هكذا - فجأة - أضحى لكلمة (الهامور) معنى جديد، وتحول الاسم من السمكة الشهية إلى عتاولة الإقطاع والمضاربات في العقارات والأسهم وغيرها.
في السودان لا نسمي مثل أولئك ب(الهوامير)؛ فغالبية السودانيين لا يتعاملون مع أسماك البحار، لكنهم أصحاب ثروة سمكية أخرى مصدرها الأنهر العديدة التي تجري في أرض النيلين.
لذلك فإن العتاولة يكتسبون أسماء أخرى، مثل (التماسيح)، كما أن البعض قد يكتسب أسماء أشدّ جسامة مأخوذة أيضاً من بيئات الجنوب السوداني مثل (الفيل).
وأذكر أن أحد التماسيح البشرية العاتية كان قد استطاع قبل سنوات أن يحوز المئات من أراضي القطع السكنية في الخرطوم دون وجه حق، وقد تم - لحسن الحظ - اكتشافه وتقديمه للعدالة، وأعيدت الأمور إلى نصابها.
كما أن أحد (الأفيال) كان قبل عقود صاحب اسم (مجلجل) في عالم التعامل بالسوق الأسود، وخصوصاً في العملات الصعبة، وأظن أنه قد لاقى ما لاقاه التمساح من عقاب، وتخلص أهل الخرطوم من تجاوزاته وتلاعباته.
والمصريون لهم ألقابهم المضيئة بالمرح والسخرية على (العتاولة)، من ذلك ما يطلقونه على البعض من أنهم (حيتان)، فإذا قال لك المصري إن الشخص الفلاني (حوت)، فعليك أن تأخذ حذرك منه؛ لأنه قد يلتهمك ويهضمك ويلفظ قشرك ثم يشرب كوزاً من الماء قبل أن يتجشأ هنيئاً مريئاً!!
والعتاولة العُتاة سواء كانوا من فئة (الهوامير) أو (الأفيال) أو (التماسيح) أو (الحيتان) لا يخلو منهم مجتمع، ورغم أنهم يتسببون في الكثير من الخسائر والآلام لمجتمعاتهم، إلا أن المجتمعات، وخصوصاً العربية، أصبحت تداوي صدماتها بالكثير من المرح.. وما هذه الألقاب إلا تسميات تنتزع الابتسامة والضحكة من وجوه وعيون تداري الدمعة وتكبح انسكابها!
ومضة:
همسة لكل رئيس: تذكر أن مرؤوسك.. إنسان!
|