرى، استأنف القادة اللبنانيون المسلمون والمسيحيون المناهضون لسوريا أو الموالون لها أمس الثلاثاء حوارهم لحل الأزمة السياسية الحادة وسط مؤشرات غير إيجابية ناجمة عن الخلاف بين الفرقاء المحليين وتزايد التدخلات الخارجية. وبدأت جلسة الجولة السابعة في مقر مجلس النواب في وسط بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة كما جرت العادة.
على جدول أعمال الجلسة مواصلة البحث في مصير رئاسة الجمهورية وسط مؤشرات على تسليم الأكثرية النيابية المناهضة لدمشق ببقاء رئيس الجمهورية إميل لحود في منصبه بعد رفض حزب الله حليف دمشق تنحيته وتمسك النائب ميشال عون حليف حزب الله بالحلول مكان لحود. وما زال أمام المتحاورين بحث بند استراتيجية الدفاع الوطني لتقرير مصير سلاح حزب الله الذي يدعو قرار دولي إلى نزعه.
وتوصل المتحاورون حتى الآن إلى اتفاق على تحسين العلاقات مع دمشق عبر إقامة علاقات دبلوماسية وترسيم الحدود لإقناع الأمم المتحدة بلبنانية مزارع شبعا المتنازع عليها في جنوب لبنان ونزع السلاح الفلسطيني المتواجد خارج مخيمات اللاجئين خلال فترة ستة أشهر.
لكن تنفيذ هذه البنود يتطلب تعاون دمشق التي امتنعت حتى الآن عن تحديد موعد لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي كلَّفه مؤتمر الحوار البحث مع المسؤولين السوريين في تنفيذ ما أجمعوا عليه.
كما توصل المؤتمر إلى الاتفاق على محكمة ذات طابع دولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وعلى توسيع مهمة لجنة التحقيق الدولية لتشمل الاعتداءات التي تلت اغتيال رئيس الوزراء السابق.
وأعربت صحف لبنانية أمس الثلاثاء عن تشاؤمها من التوصل إلى حلول بشأن البنود المتبقية أو بشأن تنفيذ تلك التي تم التوافق عليها، معتبرة أن استمرار الحوار أصبح شكلياً خوفاً من انتقال الخلاف إلى الشارع. وأشارت الصحف إلى أن عناوين الحوار الذي انطلق لبنانياً خضعت للتدويل. ورأت (الأنوار) أن مؤتمر الحوار (صار أسير المأزق اللبناني داخل الصراع الإقليمي والدولي بعد أن كان الرهان هو على أن يجد مخرجاً منه). ورأت أن المؤتمر (يتعثر ليس فقط على البندين المتبقيين بل أيضاً على البنود التي انتهى البحث فيها بالتوافق عليها).
وأضافت: (لا أحد يستطيع الخروج على الحوار، ولا أحد يستطيع الخروج منه بقرار الحل)، مشددة على الحرص على استمراره ليكون (ولو كقناع لحجب الوجه الحقيقي للأزمة أو كوسيلة للحؤول دون انفجارها أو أقله لتأخير الانفجار على أمل أن يأتي الوقت بشيء ما).
واعتبرت (السفير) أن الجلسة الحالية (لن تكون مختلفة عن سابقتها في الشكل: مصافحات، ضحكات، مسايرات. أما في المضمون فقد أصبح الحوار آلية سياسية لتقطيع الوقت، وخصوصاً أن عناوينه خرجت من طاولة الحوار لتصبح في صلب جدول أعمال عواصم القرار).
وكتبت (اللواء) أن المؤتمر (ينعقد وسط مؤشرات لا تشير إلى إمكانية حدوث أي خرق في جدار الخلافات حول الملفين المتبقيين، إلا أن ذلك لا يعني إقفال باب الحوار). وأضافت أن (المشكلة مزدوجة بكل المقاييس: ما اتفق عليه المتحاورون ثم تعثروا في تطبيقه يتبناه المجتمع الدولي، وما يتبناه المجتمع الدولي يحدث المزيد من الانقسام في لبنان).
|