للحقيقة التي هي ضالة الباحث أن الخيل المستوردة بما فيها العراقية لم تدخل على الخيل الأصائل النجدية التي جمعها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ابتداءً من عام (1346هـ) الموافق (1928م) من الشيوخ وفرسان القبائل النجدية بعد أن استقرت الأمور، إذ إن المؤسس لم يهمل الخيل العربية الأصيلة أو ينسخها من الذاكرة، بل حافظ عليها كواحدة من أهم المواريث وجعلها في (خفس دغرة) بالخرج (جنوب الرياض نحو 80 كيلو).
وبعد أن استتب الأمن نهائياً وتم توحيد البلاد عام (1351هـ) الموافق (1932م) جمع ما تبقى من خيول القبائل النجدية، حيث لم يعد هناك حاجة لها بعد توحيد البلاد فصاروا يهدونها له ويجزل لهم المكافآت حتى تكونت عدة مواقع للخيل بالمملكة خصص لها شعبة في الديوان الملكي داخل القصر لرعاية الخيل العربية الأصيلة، كما قام بزيارتها في (خفس دغرة) ووقف عليها وتحدث مع المشرفين ووجههم توجيهاً ساهم في علو شأنها، كما زارها الملك سعود - رحمه الله - عندما كان ولياً للعهد مرتين، وشاهدها مبعوث الجمعية الزراعية الملكية في مصر الدكتور أحمد مبروك رئيس قسم تربية الحيوانات عام (1355هـ) الموافق (1936م) وسجل مشاهدته عن الخيل في المملكة مع التقاط صور كثيرة للخيل. وبعد عودته لمصر نشر كتاباً عن رحلته سماه (رحلة إلى بلاد العرب).
وفي عام (1381هـ) نقلت الخيل من (خفس دغرة) إلى الرياض بسبب نضوب المياه ووضعت بحوش بالملز عرف بحوش (الأصايل)، ثم نقلت أواخر عام (1382هـ) إلى وادي ديراب وأشرفت عليه وزارة الزراعة وذلك بتوجيه كريم من الملك سعود - رحمه الله - وقد كتب أحد زواره: (إن فيه 220 فرساً معظمها من الفصائل الأربع الأصيلة وهي : الكحيلة، والحمدانية، والعبية، والصويتية، وأن في هذا المركز سجلاً خاصاً بالخيول وفصائلها، يبين نسب كل فرس فيه، وأن الإشراف الطبي (البيطري) متوفر في المركز، وهناك صيدلية مجهزة بجميع ما يحتاج إليه لعلاج الخيول، كما أن هناك مروضين يبدؤون بتدريب الفلوة على القفز والسباق من سن الثالثة حتى تصبح فرساً).
أما الخيل المستوردة بما فيها العراقية، فقد استخدمت في السباقات ووزع إنتاجها على سلاح الفرسان في الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران والأمن العام لغرض التدريب العسكري ولم تسجل سلالاتها في المنظمة العالمية للحصان العربي (الواهو) أما الحصان (قولدن آر) فقد تم استيراده من العراق للأمير مساعد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود ولم تُشبَ منه الأصائل النجدية بل شبيت منه خيل السباق المعروفة (بالقرائف) وهو اسم يطلق على الخيل المستوردة مجهولة النسب.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى
| 
"وَرّاق الجزيرة"